رواية عقاپ ابن الباديه بقلم ريناد يوسف
المحتويات
علينا ويتقسم الوقت والحيل وتطول ليالي البعاد.
سدينه بتفهم
اي معك
حق.. يلا بالأذن منك راح روح ارسل خوي يسأل زوجي قديش راح يغيب حتى اجهز حالي ويعاود يلاقيني عروس تسر القليب بإنتظاره.
مكاسب
روحي ياعروس وشدي الهمه.
ركضت سدينه إلي خيمتها وإقتربت معزوزه من أمها وجلست بجوارها واردفت مواسية
لا تزعلي يومه بوي يحبك انت وما متزوج الا لجل يجيب ذكور.
الله يطعمو الذكور اللي تشبع عيونو وتسر خاطرو يارب انا ماأكره يابنيتي إن يجيكم إخوات تشدو ضهركم فيهم بس والله الضره تكيد انت صغيره وماراح تفهمي علي.
معزوزه
لا ميش صغيره وفاهمانه اعليكي بس كلنا نعرف انو كل راجل من القبيله لازم يتزوج حرمتين ومايكتفي بوحده.
مكاسب
اي اعرف.
معزوزه
طيب قومي لاختي الصغيره تبكي بالخيمه تريد تاكل جوعانه..وأمانه اعليكي سميها أسم زين يمه نقولهولها.. البنت مازالت بلا اسم لليوم. عم نندهلها الصغيره والصغيره.
قلتلك انتي سميها يامعزوزه وفضينا انا مارايقه.
معزوزه
اذا هيك بسميها رجوه زين
مكاسب
زين.
انهت حديثها ونهضت ملبية لصرخات صغيرتها التي تطالب بالطعام مستسلمة لأمرها الواقع داعية الله أن يعين قلبها في مصابه.
إنقضى الليل على أهل البادية وفيهم من اسدل جفونه وغاص في نومه بعد يوم متعب
وفي الصباح خرج الجميع من خيامهم وقصير مع خمسة من الأطفال وآدم معهم يستعدون للرحيل
اخذوا كل العدة والعتاد لقضاء سبعة ايام في قلب الصحراء حيث لا ماء إلا قليل ولا اى طعام يعد ولا أي شيئ يعين على البقاء ومن أراد منهم البقاء حيا فليحاول بآخر ذرة قوة في جسده واكبر قدر من الصبر كانت هذه كلمات قصير لهم ليلا فبات آدم يحلم بها وقضى الليل ينازع.
آدم
ياعم قصير الله يخليك انا جعان وعايز اكل انتوا كلكم بتاكلوا وانا بس اللي قاعد بالجوع وحاسس اني ھموت خلاص.
قصير
ودك من صيدة من تاكل
هون اللي يقنص ياكل مايقنص يضل بالجوع.
آدم
طيب انا مش عارف اصطاد ولا قادر.
قصير
وانت هيني لتتعلم ماجبتك حتى الوليدات تقنص وانت تاكل من تعبهم. كل واحد وغنيمته.
قلت قبل سابق ماحدا يتهزا بيه.
إقترب سالم من آدم وكان الوحيد من بين الأطفال الذي لم يضحك ساخرا من دموع آدم فجلس بجانبه وربت على فخذه قائلا
سامحني خوي والله لو بيدي كنت قسمت معك غنيمتي بس تعرف ممنوع مشاركة الغنايم مع حديث قنص حتي يتعلم.
بعد دقائف تلفت سالم حوله وإذ بجسده ينتصب وتنتبه كل حواسه وارهف السمع وإذ به ينظر لآدم ويهمس له بسعادة
أبشر غنيمتك هونيك بين الصخور.
امسك قوسك وعمره بالسهم واتبعني.
ثم هب واقفا وبدأ في المشي بلا صوت بخطوات هادئة تشبه زحف ثعبان يقترب من فريسته ومثله فعل آدم رغم أنه لم يعد يقوى على السير
وعند نقطة معينة توقف سالم وارهف السمع أكثر وإذ به يشير لآدم على أرنب بري بين الصخور وحثه على التقدم قليلا
وأوقفه أمامه فى مواجهة الأرنب واستأذن من عمه قصير بعينيه وأذن له قصير.. فقام سالم برفع يدا آدم بالقوس والسهم وتثبيتهم على الأرنب
وهمس في أذن آدم
ثبت يدك ولا ترجف بعرفك خاېف وقلبك ماجايبك بس تذكر اذا مامات الأرنب انت بټموت من جوعك.. أول مره دوم تكون صعيبه وبعدها القنص يصير اسهل من شربة المي.. اكتم انفاسك وسمي الله وحرر السهم.
