رواية حارة تايسون للكاتبه زينب سمير
المحتويات
من حالته تلك وحديثه الغير مفهوم بالمرة ظل يضغط علي عنقها حتي كاد تنفسها ان ينقطع بالفعل .. هتفت بصعوبة نطق شديدة
_ه م و ت
همسها الخاڤت وصل لمنطقة الانذار بالخطړ بخلايا عقله فانتفض مبتعدا عنها وهو يرمقها پصدمة بدأت هي تسعل بقوة وهي تنظر له بعيون دامعة قال باعتذار
_وعد انا اسف انا مكنتش شايفك اصلا والله ما كنت شايفك انا مكنتش في وعيي
هتفت بنبرة جادة وهي تنظر له بتفحص شديد
_تايسون انت وراك اسرار كتير انا عايزه اعرفها .. انا مش عايزه افضل شيفاك لغز كبير ياتايسون ملهوش حل .. قولي انت مين وفهمني
نطق بنبرة باردة وهي يستعد ليغادر المكان
وفقط .. قال تلك الكلمات وفقط .. ثم غادر ببرود
. . .
كانت هويدا تحمل بيدها عدة حقائق بلاستيكية معباه بمستلزمات المنزل كانت ثقيلة لدرجة انها لم تعد تستطيع حملها .. تركت جميع الحقائب علي الارض وامسكت يدها تمرسها بلطف وهي تتأوه بخفوت
لمحها جعفر فاقترب منها وعلي وجهه ارتسمت بسمة هادئة دون مبرر عندما لمحته طف الخجل علي وجهها وهي تنظر للارض
_عايزة مساعدة
قالها وعينيه تمر بين يدها وبين الحقائق القابعة علي الارض قالت وهي تميل لتحمل الحقائب من جديد
_لا شكرا...
سحب الحقائق من بين يديها بحركة خاطفة وهو يقول
_بس انا عايز اساعد
كادت تتحدث فأوقفها بأشارة من يده و
_امشي جنبي وانتي ساكتة
وحمل الحقائب جميعهت وسار بالطريق وهي جواره كل لحظة والاخري تنظر له نظرات خاطفة بأعجاب وخجل ثم تعاود النظر ل الامام من جديد
كان قد قرر الا يغرق في بحر حبها كي لا ټغرق في بحر ذنوبه لكنه لم يستطيع .. حقا لم يستطيع
كلما جلس وحيدا وجد نفسه يفكر فيها بلا هوادة تلك الفتاة بدأت بأمتلاك جميع خلايا عقله وقلبه بكل سلاسة بالله
. . .
جلست وعد علي فراشها تنظر ل سقف الغرفة بعيون شاردة تفكر بالذي حدث منذ قليل بعقل شارد رغم كل السعادة التي تحياها بين ذراعي تايسون الا انها مازالت تشعر بالقلق منه ومن ماضيه لا زالت تجهله ولا تعرف عنه شيئا كيف صار كبير حارته وهو بالكاد يتعدي الثلاثون من عمره كيف استطاع ان يحكم حارة ك تلك بالله وبقوته وليس عن طريق الوراثة من اين جاء له الجبروت الذي ساعده علي أن يفعل ذلك ما زال يخفي عنها الكثير
فاقت من شرودها علي صوت هاتفها الذي علي رنينه ضغط علي زر الاجابة فجأها صوت والدتها الحنون
_وعد حبيبتي
نطقت وعد اسمها بسعادة
_ماما
نطقت والدتها بصوت حنون وقد اقتربت علي البكاء
_قلب ماما اخبارك ياحبيبتي
قالت بصوت حاولت جعله سعيدا يخفي داخله جميع افكارها التي تعصف بخيالها
نشوي بحزن ناتج ل مغادرة ابنتها عنها
_مش كويسين خالص من ساعة ما اتجوزتي ياوعد لسة مش مستوعبين فكرة فراقك بس اللي مطمنا انك مبسوطة مع جوزك .. مش انتي مبسوطة ياوعد
هتفت لتريح قلبها
_طبعا مبسوطة ياست الكل حد يتجوز تايسون وميبقاش مبسوط برضوا ياامي
نشوي بدعاء لابنتها
_دايما يارب متهنية في حياتك ياحبيبتي
. . .
