زوجتى وطبيبة الاسنان

موقع أيام نيوز

تقول: 
توجهت نحو طبيبة الأسنان لأقتلع ضرسا قضيت الليل بطوله أتألم من شدة وجعه الذي سلب النوم من عيني، فأوصلني زوجي بسيارته للمكان وطلب مني الاتصال به عندما أنتهي.
دخلت بخطوات متثاقلة تعيدني في كل مرة إلى الوراء جراء الخۏف الذي انتابني من ألم خلع الضرس، والذي لم أجربه يوما، لكن ما يحكى عنه مخيف جدا، فجلست على أحد مقاعد قاعة الانتظار برفقة عدة نسوة تنتظر كل منهن نداء الممرضة لها لحظة يحين دورها، 

وضعت كفي على خدي الايسر موضع الألم وأنا أنصت إلى حديثهن عن مشاغلهن اليومية التي لا تنتهي،  وأثناء ذلك استقرت نظراتي لبرهة على إحداهن وهي تخرج من عند الطبيبة والدموع تنهمر من عينيها، جعلتني حالتها أشعر بالذعر أكثر مما سأعانيه أنا أيضا لحظة اقتلاعي لضرسي. 
ربتت والدتها عليها بحنية وهي تضحك على حالها وتتحدث في نفس الوقت على الهاتف: 
_ لا تقلق لقد انتهى الأمر 
ثم اڼفجرت ضاحكة وأخذت ترمق ابنتها بنظرات حب وهي تجفف دموعها، فقالت: 
_ نعم هي تبكي كعادتها، تفضل كلمها. 
أخذت ابنتها الهاتف وانزوت في آخر القاعة وهي تتحدث بصعوبة مع المتصل الذي عرفت أنه زوجها من حديث والدتها.
نسيت كل ألمي لحظتها وأنا أحدق فيها كيف جعلها تبتسم بل وتضحك وهي تحدثه وتخبره ان يكف عن اضحكاها فهي في وضع لا يسمح لها بذلك. 
أقفلت الخط وحملت ابنتها الصغيرة التي تبدو قد تجاوزت السنتين من عمرها، غادرت بعدها المكان رفقة والدتها. 
أخذتني حينها أفكاري بعيدا وأنا أحدق بهاتفي، قلت لنفسي لماذا لا يتصل بي زوجي مثلها ويحاول التخفيف عني كما فعل معها، لماذا لا يهتم بي؟ لماذا يدعي حبه لي رغم أنه لا يبدو كذلك. 
تجمعت قطرات الدمع في مقلتي من شدة حسرتي لأستفيق على صوت الممرضة تناديني وتطمئنني ان لا أخشى شيئا.
اقتلعت ضرسي دون ألم بسبب المسكن وخرجت أحمل هاتفي وأنا أتصل بزوجي ليأتي لاصطحابي بنبرة حزن وألم تنخر قلبي، أخبرني حينها أنه ينتظرني عند الباب، استغربت وصوله السريع للمكان حينها وهذا ما أخبرته به لحظة وصولي إليه: 
_ كيف وصلت بهذه السرعة؟
ابتسم وهو يجيبني:
_ ومن قال لك أني غادرت المكان أصلا!؟ 
كنت هنا أجول بسيارتي في المكان ثم ركنتها لأنتظرك، أعلم شدة خۏفك من اقتلاع الضرس وعدم تحملك للمسكنات التي تصيبك بالدوار عادة، لهذا خشيت ان يصيبك مكروه وأنا بعيد عن المكان، وقد أعلق بزحام مروري يصعب علي الوصول إليك. 
_ ولماذا لم تتصل بي لتطمئن علي؟
_  خشيت ان تعلمي بمكاني فتهربي ولا تقومي باقتلاع ضرسك، .يكفي ازعاجك لي ليلة الأمس.
جعلتني كلماته المبهمة في ظاهرها العميقة في معناها ابتسم، بل أضحك حتى نسيت كل تذمري نحوه، قلت في نفسي كم أنا حمقاء، كان على ان لا أقارنه بأحد غيره، وان أدرك أن لكل شخص طريقة تعبير خاصة به تميز عن الكل حوله.

تم نسخ الرابط