بعد زواجى بشهر
قالت نرجس في ندم
جميلة إبنتي.
صدمت لما قالت وقلت في إستنكار
كيف ذلك هل تقسو الأم على إبنتها وتحضرها لدار أيتام !
ليس لها أب ولذا كان من الصعب أن أواجه المجمتع بها
وبسبب إقامتي بالدار لفترات طويلة لم يعلم أهلي عن جميلة شيء
لكني كلما رأيتها أصب ڠضبي وندمي على فعلتي
بها فأعنفها وأضربها لأنها من سلالة
الذي سلبني أعز ما أملك وورطني بتلك الفتاة وذهب.
وما ذنبها هل تصبين غضبك وندمك على هذه البريئة التي
لم يكن ذنبها سوى أنها إبنة لشخصين إنعدمت الرحمة في قلوبهم
أحدهم لم يعترف بها والأخرى يتمتها وهي على قيد الحياة ! ما هذا الجحود
بكت وانتحبت ثم تنهدت وقالت
إختفائها لهذه الأيام وأنا أعلم أنه بسببي جعلني لا أنام
لم أعرف قيمتها وحبها المتواري بقلبي إلا حين رحلت
هل تمزحين تعامليها بقسۏة لدرجة الهرب منك ثم تبحثين عنها.
إختفائها من أمامي أوجع قلبي وجعلني أراجع حساباتي بشأن
معاملتي لها فرغم ما أفعله معها فأنا لا أطيق ذهابها عني.
حين عدت للبيت لأخذ جميلة وإعادتها لحضن أمها لم أجدها أبدا فقد رحلت
حاولت البحث كثيرا بعدها لكن دون جدوى فقد ضاعت بعيدا
فأحيانا لا نعرف قيمة الشيء إلا بعد ضياعه فلا نستطيع معاودته مرة أخرى
فمثل تلك النرجس لا تستحق سوى الندم مرتين مرة على
ما فعلت بيدها ومرة على ما فعلت بقلبها في إبنتها.
لكن إتضح بعد ذلك أن زوجي كان قد عاد خلال تواجدي بالدار
وعرف حكاية الفتاة فأودعها بدار أيتام يعامل فيها الأطفال بلطف ورحمة
أما عن نرجس فلم أسمع عنها بعد ذلك ربما عادت لأهلها وتزوجت وربما تبحث عن جميلة
وربما إلتحقت بعمل آخر المهم أنها نالت ما تستحق فربما
لو أخبرتها وضمنت بقائها لعادت لسابق عهدها من قسۏة معها.
البعض لا يتعظ مهما حدث له لكن الزمان كفيل بأن يرد الحقوق لأصحابها.