استمعت علا لصوت جعفر يحادث احدهم ويقول
_العيال اللي عندنا في المخزن متجوش عندهم الباشا بعد ما قال نخلص عليهم رجع في كلتمه تاني اشتريلهم اكل ووكلهولهم
صمت قليلا .. ثم تابعاحنا هنستهبل يالا ما انت جاي وعارف كويس هتعمل اية وهتخلص ازاي بس عادي نقرر الكلام من جديد عايزين كل حتة في جسم العيال لوحدها .. ارتحت وعمولتك بالدولار متقلقش
ابتسمت وهي تستمع لتلك الاحاديث وامسكت هاتفها لترسل لرامز رسالة محتواها
عرفت المكان اللي هيخلي وعد تشوف تايسون فيه علي حقيقته ..
. . .
متاهات بداخل عقولنا متاهات تجعلنا نجهل الشعور بالراحة كيف تكون نغرق في بحور التيهة الي الابد حتي اننا نفقد معني الامان رغم الحب يظل الكرة .. منتشر رغم الامان يظل الخۏف .. بائن رغم السعادة يظهر الحزن .. موجود
هكذا حياته يحب من يجب ان يكرهه يفرح معها فرحة دائما ما تكون ناقصة
فهو لازال ومازال وسيزال يراها فقط ابنه قاټل بسببه فقط جميع اسرته لانه باع ضميره بأخبث الاسعار
عذرا تايسون لكنه مئة الف جنية ليست ثمنا قليلا !!!
. . .
مساءا ..
عاد وبيده باقة من الورود الحمراء يمسكها بيده ويطالعها بتعجب وينظر له بتعجب اكبر هل هو نفسه من يحمل ورود حمراء هل وصل به الامر الي تلك الحالة
لكن لا يهم .. ما دام سيأتي ذلك بنتيجة جيدة اذن لا يهم
طرق علي باب الجناح ودخل فوجدها جالسة علي الفراش ويظهر عليها جيدا الحزن اقترب منها ووضع الورود بأكضانها وهو ينطق بأسف حقيقي وندم
_انا اسف مرة تانية والله ما كنت في عقلي سامحيني
لم ترد كل ما فعلته انها اخذت الباقة بأحضانها وراحت تتلمسها بسعادة وتشمشم زهورها بأعجاب
بينما تابع هو
_انا فعلا لسة لغز بالنسبة ليكي بس صدقيني دا احسن لينا انتي لو عرفتيني هتكرهيني ياوعد .. هتكرهيني اوي وهتتمني لو انك مكنتيش عرفتيني وقبلتيني كمان
نظرت له وقالت بعيون سائلة باهتمام
_انت مين .. ومخبي عني اية عرفني ووعد هفضل حباك ولو كان ماضيك اية .. عرفني بس انا عايشة ظع مين مين تايسون دا ومين جاسر انت عايش بأنهي شخصية وشايل اية وراك ..
. . .
_خلصوا عليهم مبقاش فيه اللي نخاف منه سجلنا نضيف في النيابة
قالها فتحي ل صديقيه عبر الهاتف وقد ارتسمت علي ملامحه علامات خبث هتف مجدي
_طيب وبعد ما نخلص عليهم اية خططنا ل اللي جاي
عصام
_نبعتله العنوان في مسدج ومعاها وردة حمرة كدا حلوة ونروح الشركة نفض الشراكة ونفلسع
مجدي بتسأل
_نهرب يعني
فتحي ببسمات باردة
_لا .. نقعد نتفرج من بعيد عليه وهو بېموت بحسرته وكدا كدا احنا معليناش حاجة نخاف منها
وقد كان .. المنظر كان كالاتي .. يفتحون احشاء كريم امام عيون جاسر الصاډمة كان الطفل ېصرخ .. وېصرخ حتي ان حنجرته لم تعد تستطيع ان تتحمل اكثر ف راح صوته وهو مازال ينادي علي اخيه الذي كان يتألم امامه فالبنج كان قليلا وعديمي الرحمة لم يهتما بذلك واكملا اجراء العملية
كانوا يخرجون احشاءه بكل برود امسك احدهم القلب ووضعه امام جاسر نطق ببسمة تبث فيك الشعور بالقرف والاشمئزاز
_دا قلب اخوك يابيضة .. شايف بينبض ازاي
نظر له بكرهه شديد وابعد نظره عنه ثم بامتداد بصره رأي كريم الذي بات ك چثة هامدة
هتف بداخل نفسه مش هنسي حقك ياكريم بابا اكيد هيجيبه ياكريم
الدور كان من المفترض ان يكون عليه لكن قرر الطبيب ان يرتاح قليلا ويؤجل عمليته لساعة اخري لم يعرف مجدي والرجال بذلك المخطط فارسلوا العنوان لفاروق الذي اسرع نحو المكان بسرعة
وما ان دخل
متابعة القراءة