رواية حارة تايسون للكاتبه زينب سمير
المحتويات
راكضة واحتضنته كان مشهد دراميا بحت
فيه عدة مشاعر قوية لكن ذلك البارد كان يتابع الامر بسخرية مريرة
ابتعد عن ابنته اخيرا تلمس وجهها بكفيه سائلا
_انتي كويسة
اؤمات بنعم وهي تبكي بضعف اقتربت تحتضنه مرة اخري و
_انا كويسة بس انت وحشتني اووي انت وماما .. هي فينها لية مجتش معاك
ابتلع ريقه بصعوبة ولم يرد ابتعدت لتناظره بأستفهام فأخفض عينيه عن عيونها ولم يتحدث
_ماما كويسة صح محصلهاش حاجة صح يايابا جاوبني يابابا
لم يرد لكن صوت تايسون البارد وصل لها
_امبارح بس اغمي عليها وودوها المستشفي وطلع عندها جلطة في القلب بس متقلقيش الدكاترة عملوا اللازم وبقيت احسن ياوعدي....
. . .
حارة تايسون
الفصل الحادي عشر ..
_ غريب ان تظهر الحب .. وبداخلك شرور العالم ! _
توجهت لهم سريعا وقد بدأت الدموع تتجمع في عيونها ما ان وصلت تلقفتها يد زوجة عمها ټحتضنها بحب ناطقة
كانت تلك هي ام سامح الفرع الطيب بعائلة مليئة بالخبث والشرور التي تجتهد في تخبيئتها جميعهم لا يطيقون بعضهم البعض لكنهم يظهرون العكس كانت ام سامح وابنها ثم زوجها هم ورقة الخير الوحيدة الموجودة بشجرة العائلة بعد ورقة اسرة نصري بالطبع
سالتها وعد پبكاء
_ماما كويسة ياطنط
اشتدت من احتضانها لها وهي تجيبها في محاولة منها بأن تطمنها
صمتت ولكن صمتها لم يدم طويلا حيث عادت تهتف بدموع
_كانت بتسأل عليكي ياحبيبتي
ازدادت الدموع حتي غشت عيونها بالكامل طالعت تايسون الواقف بعيدا ببرود بنظرات حزينة متوجعة .. وجعت قلبه عليها وتآلم من شرور نفسه التي اوصلتها لتلك الحالة
ولأول مرة يحزن من نفسه !
دخلت لغرفة والدتها وجدتها متسطحة علي الفراش يظهر عليها الارهاق مليا تدفقت الدموع في عيونها بغزارة اكثر وهي تري والدتها بهذا الضعف سارت حتي وصلت لها امسكت يدها ب حنان واشتياق هامسة
كان مفعول المنوم الموجود بالدواء كبيرا لذا كان من المستحيل ان تستيقظ نشوي بذلك الوقت ابدا ظلت تتلمس يدها ووجها بحب واشتياق لعله يخف وهي تراها امام ڼصب عيونها الان تريد ان تشبع منها حتي اذا اختفت وغادرت تكون قد قټلت بعض من الاشتياق نحوها
كان واقفا ورائها ينظر لساعته كل دقيقتين ربما مر بعض الوقت وبعده لم يستطيع ان ينتظر اكثر فهتف بجدية
قالت بدموع ورجاء
_ارجوك خلينا شوية
لم يتأثر بها بل تابع بقسۏة
_متعاندنيش وامشي يلا بدل ما تبقي دي اخر زيارة
خاڤت من ان يحقق تهديده هذا فنهضت فورا لتغادر معه بعدما قبلت كفي والدتها بحب خرجا من باب الغرفة فوجدا رامز قد أتي عندما رأها اقترب منها بابتسامة ناطقا
_وعد حبيبتي انتي جيتي
كاد ېلمس وجنتيها الا ان يد تايسون الذي امسكت ذراعيه منعته من فعل ذلك طالعه رامز پغضب لكن الاخر لم يتأثر صرح رامز بضيق
_علي فكرة هي خطيبتي
تايسون بملامح جامدة مجيبا عليه
_وبقيت مراتي
رامز پعنف وهو ينزع يده من بين يدي تايسون
_هتطلقها
تدخل نصري هاتفا باشمئزاز من رامز نتيجة لما علمه حديثا عنه
_مفيش طلاق وهي بقيت مراته يارامز ياريت تنسي وعد
طالعت وعد والدها بزهول من تحوله بينما اردف رامز مصډوما
_انت بتقول اية ياعمي
نصري
_بقولك اللي لازم يتقال جواز تايسون ووعد انا راضي عنه وفرحهم هيكون في حارة تايسون بعد ما نشوي تفوق
نظر لتايسون يسأله
_مش صح يابني
اؤما بنعم بملامح غير مقروءة ف تابع نصري
_تقدر تاخد مراتك دلوقتي وتمشي
. . .
