ذات النطاقين
من هى التي حازت السبق في ميدان الإيمان وكانت من اوائل المسلمات، اسلمت ولم تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها وكانت ترتيبها بين الذين دخلوا الإسلام السابعة عشرة بين الرجال والنساء وهي الفتاة المتواضعة التي كانت تساعد الخدم في بيت والدها في إعداد الموائد للضيوف غیرمتكبرة ولا متعالية، وهي التي صارت الزوجة المثالية والأم المثالية الشجاعة الصابرة، وهي الكريمة الصامدة ابنة حبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان والدها من أوائل الذين أسلموا وساندوا رسول الله في دعوته للدين القيم، ولدت أسماء في العام الرابع عشر قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عز وغنى ومجد وهو بيت والدها «عبدالله بن أبي قحافة، المقلب بأبي بكر الصحابي الجليل الذي لم يسجد الصنم وجاءت أسماء ابنته مثله لم تسجد لصنم قط، تربت أسماء في بيت نظيف، وأحسنت تربيتها وأحسن توجيهها فصارت تتحلى بصفات جميلة کالأمانة والثقافة والشجاعة، وقوة الجسم، إذ كان والدها هو معلمها الاول وهي المراة المجاهدة المهاجرة في سبيل الله وهي في اشهر الحمل الاخيرة رغم ما في السفر من مشاق ومتاعب .
عرفت أسماء الإسلام بعدما تحدثت مع والدها في شأن هذه
الرسالة الهادية وراحت تفكر كثيرا وذات يوم اتجهت لرسول الله صلى الله عليه وسلم تعلن إسلامها وتعاهده على الطاعة والعبادة لله وحده، فدعا لها رسول الله أن يقوي إيمانها ويثبتها على الحق، وأن يضاعف الله لها الثواب والأجر في الدنيا والآخرة، وراحت أسماء تلتقي بمن أسلمن من النساء ثم أعجبت بإيمان والزبير بن العوام، وصبره على الأڈى وثباته على العقيدة، وكان الزبير من المقربين إلى أبي بكر وذات يوم طلبها الزبير للزواج فوافق أبوبكر رضي الله عنه، وكان الزبير قد أسلم وله من العمر خمس عشرة سنة وكان خامس من أسلم، وبدأت أسماء حياتها الزوجية في مكة في بيت الزبير، وكان فقيرا، ولكنها كانت راضية سعيدة معه فلم تكلف زوجها ما لا يطيق فشاركته العبادة وحفظ كتاب الله إلى أن سافر للتجارة في بلاد الشام وترك أسماء في بيت والدها.