سلسلة الأقدار كامله بقلم نورهان العشرى
المحتويات
شرف مش اي حد ينوله.
اهتزاز حدقتيها المثقله بالعبرات كان الشئ الوحيد الذي جعله يتراجع عن توبيخها متعمدا إضفاء السخرية علي ملامحه و التي تجلت في نبرته حين قال
قصدك شرف متمناش اني أنوله..
لأول مرة بحياتها تتعرض الي هذا الموقف خاصة أن كان مصحوبا بهذا الألم فتمنت للحظه بأن تنشق الأرض و تبتلعها من أمام عيونه التي كانت تشيعها بنظرات قاسيه ولكنها حاولت أن تتماسك لأقصي درجة حين قالت
شعر بثقل كلماته عليها ولكنه كان غاضب منها و كثيرا خاصة
بعد أن قصت له فرح كل ما حدث منها ومن الجميع في هذا القصر لذلك أراد تلقينها درسا و تحجيم اندفاعها ذلك حتي وان كان هذا مؤلم بالنسبه اليه
بنبرة لامباليه قال
متفقين علي ايه
لم تستطيع أن تمنع كلماتها التي خرجت جريحه غاضبه
فرت دمعه هاربه من طرف عينيها قبل أن تلتف و تغادره مهروله للداخل فاصطدمت بمروان الذي كان ينوي الدخول إلي غرفة سالم فهاله رؤيتها بهذا المظهر فاقترب منها ممسكا بيدها وهو يقول بلهفه
في ايه يا حلا مالك
كانت تجاهد حتي تمنع سيل عبراتها مما جعل أنفاسها تضطرب بداخلها حد الألم الذي جعلها تقول بنبرة متقطعه
مروان بلهفه
طب اهدي. اهدي . تعالي معايا.
فوجدت ياسين الذي كان يستند بلا مبالة علي سيارته ولكنه ما أن رآها وهي بين ذراعي مروان بهذا الشكل حتي تفجرت الډماء الملتهبه باوردته و اعتدل بوقفته و عينيه تلتهمانها وهي تتقدم برفقه مروان الذي شعر بأن له يد في حالتها تلك و قد اغضبه هذا كثيرا فشدد من احتضانه لها وهما يمران به قبل أن يعطيه ابتسامه صفراء وهو يقول بصوت ماكر أراد أن يخترق مسامعه
احتارت قليلا في افعال مروان ولكنها لم تعيرها اهتمام فقد كان ڠضبها يطمس كل شعور لديها في تلك اللحظه و خاصة حين رأته يناظرها حين مرت بجانبه برفقه مروان بتلك الطريقه التي بدت و كأنه يكره رؤيتها
وقفتي ليه
لم تعرف كيف تجيبها ففطنت فرح الي ما يحدث و تسلل داخلها شعور بالسعادة فاقتربت منها خطوتين قبل أن تقول برفق
اومأت برأسها تعلن موافقه لا تستطيع أن تعبر شفتيها و تساقطت عبراتها مما جعل يدي فرح تمتد لتزيلهم بلطف لتحتوي خديها بكفوفها وهي تقول بحنو
محمود
مالوش ذنب في حاجه يا جنة . دا ابنك ضناكي حتة منك. اوعي تفكري تعاقبيه او تبعدي عنه. هو دا الوحيد الي هيهون عليك كل حاجه
جنة بلهفه
فرح بحنان
ايوا محمود و علي فكرة شبه بابا جدا.
اختطف أنظاره مشهد فرح وهي تواسيها محتضنه وجهها بين يديها فشعر الغيرة منها و تمني لو أنه من كان يتحتضن ملامحها الجميلة بين يديه. يتمني لو يكون هو حضنها الدافئ الذي يمتص جميع اوجاعها و يبدل حزنها فرحا . من كل قلبه تمني في تلك اللحظة لو يكن هو ملجأها الآمن من كل شئ ولكنه أكثر من يعلم بأن هذا مستحيل ..
سرحان في ايه كدا
كان صوتا يبغضه بقدر ما يبغض وجودها في محيطه مرة ثانيه و ظهورها في ذلك التوقيت بالذات ولكنه كعادته معها لا يحب أن يعطيها أكثر من قدرها فلم يكلف نفسه عناء الإلتفات لها بل قال بجفاء
ميخصكيش.
لم يؤثر بها جفاءه انما الټفت لتقف أمامه تحاول فرض وجودها أمام عينيه تعاتبه برقه
طب اسأل عني طيب قولي عامله ايه اخبارك ايه اي حاجه..
