باعنى من اشتريته
الغريب في هذا الزواج بأن هذا الرجل ليس فيه صفات ترضي الله ولا رسول الله، فكان من الطامعين فيما ترك الأب لهذه الأسرة، لكن الأم هي التي اختارته من بين جميع الناس الذين عرضوا نفس الأمر وهو الزواج منها، ولكن كان الابن يعلم بأن أمه لن ترضى بهذا الأمر بعد ۏفاة أبيه فمن يعوض ذلك الرجل الحنون الذي كان يرضي الله ورسوله في أهل بيته جميعاً.
معاتبة الابن لأمه:
فجلس الابن مع أمه يعاتبها على قراراها ظناً منه بأنه سوف يستطيع أن يجعلها ترجع عن قراراها، فخطابها وذكرها عن أبيه وعن أفعاله التي لا يستطيع أي شخص أن يفعل مثله وأن يأخذ مكانه، وأن هذا الأمر ليس حراماً بل حلالاً، ولكنه أكد لها بأنه يطمع في ما عندنا من أموال، وظل يحدثها عن كلام الناس المستمر والإحراج الذي تسببت فيه لهم، ولكن كل ذلك دون جدوى فتزوجته وأسكنته في البيت مع أبناءها.
زواج الرجل بثانية:
وبالفعل حدث المتوقع فمسك هذا الرجل الغريب زمام الأمور وكل ما يخصهم من أموال وأراضي، وجلب في بيت زوجته أولاده من زوجته الأولى المټوفية، ولكن حدث شيئا غريباً جداً لم يعهده شخص من قبل وهو زواج هذا الرجل من امرأة أخرى ويسكنها في نفس البيت الذي لا يمتلكه وليس له شأناً فيه، فذلك الأمر أغضب الابن الأكبر غضباً شديداً فذهب لأمه معاتباً “أهذا الرجل هو من أخذ مكان أبي؟!”، ففاضت دموع الندم على ما فعلته بأبنائها.
حيلة التخلص منه:
فجلسا يفكران ماذا يصنعان له كي يتخلصا منه، ففكر الابن بأنه سوف يمسك هو زمام الأمور من أموال وأراضي وأن يشتري من أمه نصيبها في الميراث لكي لا يتبقى لهذا الطماع شيء يصرف منه على أولاده وعلى زوجته، فطلب الابن من هذا الرجل الخروج فوراً من بيت والده ويأخذ من جلبهم معه، وبالفعل خرج وطلق الأم وعادت الحياة كسابق عهدها في هذا المنزل يملأها الحب والحنان والسعادة