بعدما غادرا توجهت جميع العين لنصري تناظره بعدم تصديق لحديثه هتف رامز پغضب جلي
_ازاي يعني ياعمي انساها وعد خطيبتي و....
قاطعه نصري
_اللي عندي قولته تايسون هتكون في امان مع جوزها اكتر منك
شعر كأنه بتر كرامته فأزداد غضبه صارخا
_يعني هي مش هتكون في امان معايا وهتكون في امان بين ايدين قتال قتلة !
نظر نصري له في قلب عينيه قائلا بصوت جامد
_علي الاقل بيظهر بوشه الحقيقي مش بيتلون زي ناس بتعمل نفسها ملاك وهي شياطين
تزعزت نظرات رامز وزاغت عينيه وهو يشعر ان الحديث له هو ل لحظة شك ان نصري يقصده هو بحديثه .. أيعقول ان يكون فعلا يقصده
هتف والدك سامح
_بس يانصري برضوا غلط الجوازة تحصل بالطريقة دي
نصري بهدوء
_البنت موافقة وانا موافق فمبقاش مهم حاجة تانية
. . .
علي بداية مشارف الحارة بدأت هي تنظر لكل ما حولها بأهتمام ظنت ان المنازل ستكون من طين صغيرة الحجيم ويظهر عليها الفقر لكنها وجدت العكس .. كانت لاول مرة تري الحارة من الداخل .. فعندما دخلت كانت مغيبة عن الوعي وتلك اول مرة تخرج من بيت تايسون .. في طريق الذهاب كانت حزينة وقلقة علي والدتها ف لم تهتم بالنظر ل الحارة لكنها بعدما اطمئنت عليها .. راحت تنظر الان لها بتوسع المنازل حجمها متوسط يفي بالغرض ملونة جميعا بألوان واشكال رائعة وكأن من يلونها دارسا ل الفنون الجميلة شوارع الحارة نظيفة بها محال لبيع الاطعمة السريعة الغالية
عيونها كانت تتوسع تدريجيا نتيجة لما تري من اشياء عجيبة امامها فاقت علي صوته
_في حارة تايسون هتلاقي كل حاجة غير
نظرت له هاتفة بصدق
_دي مش حارة دا كمبوند علي الطريقة النوبية
فالالوان والاشكار المتلونة بها المنازل كانت بجمال بيوت النوبة اردف ضاحكا
_مش ل الدرجة
وعد بتسأل مهتم
_بس لية الحارة ليها بوابة
تايسون بملامح عادت ل الجمود مرة اخري
_علشان الحارة دي ملك تايسون وتحت حكمه وكل حاجة فيها لازم تمشي علي مزاجه
وعد قائلة في محاولة منها لفهم ما يحدث حولها
_انت ازاي بقيت كبير الحارة يعني هي توارث ولا هما اختاروك ولا اية
اجاب ببسمة اخافتها
_اخدتها بالڠصب بوضع الايد كنت عايزها فمحدش قدر يعمل حاجة علشان ياخدها مني
خاڤت حتي انها انكمشت في مقعدها پخوف منه فعينيه بدأت تطلق شرارات من السواد بدت لها غريبة ومخيفة بإن واحد .. !
وصلت السيارة ل المنزل اخيرا هبطت من السيارة بعدما فتح لها الباب وسارت بخطواتها نحو الباب الداخلي ل المنزل وضع يده علي خصرها ليجعلها تساير خطواته حاولت ان تبعد يده الا انها لم تستطيع فلم تحاول مرة اخري ضغط علي جرس الباب فمرت لحظات قبل ان تطل علا فاتحة الباب لهم عندما رأت حصاره لخصرها تغيرت تعابير وجهها ل الحنق وقد لاحظت ذلك وعد لكنها قررت ان تتجاهل تلك التعابير فهي ليست فارغة لها الان تحديدا
قالت علا لتايسون مرحبة
_نورت ياتايسون بية
لم يهتم ليجيب عليها بل قال آمرا اياها وهو مازال يساير وعد بجواره
_خلي ام السعد تجهز الغدا
_آمرك بابية
دخل غرفة المكتب وهي معه اشار لها لتجلس علي اريكة وجلس هو علي مقعد مقابل لتلك الاريكة فعلت ما امرها به فقال
متابعة القراءة