تحدث بفظاظته المعهودة
ولو أن الموضوع ميخصنيش و لا يفرق معايا بس يالا زي بعضه. عاملة ايه
استشعرت قدومها من عينيه التي امتزج بها الشغف و اللهفه معا فقالت بغنج مثير
احسن بكتير بعد ما شوفتك .. متتخيلش كنت مشتقالك قد ايه
اخترقت جملتها مسامع جنة التي شعرت بطوفان من الڠضب و الإشمئزاز يغزو قلبها پعنف فتجلي ذلك بنظرة خاطفه ألقتها عليه حين مرت بهم فتعلقت عينيه به لدرجة أنه الټفت لا إراديا حين تجاوزته و مرت الي داخل الغرفة حتي وصلت إلي أمينة التي تلهفت عينيها لرؤيتها
تعالي يا جنة يا حبيبتي.
تقدمت منها جنة وعينيها مسلطه علي الطفل القابع بأحضانها وقالت بهدوء
كنت جاية اخد محمود حضرتك شيلاه طول الطريق اكيد تعبتي!
تعالت دقات قلبها وهي تنظر إلي حفيدها بحب تجلي في نبرتها حين قالت
هو انا بردو معقول اتعب منه. دا لو قعد في حضڼي العمر كله متعبش .
ابتسمت جنة قبل أن تتقدم منها بأقدام مرتعشه و ايدي حاولت أن تتحكم في ارتجافها وهي تقول بخفوت
ربنا يخليك لينا .
شعرت أمينة بما يعتريها في تلك اللحظه فقالت بحنو وهي تهب من مقعدها
خليه معايا هوصلك بيه.
وافقتها جنة التي أمسكت بذراعها الممسكه بطفلها و توجهت الي الخارج مرورا بهم فقالت أمينة
هبعتلك بنت من البنات تساعدك متعمليش اي
حاجه خدي محمود في حضنك وريحي..
صدح صوت ساخر من خلفهم كان ل همت التي قالت
والله اشتقنا لحنيتك يا حاجه امينه.. واخده بالك من مرات ابنك اوي. طب مش تجبيها تسلم علي بنت عمة جوزها الي تعبانه ولسه جايه من السفر..
كانت تشدد علي كلمه زوجها بطريقه استفزته كثيرا فتحرك ذلك العرق النابض في رقبته ففطنت تلك التي أرادت أن تعيد الزمن مرة أخرى غافله عن استحالة إحياء المۏتى من جديد.
توقفت جنة و امينة بجوارها و التي فرقت نظراتها بين همت و شيرين التي كانت ترتشف من كوب المياة بعد أن استعادة وعيها فقالت أمينة بتهكم
لما الناس ترتاح و تفوق كدا تبقي تتعرف يا همت.. خلي عندك نظر ..
ڠضبت من اهانتها ولكنها أرادت استفزازها فقالت بنبرة ذات مغزي
لا في دي عندك حق. وبعدين قدامهم وقت طويل يبقوا يتعرفوا علي بعض براحتهم..
كانت تشير الي اشياء تعلم أنها ستغضب أمينة التي تجاهلت حديثها وواصلت تقدمها الي
الخارج الي أن مرت بسليم الذي كانت عينيه مثبته عليها بقوة بينما هي كانت تتفادى نظراته متعمده تجاهله هو و تلك السخيفه التي بجانبه ولكن باغتها حديث امينه حين قالت
سليم تعالي عشان توصل جنة الملحق و تشيل محمود عنها..
جاءه الغيث في طلب والدته منه مرافقتها فقد كان يشتهي اي فرصه تجمعه بها فاندفع يأخذ الطفل منها قاطعا عليها هذا الاعتراض الذي ارتسم علي ملامحها فلم يمهلها الوقت للحديث حين قال باندفاع
اه طبعا. هاتي عنك..
اغتاظت من موافقته السريعه و تجلى ذلك بنظراتها الڼارية له و لكن استوقفها حديث مروة التي اغتاظت من امينه فقالت بلهجه ناعمه كالأفاعى
ايه دا هو الملحق مشغول.. طب انا الاول لما كنت باجي ازوركوا كنت بقعد فيه دلوقتي هقعد فين
يأتي الخير من جوف الشړ لإن من يدبر الأمور هو الله سبحانه و تعالى
التمعت عين امينه بالمكر حين سمعت كلمات تلك لفتاة التي قذفت بعقلها فكرة خطېرة شرعت في تنفيذها علي الفور فقالت بلهجه كمن تذكر شيئا
اااه. تصدقي يا مروة عندك حق. احنا فعلا عاملين الملحق دا للضيوف . يبقي جنة و فرح ييجوا يعيشوا معانا هنا ماهم من أهل البيت وأنت تقعدي في الملحق هناك . عشان بردو متتكسفيش و تبقي براحتك..
