عشرة امثالها

موقع أيام نيوز

قصة قصيرة

عشرة أمثالها

عائدا من العمل يقطر كل مافيه عرقا، يسمع صوت دقات قلبه بأذنه ممزوجة بصوت لهاثه، واضعا منديله فوق ياقة قميصه، يبدل بين يديه أكياس مكتظة بالطلبات التي كتبتها له زوجته صباحا قبل نزوله للعمل، يعبر الشارع وهو يفكر هل يستقل الأتوبيس للوصول لأقرب مكان من منزله ويضطر بعدها للمشي حوالي نصف ساعة  ليصل متأخر ومنهك  ليتلقي سيل من الإتهامات والتوبيخ من زوجته على تأخيره في إحضار الطلبات؛ وينتج عنه أن ترفض إعداد الطعام ويكون الغداء الخبز والجبن كالعادة أم يفرط في العشرة جنيهات المتبقية فكة معه وتظل المئاتان جنيه وحيدة بجيبه بلا سند فلم يتبق من راتبه سوى مئاتين وعشرة جنيهات لا غير وكام جنيه معدني فكة وبينما هو مازال يفكر في مشكلته العويصة فإدا بطفل صغير يبكي ممسكا بيده" روشته" طبيب تقدم الطفل نحوه ملوحا" بالروشته"

ثم قال: أرجوك يا عم امي مريضة وتحتاج لدواء غالي لا نستطيع شراؤه لو تكرمت أعطني مبلغ لاشتري الدواء ..أو...أو تعالى معي للصيدلي لتتأكد وتشتريه بنفسك أرجوك ساعدني فلم يرض أحد من المارة أن يعطيني شئ من نقوده وأمي تتألم بالمنزل وليس معها أحد سوى أختي الصغيرة 
تأثر صابر بكلمات الطفل وسأله عن والده فعلم أنه يتيم الأب فقرر مساعدته ولو بمبلغ بسيط على أن يكمل أحدا غيره ثمن الدواء حاول الوصول لجيبه من خلال الأكياس التي تحول بين يده وجيبه حتى وصلت اليد بسلام ليخرج العشرة جنيهات ويعطيها للطفل ثم يسرع وينزع المنديل من فوق رقبته ليمسح وجهه وجبينه والطفل ينظر له بدهشه !!

تم نسخ الرابط