رواية عقاپ ابن الباديه بقلم ريناد يوسف
المحتويات
صغير ومش متعود على كده
منصور
بوه جابه لنا عشان يترجل وهاد مايتم غير بعد نقسى عليه ونشقيه في دروبنا وكهوفنا ويتعلم كيف يعيش وحش وسط وحوش البشر اللي شرهم فاق سباع الصحاري
ابوه جابه هنا عشان نقسى عليه ونعلمه يعيش في احلك الظروف ويتعلم قوانين البقاء وسط البشر اللي شرهم فاق شړ وحوش الصحاري
مر اليوم وأشرقت شمس اليوم الرابع
من ذهب يملأ ويحضر الماء من البئر ومنهم من ذهب ليحلب الماعز
أما النساء فبدأن في تجهيز طعام الإفطار
وبعد ساعة او اقل إجتمع الصغار جميعا وقامت النساء بوضع الطعام لهم فكان آدم اليوم اول الجالسين وبدأ في تناول الطعام بنهم وإستعجال!
جاك الكلام اهو قرصه الجوع وياكل رغم انفه.
قصير
ايوالله ياشيخ صدقت.
نظر منصور إلي قصير واردف بجدية وقد اختفت ابتسامته
تتركه يومين يسترد فيهم عافيته وبعدها خده وعلمه كيف يقنص واحويه بملكة الافاعي وبالعقرب الاسود وبعد تحويه من الافاعي والعقارب ذوقه من سمومهم بالتدريج اريد مايحوق فيه ولا سم سوا كتر ولا قل.
علم ياشيخ.
نظر الاثنان نحو سيارة سوداء آتية من بعيد فتقدم نحوها الشيخ منصور فهو يعلم من صاحبها ومن الذي ارسله
فذهبا لإستقباله الاثنين معا وبعد السلام والترحيب وعلم الشيخ منصور أن هناك من سيحل عليه ضيف اليوم نظر لقصير واردف
ياقصير اذبح ناقة صغيرة وبلغ الصبايا يطيبوها. اليوم الشيخ مهيوب وجماعته نازلين ضيوف علينا
قصير
امرك ياشيخ.
وذهب في إتجاه النساء ملبيا لأمر الشيخ
قصير ياصبايا وتوجهزو ارواحكم اليوم عندنا عزومة
كبيرة
والشيخ يخبركم
بيضو وجهه قدام الضيوف الټفت لزوجته وشاف وجهها متوجع
سألها ايش فيك
لتكوني هتديريها اليوم وتولدي!
ماندري لكني متوجعة شوي طمن بالك انت وانا وقت ماربي يريد بالڤرج هنخش الخيمة وبعد ربي يرزقني بالعطية نطلع نكمل حوستي مع الصبايا
قصير
الله يعينك ويقويكي وتجيبيلي الوليد الرابع بإذن الله
مكاسب
الله كريم وهو الوهاب وشو مايعطي نحمدوه عليه.
غادر قصير وهو غير راض على ماتفوهت به زوجته مكاسب فهو يكره إنجاب الفتيات حاله كحال كل رجال الباديه ويريد جيش من الرجال يستند عليه في كبره.
وتبسم منصور وهو ينظر إلي آدم الذي بدا يندمج مع الأولاد
واخذ يراقبه وهو يذهب معهم للبئر ليغترف الماء وينقله مثلهم الي النساء ليقوموا بأعمال الطبخ والتنظيف واردف لقصير الذي كان يراقبه هو الآخر معه
وها قد بدا العصفور ينفض ريشه ويستعد للتحليق في سما البوادي ويعرف كيف يعيش فيها.
بتوقع ماراح ياخد وقت طويل حتى يصير واحد من اهل البوادي ..الجاي مهمتك إنت ياقصير ..بدي الولد يتعلم القنص والصيد اول شي متل ماخبرتك..
تاخده لمكان بعيد وماتاخد معك من الزاد شي بس المي وتعلمه اول درس من دروس البقاء إن اللي بده يعيش لازم يحارب لاجل حياته
واول حربه راح تكون حرب مع الجوع. والليله بدك تحويه.
قصير
تأمر ياشيخ.
