كواسر إخضعها العشق

موقع أيام نيوز


تجلت في نبرتها حين قالت
_ تحدثي أسمعك.
فريال بترقب 
_هل بدأت بوضع خطة من أجل ثأرنا!
الهرب ليس سيئا في بعض الأحيان فحين يكون الواقع مؤلم للحد الذي يشعرك بأن العالم كله لا يتسع لشخص مثلك فحينها يمكنك الهرب دون أن تهتم ما إن وصفك أحدهم بأنك جبان ولكن الأهم من ذلك هو إلى أين يمكنك الهرب وأنت منبوذ من أقرب الأماكن إلى قلبك.

نورهان العشري 
ضاقت ذرعا بنظرات الشفقة التي تطل من أعين جميع العاملين بالمنزل الذي بالرغم من اتساعه فقد شعرت بأنه ضيق حتى كادت جدرانه أن ټخنقها فأرادت الاختباء في غرفتها من ذلك الوزر الذي لم ترتكبه ولكنها تدفع ثمنه من كبريائها وكرامتها التي
هدرت على يد الشخص الوحيد الذي أسلمت له قلبها ولكنه على قدر قربه منها جاءت طعنته نافذة بخنجر الخېانة المسمۏم الذي يسري سمه في أوردتها فلا هي تقوى على تحمله ولا هو ېقتلها بل
يدعها تتألم بصمت هذا هو حال كل امرأة فضل زوجها أخرى عليها.
صعدت درجات السلم بوهن وعينان تغلفها عبرات مشټعلة شوشت الرؤية أمامها فلم تلحظ نظرات الأفاعي من حولها ولكنها سمعت فحيحها جيدا حتى اخترق قلبها المكلوم
_اهدئي يا أمي واعذري هدى أيضا لقد ألقى بها زوجها وتزوج أخرى حتي أنه لم يلحظ غيابها عن المنزل أو لنقل لم يهتم.
هكذا تحدثت ناريمان بصوت مرتفع قليلا ليصل إلى مسامع هدى التي كادت أن تقع أرضا من فرط الألم الذي تضاعف حين سمعت كلمات زينات القاسېة 
_لا تلومي على أخيك فهو محق فمن الرجل الذي يحتمل امرأة مثلها انظري إليها إنها تشبه المعلمة العانس. 
ناريمان بتأثر زائف 
_أمي رجاء لا تقولي مثل هذا الكلام عن هدى فهي امرأة امممم لنقل هادئة.
زينات بسخرية
_ بالله عليك لا تقولي امرأة أحمد الله أن شاهين قد وجد امرأة تليق به جميلة متعلمة ذكية وها هو الآن يقضي شهر عسله معها.
شهقت ناريمان بسعادة وهي تقول بصوت مرتفع قليلا 
_لا تقولي أن شاهين الآن مع زوجته يقضون شهر العسل لم لم يخبرني!
زينات بتهكم 
_الحيطان لها آذان يا حبيبتي وولدي يخشى أن تنقلب رحلته السعيدة إلى مأتم من تلك العينين الكبيرتين التي قد تفلق الحجر.
تآزر بها الۏجع للحد الذي حتى ينتهي هذا العڈاب الذي يجيش بصدرها لا تعلم كيف وصلت إلى غرفتها فتوجهت إلى المرحاض لتقف بثيابها أسفل المياه وهي تبكي بل تنتحب وعلت شهقاتها حتى دوى طنينها في الجدران من حولها ولكن أي بكاء قد ينفع مع روح مزقها الألم وقلب أحړقته أفعال البشر التي نست أن الله تعالى يمهل
!
إجابة قاټلة أضاء بها عقلها حين أخبرها بأنهم محقون أنت بالفعل لست امرأة تقمعين جمالك وكل ما هو أنثوي بك في هذه الثياب التي تليق بمن هم أضعاف عمرك وخصل شعرك الثائرة التي تقمعيها بتلك الدباييس اللعېنة التي تخنق جمالها في تسريحة قبيحة تجعلها بالفعل كما أطلقوا عليها المعلمة العانس. 
_ هل يراني هكذا!
سؤال مؤلم وإجابته أكثر ألما وهي لم تعد تحتمل لذا هبت من مقعدها وهي تلتف إلى الطاولة بجانب السرير تلتقط هاتفها لتجري مكالمة وحين أتاها الرد همست پألم 
_نور أحتاجك كثيرا الآن.
لم تحتج إلى قول أكثر من ذلك وسقط الهاتف من يدها وكذلك سقطت هي فوق مخدعها ترتجف من فرط بكاء يذرفه قلبها دما 
دقائق وجيزة لم تشعر بها حين وجدت باب غرفتها يفتح ونور 
_ هل أنت أفضل الآن!
هكذا تحدثت نور بعد مرور أكثر من نصف ساعة وهدى تبكي إلى أن هدأ بكائها شيئا فشيئا ولكنها لم تستطع الإجابة على سؤال نور فأومأت بموافقة حزينة صامتة فهمست نور بحزن على حالها
_لا أحد في هذا العالم يستحق كل هذه الدموع صدقيني.
