رواية حى المغربلين بقلم شيماء سعيد

موقع أيام نيوز

بكل قوتها و الأخرى خلفها بسلاحھا المنزلي وقفت أمام طاولة الطعام مردفة 

_ اهدي يا ست الناس..

أردفت جليلة و هي تضع يدها على صدرها بتعب

_ نفسي انقطع... منك لله أنتي و أختك...

قطع حديثهما صوت الباب ذهبت جليلة إليه تفتح للأخرى و هي بحالة استعداد للهجوم ستأكل من جسدها لتعرف كيف تخرج دون إذنها بعد ذلك تجمدت مكانها مع ملامح وجه فريدة...

عيناها حمراء من شدة البكاء مع سائل بسيط على مقدمة أنفها مڼهارة... جسدها يرتجف و شفتيها زرقاء مثل المۏتى...

ضړبت جليلة بيدها على صدرها

 قائلة بهلع .

_ فريدة مالك في إيه!

ألقت نفسها بأحضان جليلة باكية تتذكر ما حدث لها منذ قليل مع فارس المهدي...

فلاش باااااك...

_ مستحيل مستحيل مستحيل سامع بقولك مستحيل..

بدأت تفقد السيطرة على أعصابها.. عقلها أخيرا استجاب لحقيقة تحاول الأبتعاد عنها لا تريد استيعاب ما وصلت إليه يستحيل يحدث معها ذلك مازالت فريدة الغالية هذا الرجل كاذب..

زاد ألمه أضعاف على دموعها التي بدأت تأخذ مجراها على وجهها حالة من الرفض الشديد أصابتها يعلم أنه يضغط عليها إلا أنها بحاجة للصراحة لتفتح عينيها على الحقيقة...

هزت رأسها رافضة لأي كلمة تخرج منه لا تريد تقبل ما يقوله أو على الأقل سماعه اقترب منها متوترا لا يعرف ما أصابها حاول أخذها بين أحضانه إلا أنها ضړبته على صدره تبعده عنها صاړخة 

_ ابعد ابعد أوعى تقرب مني أنت السبب في كل حاجة حصلت ليا يا حيوان أنا ضعت و ضاع معايا كل حاجة.. أيوة ضعت و لازم أموت.. موتى هو الحل الوحيد عشان أهلي يقدروا يعيشوا حرام عليك أنت السبب أيوة أنت مش أنا....

جذبها من ذراعيها قائلا بهدوء يحاول به السيطرة على الموقف 

_ اهدي يا فريدة مفيش حاجة حلها المۏت إحنا هنتجوز و محدش هيعرف أي حاجة خدي نفسك مالك فيكي إيه....

انكمشت على نفسها بشكل مريب ذهب سريعا لباب المكتب يغلقه عليهما بالمفتاح عاد إليها ليجدها سقطت بجسدها على الأرض تضم نفسها بكل قوتها خائڤة تائهة... أخيرا علمت بمقدار الکاړثة التي بداخلها...

جلس بجوارها متوترا خائڤا من حالتها تلك وضع يده على رأسها قائلا 

_ فريدة أنتي كويسة فوقي و بصي ليا بلاش تعملي فى نفسك كدة..

رفعت رأسها إليه بتردد و الدموع ټغرق وجهها قائلة پانكسار واضح 

_ أنت مش فاهم و لا حاسس بيا أنا خسړت كل حاجة حتى المۏت مش قادرة أدعي لربنا بيه.. مش عارفه لو استجاب ممكن أروح له ژانية أنت راجل أنا بنت.. حياتي و حياة اهلي بقت خړاب... موتني أنت بدل ما أعملها أنا و ساعتها هكون كمان كافرة...

بطرف أصابعه رفع ذقنها إليه قائلا بحنان 

_ أنا جنبك مفيش أي حاجة وحشة ممكن تحصل ليكي خليكي قوية صدقيني مش هسيب حاجة ټوجعك مهما كانت بسيطة مش عارف إذا كنتي هتصدقي كلامي و الا لا بس أنتي بقيتي حتة مني دموعك دي بقت نقطة ضعفي بلاش منها عشان أنا و انتي محتاجين قوة نكمل بيها اللي جاي...

أومأت إليه عدة مرات ثم همست إليه بتردد 

_ أنا تعبانة عايزة أروح سبني أمشي...

_ ماشي هتمشي بس الصبح تكوني على مكتبك يا فريدة هانم المهدي...

صعدت مع السائق الخاص به بسيارته حتى لا يشك بها لمنزلها....

انتهي الفلاش باااااك...

_ فريدة ردي عليا مالك جسمك بيترعش كده ليه!..

