رواية عقاپ ابن الباديه بقلم ريناد يوسف

موقع أيام نيوز

منهم بعد كده عادي جدا.
محمود
يمكن عشان الوصيه.. ومتقولش وصية. ايه وتعمل نفسك مش عارف لاني متاكد انكم كلكم عارفين بأمر الوصيه وهي إن اموالي من بعد مۏتي لابني ومراتي ومن بعدهم للجمعيات الخيريه.. يمكن عشان كده منفذتش اللي بتقول عليه ده. 
يحي پغضب
ظالم وهتفضل طول عمرك ظالم.
محمود
لا ابدا انا لا ظالم ولا بحب الظلم انا لا باجي على حد ولا ببص
للي فأيد حد ولا بتدخل في شئون حد فلما اجي اتحكم فاللي ملكي المفروض محدش له إنه يتدخل. 
فريال
لاحظ انك كده بتتكلم بإسلوب ذل يامحمود وبترمي كلام على إننا محتاجينلك وقاعدين في خيرك واننا عشان كده لازم نحط جزم في بوقنا ونسكت ومنتدخلش فاي حاجه حتي بدافع المحبه وصلة القرابه.
محمود
اييوه هو دا بالظبط اللي اقصده.. ودلوقتي باب القصر مفتوح واللي حابب يفضل يفضل بأدبه واحترامه وسكوته واللي مش حابب يتفضل من غير مطرود.. واكيد كلكم فاكرين منسيتوش إن القصر دا في الاساس بتاع عايده مراتي واحنا كلنا ضيوف عندها فياريت نتعامل ونتصرف تصرفات الضيف ونعرف اداب الاستضافه زي ماصاحبة البيت بقالها سنين فاتحالنا بيتها وبتكرمنا إكرام الضيف وزيادة وهي مش ملزمه بس دا عشان هي بنت اصول ومتربيه كويس.
انهى حديثه وامسك بذراع زوجته ودلف بها الى القصر وترك الثلاثة وراءه صامتين وبرغم هدوئهم الظاهري إلا انه يعرف حق المعرفة ان قلوبهم تتخبط قهرا وغيظا الآن بين اضلعهم كمن أصابهم مس ويرى ان هذا اقل مايستحقون بل ويدعوا الله في قلبه ان يذيدهم قهرا فهم كالشوكة في حلقه لا يستطيع إبتلاعهم أو إخراجهم ولأجل أن يكونوا دوما ڼصب عينيه ويراقبهم جيدا يسمح لهم للآن المكوث في بيته والاكل من خيره برغم انهم هم من ازهقوا روح إبنه البكري واسكنوا الحسړة في قلبه.
وصلا إلى غرفتهم واخيرا ارتمت عايده على تختها مستجدية لبعض الراحة بعد يوم مضني من التعب النفسي والبدني واغمضت عيناها وهي تري طيف ابنها يتجسد لها وهو ېصرخ عليها مناديا مستعطفا اياها من بعيد فاردا لها ذراعيه لكي تعود وتأخذه معها.. 
وتتسائل ترى ماذا يقول عنها وعن ابيه الآن باي كم من الخذلان يشعر 
وكيف لقلبه الصغير ان يتحمل تلك المشاعر التي لا تتحملها القلوب البالغة من الكبر اشدها
استسلمت اخيرا للنوم هربا من كل هذه التساؤلات وهربا من هذا الشعور المقيت الذي يعتصر روحها غفت وهي تستمع لصوت عقلها الذي بدا يهتف لها مصبرا
هذا هو الصواب وهذا ما سيبقيه على قيد الحياة واي شعور آخر غير شعور الفقد بالمۏت هو اهون واخف. إعتادي على هذا ويكفيكي بأن انفاسه في الحياة ومازال قلبه ينبض.
إجتمع يحي وزوجته فريال واخته مديحه في غرفة مديحه ومقر إجتماعاتهم الدائم نظرا لبعدها عن الحديقة ولا تعطي اي مجال للتنصت من احد المتطفلين وسماع مايدور بداخلها فهي تشبه في سريتها غرفة عمليات حروب..
يحى
ازاي يخفي الولد عننا فجاة كده ووداه فين وليه اختار الوقت دا بالذات! دانا بقالي سنه بخطط وتقريبا جهزت كل حاجه وكان كلها شهر وهتحصل الصدفه اللي محدش كان هيشك فيها ابدا.
فريال
اخوك فتح وفهم اللعبه المرادي وسبق بخطوه وخطوته ډمرت لينا كل حاجه بنخططلها وكل ترتيباتنا
باظت.
مديحه
طيب والحل ايه دلوقتي
يحيى 
مفيش حلول غير ان اللي رسينا عليه يتنفذ الولد انا هعرف
مكانه باي طريقه هحط محمود وعايده مراته تحت المراقبه ساعه في اليوم كل حاجت هتكون تحت عيني تحركاتهم كلامهم تليفوناتهم مراسلاتهم وحتي زوارهم ..دي قضية حياتي ومستقبل اولادي وانا لايمكن هضحي بيه واتخلا عن احلامي بسهوله كده.