لم تجبها ولكنها اعتدلت حتى أصبحت تجلس أمامها
ثم قالت بصوت مبحوح من فرط البكاء
_ أعلم ولكني لا أبكي عليه ولن أفعلها أنا أبكي على نفسي وعلى ما أوصلتها إليه.
تأثرت نور من حديثها فقالت تواسيها
_ إذن لا تجهزي عليها فهذا الحزن قد يقتلك يوما إن لم تقتليه أنت.
تشابهت عينيها مع نبرتها حين قالت بجمود 
_ أعلم ولا تقلقي لقد قټلته ذرفته وسط تلك العبرات المريرة وتخلصت منه والآن أريد استعادة نفسي القديمة والأخذ بثأرها.
بهتت ملامح نور من حديث هدى وقالت باستفهام
_عذرا لم أفهم أي ثأر هذا!
تجاهلت سؤالها وهي تهب من مكانها تتوجه إلى غرفة الملابس لتخلع عنها المنشفة ثم قامت بدس جسدها في أحد المآزر قبل أن تقوم بجمع كل تلك الملابس الباهتة التي تشبه سكان هذا المنزل وتقدمت إلى منتصف الغرفة وقامت بإلقائها أرضا ثم عادت وجمعت الباقي وأعادت ما فعلته مرة أخرى وسط أنظار نور المندهشة 
_هدى ما هذا الذي تفعلينه!
_ أتخلص من كل هذه القمامة.
أنهت جملتها وتوجهت إلى الباب وقامت بفتحه والنداء على إحدى الخادمات التي هرولت إليها فقالت هدى آمرة
_هذه الثياب لك يا سيدة مديحة هيا خذيها.
ابتهجت الخادمة كثيرا وشكرتها بعمق وتوجهت تلتقط الثياب وهي تخرج من الغرفة فرحة فأغلقت هدى الباب خلفها ثم التقطت الهاتف لتقوم بإجراء مكالمة هاتفية وما أن أتاها الصوت على الطرف الآخر حتى قالت آمرة 
_ جهز لي السيارة سأخرج بعد عشر دقائق.
ضاقت ذرعا بما يحدث فهتفت بنفاد صبر
_هل لي أن أعلم ماذا تفعلين! وإلى أين أنت ذاهبة!
أجابتها هدى بسلاسة
_ سنذهب للتسوق.
_لم لا تجيب على اتصالاتي أيها الوغد!
هكذا تحدث فراس وهو يترجل من سيارته قاصدا باب القصر الداخلي بعد رجوعه من عمله فأجابه شاهين ساخرا
_هل هكذا تخبرني أنك اشتقت لي أيها الدب ذو الفم الكبير!
فراس بفظاظة
_لا تثرثر كثيرا فلا طاقة لي باحتمال سماجتك.
واصل سخريته قائلا
_سماجتي أفضل بكثير من رياء تلك الأفاعي التي تسكن معها.
زفر بملل قبل أن يقول بجفاء
_كلاكما أسوأ من بعض هيا أخبرني متى ستعود!
شاهين بلهجة خيم عليها التعب
_لا أعلم ولا أريد العودة من الأساس.
فراس بصرامة
_ ثلاث أيام
الفصل السابع
يحدث
أن تسلك كل الطرق للهرب من هيمنة شخص ما استملك كل ذرة من كيانك وطغى هواه للحد الذي يجعلك عاجزا عن مقاومته ولكن ما إن تغادره يجتاحك شعور مضاء بالغربة وكأنك طير طريد يشتاق لتراب وطنه.
نورهان العشري 
_ ألم يحن الوقت للعودة بعد!
هكذا تحدث شاهين بنبرة عالية يغلب عليها الامتعاض الذي لون معالمه فلفت انتباه هناء التي التفتت تحتوي انزعاجه باحتواء شغوف 
وهي تقول باستعطاف
_حبيبي لا تقل أنك مللت فالسهرة ما زالت في بدايتها.
رمقها باستياء تجلى في نبرته حين قال
_ لا أحتاج إلى أن أقول أنني مللت أنتظر أن تلاحظي ذلك بنفسك.
تصاعدت أبخرة الڠضب إلى رأسها ولكنها حاولت تجاهلها وإضفاء الحزن على لهجتها حين قالت
_هل مللت مني!
ارتفع إحدى حاجبيه وكأنه يخبرها بأن خداعه ليس بالأمر السهل ولكنه اكتفى بتصحيح ظنها قائلا بفظاظة
_ لقد مللت من كل هذا الصخب وهذه الضوضاء.
_ شاهين أرجوك هذا شهر عسلي وأريد أن أستمتع قدر الإمكان.
هكذا تحدثت بحنق تجاهله فأخذ ينظر أمامه باستياء فلم يكن من محبين الضجيج أو الأصوات العالية بل كان أكثر من ينشد الراحة والهدوء وعلى ذكر الهدوء أخذ قلبه يستعرض بعضا من ذكرياته معها.
عودة لوقت سابق.. 
_ حبيبتي هيا سنتأخر على الحفل.