نظر آدم إلي الارنب المسكين وأخذته الشفقة به لجزء من الثانية ولكن قرصة أخري من قرصات الجوع جعلته يتخذ قراره على الفور وېقتل التردد بداخله مع إختلاج السهم لبطن الأرنب
ليعلن الارنب وهو يصارع المۏت ان آدم حظي للتوا بأول وليمة له منذ يومين
فركض آدم نحوا الأرنب وأمسك به وانتزع السهم من بطنه وذهب به نحو الجمر المعد للشواء وكاد ان يلقي بالارنب على الجمر بكامل هيئته لولا أن منعه سالم وهو يأخذه من يده ويردف
ويش فيك خلي نصلخو بلاول ونطلع مصارينه.. يلعن الجوع ياشيخ.
تبسم آدم ونظر إلي قصير فوجده متبسما
هو الآخر فأطال آدم النظر الي عينيه وكأنه يخبره بأنها فقط البداية.
فهمس قصير لنفسه
بعرفك ويش راح تصير بكل الڠضب اللي جواتك اتعهدت راح ارجعك لبوك عقاپ وانا قد عهدي.
بعد عدة ايام..
آدم
تلاته
قصير
بيكفي ياولد اترك غنيمه لخواتك ماتسبق للغنايم وتحوزهم لحالك.
آدم وهو يصوب السهم مجددا
اربعه.. اللي يسبق يقنص واللي يقنص ياكل واللي مايقنص يقعد بالجوع.
قصير
لا تطمع ياولد الطمع صفه مانها مليحه
آدم
انا مش طماع انا بصطاد من الصحرا والصحرا مفتوحه واللى يسبق يلحق ودا كلامك.
في نهاية المطاف كان آدم الحاصل على اكثر الغنائم فوقف فوق كوم صيده مذهوا بإنتصاره فحاول أحد الأطفال الذين عادوا خاليين الايدي بلا غنائم ان يأخذ من صيده فرفع آدم قوسه وصوب عليه سهمه وهو يردف متحديا
مد يدك على حاجه منهم وهخلي السهم يخالط لحمها بلحم يدك.
قصير
ياولد مايصير تصوب سهم على اخوانك.
آدم
مليش اخ بينهم غير سالم.. سالم وبس اما الباقيين محدش منهم اخويا.
قصير
بديت تكون ذيب بكير ياآدم بديت تتعامل الند بالند من هالوقت كيف لما تكبر
اتركوله صيده ياولد وتقاسموا مع بعض اللي الله قسموا الكم.
أما آدم فأخذ صيده وقام بشويه وأكل حتى شبع ومعه قاسم
وخبأ ماتبقى منه لوقت لاحق وهذا اهم ماتعلمه من هذة الرحلة ان يعين مما معه لوقت لاحق وأن يقتصد قدر المستطاع.
وقف قصير يراقب الأطفال فى آخر يوم وهو فخور بما انجزه معهم ومع آدم بالذات
فها هو يتفوق في أولى النحديات كما تكهن له والبقية تأتي
وقرر أن ينهي الرحلة ويعود به ظافرا ولكن قبل ذلك عليه أن يعلمه أن يخبز بنفسه خبز اللصيمه على الجمر ويكون مسك الختام.
وبالفعل اخرج قصير الطحين المخبأ في السيارة وبدأ في تعليم آدم كيفية العجن والخبز أما البقية فليسوا بحاجة لذلك فهذا الأمر باتوا يتقنونه جيدا.
كان آدم طوال الوقت ينظر لقصير بلوم وعتب وهو يرى الخبز ينضج أمامه.. وهم أن يقوم بصنع حصته بنفسه فأردف له قصير مبررا
لو انك شفت الطحين كان اكلت خبز وماقنصت ولا تعلمت الصيد.. البدايل دوم تشتت العقل واذا تريد اللي تبيه يصير قلل الخيارات واخفي البدايل ولا تجعل لغايتك طريقين اقفل طريق وأسلك طريق..
حتى لا تقف بنص الطريق وتقول ويش كان صار لو سلكت الطريق التاني مايمكن كان فيه الصالح إلي قلل خيارات توصل أسرع وتضمن الوصول.
فهم آدم مايرمى إليه واخذ يصنع الخبز كما رأي قصير يفعل تماما
وخرجت أول خبزة من جوف الجمر فألتقطها آدم وأخذ يقلبها بين يديه ليخفف من حرارتها وقربها من أنفه واخذ منها نفسا إستنشق فيه رائحة الجنة فمن كان يصدق أن كسرة خبز تكون أمنية غالية تحققت.
أما في القصر..
إقتحم يحيى غرفة مديحة مما جعلها تنتفض فيسقط الهاتف من يدها وتسأله پخوف
أيه يايحيى حصل ايه داخل
متابعة القراءة