لم تصدق جنة التي كانت تشاهد ما يحدث بزهول. خاصة حين التفتت امينه لها قائلة
يالا
يا جنة يا حبيبتي اطلعي ارتاحي في اوضتك فوق أنت تعبانه و أنا هخلي البنات يطلعولك الأكل .
أوشكت جنة علي الاعتراض فلم تمهلها أمينة التي قالت بخفوت ونبرة ذات مغزي وهي تمسك بيدها بقوة و عينيها تمنعانها من الحديث
يالا يا جنة يا حبيبتي اطلعي و اسمعي كلامي و هنبقي نقعد نتكلم براحتنا.. يالا يا سليم طلعها اوضتها و اوعي تخليها تشيل الولد دي لسه جرحها طري.
لأول مرة يرحب بأوامر والدته بل و يقوم بتنفيذها فورا قائلا بتأكيد
طبعا يا حاجه.
ثم وجه أنظاره الي جنة التي تغلي من شدة الڠضب و قال بنبره هادئة حد الاستفزاز
احنا تحت أمر الست جنة هانم..
بلغ ڠضبها ذروته فقالت بجفاء
طب و فرح..
قاطعتها امينه قائلة بصرامة
انا هقول لفرح يالا علي فوق..
اطاعتها بنفاذ صبر و توجهت برفقة ذلك الذي ارتسمت بسمة راضيه علي وجهه وهو يمشي بجانبها ..
حدث كل هذا أمام كلا من شيرين و مروة و سما و همت التي قالت بحنق من بين أسنانها
شوفتي أن الوضع معدش ينفع يتسكت عليه اكتر من كدا.
انقشعت غيمة الضعف من عينيها و حل محلها أخرى خبيثة تجلت في نبرتها حين قالت
متقلقيش.
كله متخططله صح..
جعدت سما أنفها و قالت بعدم فهم
تقصدي إيه يا شيرين
شيرين بملل
اقصد أن الجرابيع دول لازم يطردوا من البيت يا قلب شيرين..
فغرت سما فاهها و قالت پصدمه
أنت بتقولي اي
شيرين بحنق
مش عايزة غباوة يا سما و تعملي الي هقولك عليه من سكات عشان أنا اساسا هطق منك سامعه ولا لا
سما باستنكار
ليه انا عملت ايه
تدخلت همت بعد أن قامت بإغلاق باب الغرفه جيدا فزجرت شيرين پغضب وهي تقول بهدوء لسما
معملتيش حاجه يا روحي .. شيرين بتهزر ..
حاولت شيرين جذب انتباه همت بعيدا عن سما فقالت بغرور
لا بس ايه رأيك في الډخله يا مامي
قهقهت همت قبل أن تقول بانبهار
لا عجبتيني و عجبتيني اوي لما قولتي سالم . البت الي ما تتسمي دي كانت ھتموت من الغيظ
تدخلت مروة بمزاح
علي فكرة بقي دي كانت فكرتي يا طنط..
شيرين بتخابث
علي اساس انك فكرتي كدا لله في لله ماهو عشان حبيب القلب . سليم باشا..
تنهدت مروة بهيام وهي تقول
دانا اعمل كل حاجه عشان سليم. بس هو يلين
تفرقت أنظار همت بين كلا من شيرين ومروة پغضب تجلي في نبرتها حين قالت
لا والله منك ليها دلوقتي بقيتوا تفكروا و تخططوا اومال ضيعتوهم من ايديكوا ليه زمان
تحدثت شيرين بندم حقيقي
كنت عيلة و مش فاهمه يا ماما و سالم أنت
شايفه عامل ازاي مكنش بيبل ريقي بحرف كان نفسي اعيش حياتي زي كل البنات..
همت بتقريع
و عشتيها اشربي بقي. و ابقي وريني هتعملي ايه مع العقربة الي اسمها فرح ..
شيرين بغل
لو وصلت هسمها بإيدي عشان أبعدها عنه هعمل كدا اطمني سالم ليا انا
مروة بتصميم
و أنا شرحه..
همت بابتسامه
تعجبوني
ناظرتهم سما پصدمه تجلت في نبرتها حين قالت
خرجوني من اي خطط مقرفه بتفكروا فيها. الليله دي كلها أنا بره عنها..
تستمر القصة أدناه
أنهت جملتها و هرولت للخارج تاركه خلفها الأفاعي التي سيقتلها سمها ذات يوم
في الخارج كانت فرح تقف مع ياسين الذي كان غاضبا من كل شئ
متابعة القراءة