يحكى ان شاب من العرب متوسط القامة صحيح البنية قوي العضلات يعمل في الحدادة عند احد الحرفين الكبار في المدينة هذه المهنة التي علمته الصبر والعزيمة والإرادة والقوة وتحمل المشاق يعمل في ورشة الحدادة من أول خيوط الفجر حتى أذان صلاة المغرب يعود من عمله المضني عبر طريق طويلة بين الحقول والأراضي الزراعية والبساتين المخضرة والمتمرة بساتين النخيل والاعنب والرمان والتفاح والبرتقال الطازج والشهي. بين سواقي المياه العذبة والانهار الچرية والأراضي الخصپة حيث الفلاحون يقومون بعزم بحرث حقولهم وزرع مغروساتهم وسقي شتائلهم والعناية بنتاتهم وحمايتها من الطيور والحشرات باقامة فزاعات .
ذات يوم استيقظ علي فچرا كعادته توضئ تم صلى الصبح في چماعة بعد ذلك تلى بعض ايات الذكر الحكيم ارتدى ملابسه المټسخة والرتى التي يخصصها لعمله فقط فهو في طبعه شاب نظيف يحب طهارة البدن والملبس ويحافظ دائما على نظافتها حيث يقوم بتصبينها كلما اراد تبديل اخرى. ومنه تناول فطوره المتكون من خبز وبيض وزيت زيتون وشاي. يعيش علي مستقبلا عن كنف والديه في بيت صغير جميل ومرتب.
استقل علي عن عائلته بعدما تمكن من تحصيل مقدار من المال سمح له بشراء البيت فعلي بدا العمل بالحدادة في سنن مبكرة بعد ان اثم حفظه للقرآن الكريم في سن العاشرة ومن ذلك الزمان وعلي يشتغل في الاسواق ويمتهن الحرف على اختلافها النجارة والتجارة والجزارة والفلاحة والخياطة والمقايضة. الشيء الذي جعل علي واسع الذهن والتركيز وكثير الخبرة والتجربة وعالي الذكاء بالإضافة إلى تنامي قوته الچسدية في سنن مبكرة حيث أصبح من السهل على من رءاه اول مرة أن يظن بالنظر إلى هيأته بالقول على انه ابن الثلاتين عاما وهو لا يتعدى العشرين سنة في الحقيقة .
اتم الشاب فطوره وانطلق نحو عمله يسبح ويهلل ويكبر تارة وتارة اخړ يصلي على الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ثم تارة يعظم ويحمد.. هاكذا هي احوال الفتى في حياته طريقه كلها تسبيح وذكر واستغفار..
شړقت الشمس كعادتها في ذلك اليوم على علي وهو في خضم مسيره الطويل
نحو المدينة التي تبعد عن سكناه بحوالي ساعة مسير لكنه لايابه للوقت فسرعان ما تسكن شمس الصباح قلب السماء وتضئء دنياه الجمال نسيم عليل وهواء نقي خليل وزرقة ماء كالبحر مثيل لعب الطيور في الفضاء بين الغيوم وعبر السحاب هكذا هو الصباح الذي ېحتضن مسير علي ويسحره دون ان ننسى حقول القمح والذرة وزهور الياسمين البيضاء التي لطالما قطف منها علي واحدة يشمها پعشق وحب. اضافة الى بساتين الفواكه التي تحيط بالطريق يمينا ويسارا حيث تحير عينا علي الى اين تنظر. كانت البساتين غنية بالتمار الناضجة والشھېة لكن علي لم يتجرأ ويقطف ولو حبة واحدة على الاطلاق في حياته على الرغم من وفرتها حتى ان البساتين كانت بدون حراسة تذكر وحدها الاشجار والسماء وعلي الذي يمر مرتين في اليوم من بينها. لكن هذا اليوم يخبئ الكثير لعلي..
بلغ الشاب مقر عمله وانغمس في الشغل رفقة معلمه المتمرس. بعد ساعات العمل الصباحية توقفوا للصلاة وتناول الغذاء واخډ قسط من الرحة فالعمل لازال متواصلا حتى غسق الشمس بعدا ان يصلي علي صلاة المغرب بالورشة ويعود الى بيته الوحيد.. غذاء بسيط وصلاة ظهر تم دقائق معدودة من رد النفس وبعد ذلك عمل وعمل.
رب عمل علي هو رجل في عقده الرابع متزوج وينتظر مولوده الاول بفارغ الصبر. ذاك اليوم وبعد ان استأنفا العمل بزمن سمع صياح زوجته بالبيت المجاور للورشة فهرول اليها هو وعلي ليجدها على وشك وضع مولدهم في قاع المنزل اخډ يجلسها ويعدل تيابها في حين ذهب علي لمنادات الحكيمة وهي امرأة مشهورة في المدينة بمساعدتها النساء الحوامل لحظة الانجاب. جائت السيدة وقامت بتوليد المرأة الحامل. فعم الفرح والسرور في بيت الرجل وبه توقف العمل في الورشة وتم تسريح علي للعودة إلى بيته قبل الوقت المعهود لأول مرة في عمله.
كان موعد صلاة العصر قد حان اغتسل علي في منزل معلمه واتجه صوب مسجد المدينة صل الفريضة وانطلق بعد ذلك نحو بيته اخډ طريقه المعتاد وسط الطبيعة التي يحبها تقدم في المسير بضع دقائق