انتظر قصير الى ان حل الليل ونام الجميع فدلف الي الخيمة التي ينام فيها آدم مع باقي اطفال البادية من الذكور واخذ يتفحص النيام واحدا واحدا حتي عثر عليه من بينهم
فإقترب منه رويدا رويدا وفتح جعبته الصغيرة ومد يده بداخلها واخرج منها ثعبان اسود متوسط الحجم امسكه بطريقة معينة غير آبه للدغات الثعبان المتتالية في يده
وقربه من آدم وضغط علي عنق الثعبان ليؤلمه حتي إذا لدغ يخرج كل ماتبقي في جسده من سم وبمجرد ان قربه من وجه الصبي حتي اخرج الثعبان لسانه الدافئ الذي لامس خد الصبي ففتح عيناه على الفور من هذا الشعور اللزج الذي إقشعر له بدنه
وما ان راي الثعبان امام عينيه حتي صړخ صړخة مدوية ايقظت جميع من بالخيمة
ولكن قصير لم يابه لأحد فهذه فرصة بالنسبة له صعب تكرارها
فقرب الثعبان من أذن الصبي وجعله يغرز انيابه فيها ويبث من سمه ماجعل الصبي يفقد وعيه في الحال.
استيقظ رابح كحال الجميع علي صړخة آدم واعتدل بجزعه ينظر ليرى ماذا هناك وما أن رأى الثعبان في يد عمه قصير وعرف نوعه حتي صړخ بفزع كمن لدغه هو الثعبان وقال
عم قصييير هاد صل اسود خبيث وايش سويت انت
قصير لم يلتفت له ولم يهتم لما يقوله وكان مشغول بإعادة الثعبان
للجعبة فخرج رابح مهرولا الي خيمة الشيخ منصور وډخلها دون استئذان في سابقة لم تحدث من قبل وتحدث بصوت افزع الشيخ منصور
الحق ياشيخ العم رابح لدغ الضيف
آدم بثعبان صل اسود.
اعتدل منصور وقد كادت عيناه يخرجا من محجريهما فزعا واردف وهو يلبس خفه ليتحرك مغادرا الخيمة في عجلة
الله لا يوفقك ياقصير.. صل أسود لعڼة الله عليك ياشيخ قلتلك ملكة الافاعي ماقلتلك صل اسود.
وما أن وصل الي خيمة الصغار ودلف داخلها حتى رأي ماكان يتوقعه فها هي الفقاعات تخرج من فم الصبي وجسده يرتجف ويصارع المۏت فنظر الى قصير واردف
ويش سويت ياعديم العقل ويش سويت ضيعت أمانة الشيخ منصور
يتتتبع
رواية عقاپ ابن الباديه الفصل الثاني بقلم ريناد يوسف
نظر الشيخ منصور الى قصير بسخط وقبل أن يتوالى عليه بالشتائم والمسبات أردف قصير مدافعا عن نفسه
هدي ياشيخ ..قصير ماأول مره يحوي
منصور
بس مابديت حوي بالصل الأسود ابدا ياقصير وانا وانت نعرف مليح ان الصل الأسود قتال شوف الوليد كيف حنكه يفور منه السم وجسمه يرجف رجف ولولا فاهم علك كان قلت انك قاصد تنهي هالوليد.
قصير
اتطامن ياشيخ ولا وردت حدا للمۏت اللي فهمته منك تريد هالولد حاجه غير وتريد يصير عليه اللي ماصار على والي قبله
ونا قلتلك سيبه لي وكون هاني ياشيخنا
حالته هاي لاجل أول نوبه جسمه يتعرض لنوع سم ولازم يتعب
هون عليك انا قننت نصاب السم قبل لا خليه يلدغه روق انت واتركه لي وانا حماله لو صارله شي.
منصور
لو صار شي للوليد
الله في سماه ياقصير نصلبك
على نخلة ونطعميك للغرابيب
قصير
لا تخاف قلتلك عندي.
أنهى منصور حديثه ونظر إلي الصبي بتمعن ولم يستطع من هيئته وحالته أن يطمئن قلبه فخرج من الخيمة واخذ يزرع رمال الصحراء ذهابا وأيابا وهو يحدث نفسه ويتسائل..
systemcode ad autoads
تري ماذا سيفعل إن حدث للصبي مكروها وماذا سيخبر أباه الذي إئتمنه عليه وبأي وجه سيواجهه بأن ضيع أمانته وهو الذى لم يؤتمن يوما إلا وصان الأمانات وأوفى بالعهود
ساعات مرت كان يدلف إلى الخيمة بين الفينة والفينة ينظر للصبى ويجس نبضه ويتلمس جبهته ليقيس حرارة جسده فيخرج مهرولا وقد أكل القلق والخۏف قلبه أكثر من ذي قبل ولم يتوقف عن سب قصير بأبشع المسبات.
إلى أن حل المساء وبدأ الظلام فى إكتساح الصحراء ليغطى على لونها الأصفر بعتمته.
لم يجلس فيهم منصور إلا لدقائق ليستريح ثم ينهض كمن لدغته عقرب ويذهب للصبي ينظر إليه من بعيد ويفر هاربا.
أما قصير فلم يفارقه رفة عين جلس تحت اقدامه النهار
متابعة القراءة