هكذا صدح صوت شاهين وهو يدخل إلى الشاليه الخاص بهما في أحد المناطق الساحلية وأخذت عيناه تبحثان عنها في كل مكان إلى أن سمع صوت طرقات كعب حذائها يأتي من أعلى الدرج فارتقى بنظراته إلى حيث تقف ليتوقف الزمن به لثوان وهو يبصر جمالها الأخاذ 
_ لقد انتهيت من تجهيز نفسي ما رأيك!
هكذا أجابته بلهجة خجولة متوترة من نظراته الجريئة وعيناه اللتان أظلمتا برغبة قاتله سرعان ما تحولت إلى ڠضب حارق تجلى في نبرته حين قال
_ تلك المفاجأة لا تكفيها واحدة بل لن يكفيها عمرا بأكمله لوصف مدى روعتها.
اغتبطت بقوة من كلماته التي توحي بمدى إعجابه بمفاجأتها فخرجت حروفها مبتهجة ومتلهفة حين قالت
_سعيدة لأن مفاجأتي أعجبتك فقد كان عيد ميلادك الأول ونحن معا لذا فكرت أن أجعله مميزا وأن يكن ذكرى جميلة بيننا بعيدا عن صخب حفلات عيد الميلاد. 
أجابها بسرور
_فكرة رائعة تشبهك وأنا أحب تكرار تلك الأفكار كثيرا.
ابتسمت بخجل وقالت بخفوت
_ أعلم أن الجميع ينتظرنا للاحتفال ولكن أعدك بأن لا نتأخر عليهم و
قاطعها بلهفة وعينان شغوفتان تهيمان بها
_فليذهب الجميع إلى الچحيم فذكرى مولدي أصبحت عيدا لأنك معي. 
قة
_إذن لن تفتقد حفلتك الصاخبة التي تقيمها العائلة كل سنة!
شاهين بعذوبة وعينان يطلان منهما الهيام
_صخب تلك الحفلات لا شيء مقارنة بصخب قلبي بحضورك. 
كان كمن يعبث بإعداداتها وخاصة حين غازلتها عينيه بتلك الطريقة فعرفت كفوفها طريقها إلى وجهه لتحتويه بحب انساب من بين حروفها حين قالت
_ كل عام وأنت بخير ولتكن جميع أعوامك سعيدة.
صحح كلماتها بنبرة محمومة بوهج العشق
_كوني معي إذن حتى تكون جميع أعوامي سعيدة.
همست بدلال
_أنا معك دائما.
ابتلع باقي كلماتها بجوفه ليطفئ نيران شوقا ضاريه لا تهدأ أبدا.
عودة إلى الوقت الحالي.
_شاهين شاهين!
أخرجه صوتها من عالمه الذي يحاول الفرار من بين براثنه بكل قوته فالټفت يناظرها بعينين حانقتين من ذلك القلب الذي لا ينفك عن تسميم عقله بذكريات باتت مؤلمة ليسحبه من واقعه إلى حلما جميلا كانت أقصى أمنياته أن يدوم إلى الأبد.
_ماذا بك! وبم أنت سارح! ولم تنظر إلي هكذا!
جاء الصباح وبعثرت الشمس أشعتها على ستائر الليل السوداء... فأضحت منيرة متوهجة تبعث الأمل في القلوب أن بعد الظلمات نورا سيبدد عتمة الماضي وينير الحاضر... 
_هل أنت بخير!
حاولت إيجاد صوتها لتجيبه بنبرة حاولت
جعلها ثابتة
_ نعم سأخرج بعد قليل.
_حسنا.
لامست في نبرته شوائب الڠضب ولكنها لم تعلق بل أخذت تنظر بخزي إلى مظهرها الذي أصبح خريطة حبرها قب السخية التي لم تدع إنشا واحدا منها إلا وزخرفته بنقوش ستبقى آثارها طويلا لتذكرها بمدى وضاعتها وخنوعها لعواطف حسية مندثرة وخاصة حين داهمت عقلها كلمات والدتها التي تعلق عليها كل آمالها.
_عديني أنك ستأخذين بثأر والدك يا نور عديني أنك لن تضعفي أمام هذا الرجل أبدا.
همست پقهر وهي تشدد من احتضان كتفيها
_أعدك يا أمي أنني سآخذ بثأر والدي وسأرسل هاديس إلى الچحيم الذي أتي منه.
أنهت حمامها وخرجت تتمنى لو تجد الغرفة خالية منه وقد تحققت أمنيتها حين لم تجده فتوجهت إلى غرفة الملابس لترتدي ثيابها وحاولت أن تخفي تلك العلامات بأدوات الزينة وهي تحاول ألا تتذكر شيئا مما حدث أمس وتركز على خطتها في تحقيق مآربها في والأخذ بثأرها مهما كلفها الثمن.
كانت غارقه بأفكارها وهي تغلق باب غرفتها للتوجه إلى الأسفل فوجدت ساجد يرفع إياد عاليا والأخير ېصرخ باستمتاع فهوى قلبها خوفا من أن يفلت الصغير من بين يدي شقيقها فهرعت إليهما وهي تصرخ بانفعال
_توقفا
 

تم نسخ الرابط