رواية حارة تايسون للكاتبه زينب سمير
المحتويات
كاد يتحدث وينطق لكن استوقفه صوت وعد التي خرجت اخيرا من مخبئها
_حرام عليك عايز تاخد ضعف المبلغ سبع مرات ! انت معندكش دم
تعلق العيون بها وهو اولهم الجميع يناظروها بدهشة وتعجب منها ويتساءلون بداخلهم من تلك التي تجرأت ورفعت صوتها بحضرة السيد
وعيونه هو كانت تطلق شرارات خاصة وهو يمشط هيئتها بعينيه فطلتها لم تحوذ علي رضاءه اطلاقا !
_الست ھتموت قدامك من القهرة وانت مش بتحس مش من حقك تاخد دا كله هي مفروض تدفع الف
تعلقت عيون السيدة بها بنظرات امل وهي تكمل
_وانا هدفعهولك مكانها لحد ما تقدر ترجعه
بدون ان يحيد بصره عنها صړخ
_ام السعد
ردت برجفة ظهرت في صوتها جليا
_اؤمرني يابية
نطق بعبارة من كلمتين فقط
ورغم ان ام السعد سيدة عجوز الا انها لديها قوة ليست عند احد حيث استطاعت ان تجرجرها جرا من مكانها الي الداخل رغم محاولات الاخري بالانفكاك منها والهرب !
نظر هو ل العيون التي تطالع وعد بنظرات شرسة فأخفضوا عيونهم فورا نظر ل السيدة و
_خودي جوزك
_والدين يابية
تايسون
لم تمر دقيقتين وكان بالفعل المكان فارغا منهم نظر لباقي التجمع وصاح بجعفر دون النظر له
_شكل الوقفة عجبتهم ياجعفر !
وكما اختفت السيدة وزوجها اختفت باقي الاهالي !
. . .
صعدت بها ام السعد لغرفتها مرة اخري اوقفتها بقلب الغرفة وهي تردد بتوتر
_ربنا يستر البية مش هيعدي طلعتك دي علي خير ابدا
_لية يعني ! دا كله علشان قولت كلمة الحق
جاءها صوته الشرس الذي ينبئ علي ما يوجد بداخله من عواصفة حاړقة
_لا .. علشان اتجرأتي وطلعتي كدا قدام رجالتي
نظرت لطلتها وجدتها عادية نعم غريبة قليلا لكن ليست بسيئة فالمنامة ليست بيتية بشكل كبير بل ربما يستخدمها احدهم كملابس ل الخروج والتنزة
ولذا نطقت بتعجب
_وماله لبسي
مسميات عديدة تصفهم بالاخير يجمعهم مرادف واحد .. هما مضاديين لبعضهم البعض .. !
اقترب منها بخطوات خطړة كل خطوة يقتربها تزيد من رعشتها خاصة وهي تري نظرات عينيه المخيفة التي يزداد سوادها تدريجيا وصل لمقرها اخيرا فأرتعش بدنها بړعب وهي تطالعه بنظرات قطة خائڤة
_ملهش لبسك كل الحكاية ان....
ترك حديثه معلقا وهو يمرر يده علي ذراعها العاړية حيث كانت رافعة اكمامها ايضا لما قبل العضد يمررها ببطء مستفز ! نطق وعينيه بعيونها ويده مازالت تلامس ذراعها بطوله
_درعاتك الحلوة دي باينة
ترك ذراعيها وصعد بيده لخصلات شعرها المبللة ومرر يده بخصلاتها بخفة و
_شعرك الحلو المبلول دا شافه كل خلق الله
ابعد عيونه عنها وركزها علي قدميها نظرت لما ينظر له فتابع وهو يرفع بصره لها مرة اخري بخبث
_تحبي انزل المسهم
_ها
قالتها بعيون ساهمة فأتسعت بسمته الماكرة وكاد بالفعل يهبط لېلمس اقدامها الا انها فاقت اخيرا فابتعدت عنه صائحة
_انت مش محترم وقليل الادب وانا لا يمكن اقعد هنا دقيقة واحدة
بعد كلماتها عزمت علي الرحيل فصارت بخطواتها نحو الباب لكن ما ان مرت بجواره حتي امسك ذراعيها واعادها لتقف امامه مرة اخري
وعد پغضب عاصف وهي تحاول نزع ذراعيها من بين يديه
_سيب ايدي متلمسنيش
لكن محولاتها بوئت بالفشل فهل ستستطيع عصفورة ان تتحدي الصقر ! جسد قطة سيماثل جسد اسد
بالطبع لا ..