مديحه
_هو بس لو يدينا جزء من كوم الفلوس اللي علي قلبه دا كل واحد فينا يفتحله مشروع احنا هنبعد عنه لوحدنا ونسيبله ابنه ونخرج من حياته انما طول ماهو راكب دماغه وبيقول ملكوش حاجه عندي وناسب فضل كل الفلوس اللي عنده دي لمراته احنا مش هنسيبه فحاله..
هو مين اللي علمه وصرف عليه لحد ماوصل للمنصب اللي عن طريقه عرف عايده واتجوزها مش ابونا.
والفلوس اللي صرفها عليه دي مش كانت من حقنا كلنا وهو خصه بيها وكان يحرمنا من حاجات كتير في سبيل انه يعلمه ويصرف عليه وكان يقول محمود املنا كلنا.. 
يبقى احنا شركا في كل قرش يعمله محمود طول عمره لاننا دافعين تمنه مقدما.
فريال
فعلا يامديحه وهو دا اللي دايما بقوله لاخوكي كل قرش مع محمود انتوا ليكم حق فيه.
وقف يحيى واخذ يتمشي في الغرفة ذهابا وإيابا وهو يفكر ياترى من اين يبدا بالبحث وهل ياتري لاي بلد ارسل اخاه محمود ابنه ومع من وكيف ومتي وبأي وسيلة سفر!
أما في الباديه وسط الرمال الشاسعة والاجواء القاسېة التي لا يتحملها سوى البدو الرحالة سكان البوادي قاطني الخيام..
عاد الشيخ منصور بعد ان ودع مرسال اتي يزف اليه خبرا وانصرف
فوقف امام خيمة قصير ونادى بأعلي طبقات صوته
قصير.. ياقصير تعا هون. 
خرج قصير مسرعا
ها ياشيخ أومرني. 
منصور
خد الرجال وروح حدر الشيخ محجوب المونه وصلت وبده حدا يروح يستلمها. 
قصير
يافرج الله حالا ياشيخ اعتبرها جايه بالطريق. 
تحرك قصير وترك الشيخ منصور يتلفت حوله باحثا عن الصغير الذى رآه جالس اسفل شجرة نخيل مستند عليها ككهل نال منه التعب واضنته سنوات عمره الكثيرة فتنهد وهو يهمس في قرارة نفسه
والله الفراق صعيب ياغلام لكن بحالتك لابد منه الله يصبر قلبك الصغير ياوليدي. 
أما آدم فقد كان سابحا في افكاره وهو يتطلع على كل شيئ حوله بغرابة.. 
فهو انتقل بين ليلة وضحاها من عالم لعالم آخر مختلف كليا يشبه ذاك الذي كان يقراء عنه في كتب الاساطير وحكايات اليس في بلاد العجائب.
وبعد مرور ثلاثة ايام
قضاهم آدم في إنتظار دائم اثار اقدامه باتت في كل مكان حول الخيام وهو يتفقد جميع الإتجاهات ولا يعلم ابواه سيأتوا من اي إتجاه والليل يمضيه وهو جالس لا يخالط النوم جفونه متأهب لصوت سيارة ابيه الذي حتما سياتي لأخذه ولكن بالتاكيد حدث شيئ قوي منعه من ذلك فبدا شعور الڠضب منهم لانهم تركوه يتحول لشعور بالخۏف عليهم من
مصير مجهول منعهم عنه.
صاح قصير بعد أن رأي الصغير يكاد ېموت جوعا
معزوزة حضري الطعام للعويل. 
معزوزه جهزي الاكل للصغار 
اتت معزوزه بالطعام الذي كانت تغرفه بالفعل ووضعته امام الأطفال وذهبت 
ودعا قصير الصغار لتناول الطعام فتكالب الاطفال على الطعام ماعدا آدم الذي لم يقترب من الطعام ورفض ان يتناول أي شيئ مهما حاول معه قصير وسائر الأولاد..
فهو يشعر بغصة في حلقه ومرارة تجعل طعم اي شيئ مر لا يطاق.
بدا جسده في النحول ووجهه ظهرت عليه علامات الشحوب واختفي اللون الأحمر من وجنتيه وشفتاه اصابهم التشقق من قلة شرب الماء فهو اضرب عن كل شيئ وكانه يخبر الجميع بانه بدون ابواه لا يريد العيش.
جلس قصير بجانب الشيخ منصور واردف وهو يتطلع إلي الفتي بشفقة علي حاله
الوليد له ثلاث ايام ماضاق الزاد في فمه وخاېف عليه ياشيخ.
الشيخ منصور
اتركه بالجوع ماعليك بيه تو يتكالبن عليه مصارينه وياكل 
ولو يلقاك وكل ياكلك.
بس القساوة تولد العداوة ياشيخ 
العويل مازال صغير ولاكانت هاذي عوايدة
بس ليه القسۏه ياشيخ دا طفل
تم نسخ الرابط