_ تعبانة يا جليلة تعبانة أوي أنا عايزة أموت و ارتاح يا جليلة المشكلة إني مش ضامنة الراحة في موتى خديني في حضنك مش قادرة آخد نفسي كل حاجة راحت يا جليلة راحت...

_______شيماء سعيد______

بفيلا فارس المهدي...

دلفت صفية بكبرياء هذا المنزل سيكون ملكها بيوم لا محالة أخذت تتفحص المكان حولها بإعجاب أهي تركت فارس بأول طريقه من أجل لقب زوجة العمدة حمقاء..

أبتسمت بسخرية على استقبال فرحة لها بحفاوة كأنها تحبها جلست على الأريكة المريحة قائلة 

_ و أنتي بقي يا فرحة مرتاحة هنا مع فارس و الا عايشة على أطلال عثمان...

تعجبت فرحة كثيرا من نبرتها الساحرة بالحديث معها إلا أنها أجابتها بجدية صادقة 

_ فارس دلوقتي جوزي يا صفية و عثمان مجرد أخوه مش أنا الست اللي تخون جوزها و تبص لأخوه...

خرجت ضحكة رنانة من أعماق قلب صفية قبل أن تردف بتهكم

_ و لما أنتي زوجة وفية أوي كدة يا خايبة إيه حكاية البنت اللي كانت معاه هنا و أنتي في نفسك البيت كأنه عاملك كبرى لحياته مش أكتر و لا أقل...

رغم عدم حبها لفارس و رغم علاقتها السطحية به إلا أن حديث صفية أصابها بكل جدارة ابتلعت لعابها بمحاولة للسيطرة على قوتها ثم أردفت 

_ كل ده اشاعات يا صفية فارس ممثل و مش أي ممثل ده النجم فارس المهدي

 

طبيعي تكون الإشاعات معاه طول الوقت...

وضعت صفية ساق على الآخر قائلة 

_ و يا ترى بقى دخل عليكي و الا لا... أصل الموضوع اللي حصل في البلد ده مسلسل قديم مفيش عيل ممكن يصدقه اوعي بس يكون عثمان عمل حاجة قبل ما يسافر...

أتى إليها صوت فارس الحاد الذي دلف للمنزل على صوتها 

_ هو عشان عريسك كان مسطول فاكرة الكل زيه و الا إيه يا أم فارس لو عايزة تقعدي في البيت هنا تبقى تحترمي صاحبته غير كدة أنتي ضيفة غير مرحب بيكي أبدا....

_______شيماء سعيد______

بشركة المسيري....

يجلس على ڼار و هو يستمع إلى حديث تلك الحمقاء التي حذرها أكثر من ألف مرة من عدم الإقتراب لهذا الرجل بكل قوته قام بقڈف الملفات الموضوعة على المكتب...

تجمد جسده فجأة مع سماع ضحكات فوزي كلماتها و كأنها لم تغلط به من الأساس بالبداية كان خائڤا عليها و الآن أصابه الړعب عليها من هدوء فوزي قبل العاصفة...

أخذ نفسه عميق براحة نفسية كبيرة مع كلمات فوزي البسيطة قبل رحيله 

_ ماشي يا ست الحسن و الجمال أنا لازم أمشي دلوقتي بس خدي بالك لينا كلام و أفعال مهمة سوا أنتي من النهاردة تخصصك تنضيف جناحي بس....

بعد رحيل فوزي تحدث فاروق عبر سماعات الأذن پغضب 

_ أنا مش قولت أوعي يكون فى بنكم كلام.. أخرجي من القصر ده دلوقتي حالا و تعالي عندي...

لا تنكر أن أساس شجاعتها من البداية وجوده معها على الخط بث بداخلها الكثير من الأمان دون أن يأخذ باله مع رحيل فوزي بصقت على الأرض بقرف قائلة 

_ اتفو عليك راجل نتن و أنت كمان عايز مني إيه مش كفاية الهم اللي انا فيه بقى بغل زي ده الشوكلاته تشتغل عنده خدامة...

بلحظة واحدة نسي كل شيء إلا كلمة شوكولاته التي قالتها بكل تلقائية و كأنها أكثر من مرحبة بها ابتسم بوقاحته المعتادة قائلا 

_ أنتي مش بس شوكلاته نسيتي المكسرات بتاعتي و الا إيه شايفك حابة إسم شوكلاته أوي معنى كدة إنك حابة اللي قال الاسم....

توترت من طريقته خصوصا مع سيبان جسدها ليبقى مثل قطعة العجين يشكلها مثلما يشاء رغم أنها غير موجودة

تم نسخ الرابط