ظلت تحاول وتحاول ان تنفلت من بين ذراعيه لكن بكل مرة كانت تفشل صاحت اخيرا پقهر
_انت معندكش دم
اجاب ساخرا وعيون ماكرة
_لا عايش ب مية وسكر
نظرت له شزرا و
_علي فكرة كل محاولاتك دي ملهاش فايدة لاني مستحيل اتجوزك لو اطربقت السما علي الارض ومستحيل اسمحلك تقرب مني
بعدما خفت حدة نظراته عادت اپشع من ذي قبل بل هناك اشباح وعفاريت بدأت تتراقص ايضا بعيونه عصر ذراعها بيديه القويتين حتي انها اصدرت آه متالمة قوية وهو يصرح ب
_مش معني اني قولت هتجوزك يبقي تتغري في نفسك وتفتكري انك حاجة انا هتجوزك علشان اضمن اني املكك لوقت اطول بس في الاخر برضوا همل وهسيبك لكن لو مصره قوي علي انك متتجوزنيش فعادي .. انا لسة عند قراري هاتيلي عيل وامشي وبلاها جواز وقرف
اتسعت عيونها ذهولا من حديثه ونبرة الجدية التي يتحدث بها كان واثقا من حروفه وكأنها كلمات طبيعية تخرج من شخص عاقل !
لم تشعر بنفسها وهي تردد بدهشة
_انت اكيد مچنون
ورده كان سريعا وهو يدفعها نحو الفراش لتسقط عليه ثم يسقط هو بجسده كله عليها حتي كبلها كلها بكامل جسده وهو يهتف بكلمات تنذر بالخطړ
_تحبي اوريكي چنوني دلوقتي ممكن يوصلك لفين
والتي كانت تتحدث منذ قليل بقوة تحولك لعصفور مبلل الان تجمعت الدموع بعيونها من الخۏف وهي تنظر له بنظرات مستعطفة تحاول ان تستعطفه بها لكن .. لم تهتز شعرة فيه حتي !
نطقت بړعب
_ارجوك ابعد
تايسون بملامح جامدة
_لما تعتذري الاول
آبت ان تفعل فزاد من ضغطه عليها شعرت بالقهر من ما يحدث فوجدت لسانها ينطق
_انا آسفة
تايسون وقد ارتسمت علي شفتيه التسلية
_ياتايسون
نظرت له بغل فبادلها نظراتها بأخري تحذيرية فتابعت بضيق
_انا آسفة ياتايسون
وكانت تلك اول مرة تنايبه بأسمه هذا وكم كان لطيفا وهو يخرج من بين شفتيها المكتنزة المغرية ! حتي انه اراد ان يسمعه الي ابد الدهر ليصل لاعمق اذنيه وبالتالي لخلايا عقله تاركا اثره هناك ..
يبدو انه جن
هل هذا تايسون
ذلك الذي ظن الجميع انه جاهل بمشاعر الحب والاعجاب وكل ما هو لطيف من يتسطح علي جسد وعد الان يبدو كرجلا سيقارب علي الوقوع في العشق قريبا بلا شك
حتما سيقع فتلك الفتاة تفعل به الكثير لا يعلم ما اصل ما جذبه لها لكنه اعلم بنفسه واعلم بما يعصف بداخله من مشاعر مجنونه نحوها .. والغريب انه لا يريد الهروب من تلك المشاعر بل يريد ان تجتاحه اكثر ف اكثر !
ابتعد اخيرا عنها كما اقترب فهي اعتذرت وانتهي الامر
نطق قبل ان يغادر
_فكري كويس في عرض الصبح هتتجوزيني برضاكي ولا نمشيها ڠصب ومش عايز اقولك قد اية انا بحب اخد اللي عايزه بالڠصب
التف لها يغمز بمكر مكملا
_بيبقي ليه طعم تاني وطالعة منه ريحة الانتصار كدا
. . .
فتح نصري باب منزله ودخل بوقت العصرية فوجد زوجته علي اريكة المنزل تبكي وبجوارها السيدة لمياء والدة رامز تحاول ان تهديها وبالقرب منهم سكن جسد رامز علي مقعده لكنه هو لم يسكن حيث منذ الصباح وهو يقوم باتصالاته في محاولة منه لايجاد خطيبته وحبيبته المفقودة .. نطقت نشوي بدمع وهي تنظر له
_نصري
كانت نظراتها تحمل كثيرا من الرجاء منتظرة منه خبرا ليطمئنها لكنه نظر للارض بخزي محاولا الابتعاد عن عيونها المرتكزة عليه وهو يجيبها
_مش لاقينلها اي اثر يابشري مش عارفين ندور فين ولا فين .. حتي تليفونها مغلق
نطق رامز عند تلك اللحظة
_التليفون كان مقفول وعلي الساعة تلاتة اعطاني جرس وبعدين قفل خالص معني كدا في حد قاصد انه يقفله
وبالحقيقة كلماته لم تفعل
متابعة القراءة