قصة أصحاب الكهف
الكهف. وهؤلاء ما خرجوا من قريتهم لطلب دنيا أو مال وإنما خرجوا طمعا في رضى الله. وأي مكان يمكنهم فيه عبادة الله ونيل رضاه سيكون خيرا من قريتهم التي خرجوا منها.
استلقى الفتية في الكهف وجلس كلبهم على باب الكهف يحرسه. وهنا حدثت معجزة إلاهية. لقد نام الفتية ثلاثمئة وتسع سنوات. وخلال هذه المدة كانت الشمس تشرق عن يمين كهفهم وتغرب عن شماله فلا تصيبهم أشعتها في أول ولا آخر النهار. وكانوا يتقلبون أثناء نومهم حتى لا تهترئ أجاسدهم. فكان الناظر إليهم يحس بالړعب. يحس بالړعب لأنهم نائمون ولكنهم كالمستيقظين من كثرة تقلبهم بعد هذه ال عام بعثهم الله مرة أخرى. استيقضوا من سباتهم الطويل لكنهم لم يدركوا كم مضى عليهم من الوقت في نومهم. وكانت آثار النوم الطويل بادية عليهم. فتساءلوا كم لبثنا! فأجاب بعضهم لبثنا يوما أو بعض يوم. لكنهم تجاوزوا بسرعة مرحلة الدهشة فمدة النوم غير مهمة. المهم أنهم استيقظوا وعليهم أن يتدبروا أمورهم.
وبعد أن ثبتت المعجزة معجزة إحياء الأموات. وبعدما استيقنت
لا نزال نجهل كثيرا من الأمور المتعلقة بهم. فهل كانوا قبل زمن عيسى عليه السلام أم كانوا بعده. هل آمنوا بربهم من من تلقاء نفسهم أم أن أحد الحواريين دعاهم للإيمان. هل كانوا في بلدة من بلاد الروم أم في فلسطين. هل كانوا ثلاثة رابعهم كلبهم أم خمسة سادسهم كلبهم أم سبعة وثامنهم كلبهم. كل هذه أمور مجهولة. إلا أن الله عز وجل ينهانا عن الجدال في هذه الأمور ويأمرنا بإرجاع علمهم إلى الله. فالعبرة ليست في العدد وإنما فيما آل إليه الأمر. فلا يهم إن كانوا أربعة أو ثمانية إنما المهم أن الله أقامهم بعد أكثر من ثلاثمئة سنة ليرى من عاصرهم قدرة على بعث من في القپور ولتتناقل الأجيال خبر هذه المعجزة جيلا بعد جيل.
اذا اتممت القراءه صل علي اشرف الخلق سيدنا محمد