قصة العجوز وغدير
قصه عجبتني وياريت تعجبكم وتستفادوا منها
عقوق_الأبناء💔
في إحدى المرات رن هاتفي وظهر لي رقمًا لا أعرفه ولا أعرف صاحبه، فتحت الخط فإذا بصوت سيدة عجوز تكاد تطير فرحًا حينما أجبتها، قبل أن أسألها عن ماهيتها بادرتني هي قائلة: غدير! أخيرًا وجدتك! منذ سنتين أتصل بكِ ولا تجيبي على اتصالاتي، لقد اشتقت لكِ كثيرًا يا ابنتي.
أكملت قائلة: أنتِ الوحيدة التي بقيتِ لي يا غدير بعدما تخلوا عني أولادي وأودعوني بدار المسنين، لقد كنت أتصل بكِ باليوم عشرات المرات منذ سنتين، اليوم قمت بتغيير الرقم الأخير من رقم هاتفك وقلت ربما قمتِ أنتي بتغييره، وأحمد الله على أنكِ أجبتِ إتصالي.
استجمعت بعضًا من قواي وازدردت ريقي بصعوبة بالغة وقلت لها: أنا بخير، فقط لا أصدق أنني أسمع صوتك.
قلت: لقد أخذت الإنفلونزا مأخذها مني وهي السبب في تغير صوتي.
ظلت تقص عليّ بطولاتها في دار المسنين مع صديقاتها، وعن قسۏة أولادها، كانت تبكي حينًا وتضحك حينًا آخر، قالت بأنها لا ترجو من أولادها شيئًا غير رؤيتهم أخذت تحكي لي عن أحفادها وأسمائهم وأعمارهم وأطوالهم وتواريخ ميلادهم والأيام التي ولدوا فيها جميعًا بل والساعة التي ولد فيها كل حفيد لها، وحكت لي عن أختها الوحيدة التي كانت تحبها كثيرًا وتوفاها الله وقد كانت آخر من ماټت من أقاربها فما عاد لها حبيب ولا قريب إلا أولادها، عرفت منها أن غدير تلك هي ابنة أختها وأدركت أنها لا تجيبها على إتصالاتها متعمدة وكأنها على إتفاق مع أولاد خالتها، كانت تتصل بي كل يوم فنتسامر ونقص على بعضنا القصص ونضحك وأهوّن عليها وحدتها ولم أخبرها عن حقيقتي حتى لا أسبب لها أي حرج، وكنت لا أبادر بالإتصال بها إلا لو اتصلت هي حتى لا أكون سببًا في قلقها أو أن تظن بأن ثمة مكروهًا قد حدث لأي من أولادها أو أحفادها، فرغم ما فعلوه بها ولكنها ما زالت تحبهم.
•┈┈┈┈┈••✦✿✦••┈┈┈┈┈•