قصتى مع الحياه

موقع أيام نيوز


حقاً لايري جدتي....  نعم
أخبرتني بأنه انتقل للعيش هنا منذ خمسة أعوام حيث أنه يعمل كمحاضر مساعد في أحد الجامعات....  كيف ذلك تساءلت أنا ؟؟؟؟
مرت الأيام وعرفته كما عرفته جدتي حيث كانت ترسل له دائماً مما تطبخ ،، وعندها تقدم لخطبتي..  ترددت في البدايه ، ولكني وافقت وقلت وما الضرر في ذلك ،، فقط عيناه مغمضتين.... 

تزوجنا ودعيت إخوتي لحضور حفل زفافي ،، طبعاً كانت ابتساماتهم مرسومه علي وجوههم هذا هو  مصيرك ،، وتساءلوا أين دعوات أبيك المُسن لكِ ؟؟؟ لم أُعير لحقدهم إهتماماً.... فما أبحث عنه ليس آله وإنما قلب وهو يملكه
مرت أيامي معه علي خير ما يكون ،، كان هو بصيرتي ، وكنت أنت نور عينيه الذي ذهب ،،،  أنجبت منه ثلاثة أولاد ،، ترك لي حُرية اختيار أسماءهم فأسميتهم عمر وعثمان وعلي...  فسألني لماذا تلك الأسماء ؟؟ فأخبرته لتكون تلك العيون الثلاثه سندك في الحياه فأنت لا تكفيك إثنتين....  كنت أُربي أولادي وإخوتي في بالي دائماً ماذا لو أصبحوا مثلهم في الجحود والنكران... عندها لن يصمد أحمد كثيراً.... 
كنت دائماً أدعو الله أن يُرّبيهم لي ،، ويقر بهم عيني وعين والدهم...  وفعلاً لم يسوءني الله فيهم.... 
أخبرتهم بأن إذا وضعتهم الحياه وسط إختيارين وكان أحدهم أبوهم فبغض النظر عن إمتياز الإختيار الثاني سيُرّجحون كفة أبيهم....  وفعلاً فعلوا ذلك..... 
كانوا ثلاثة أعمده له ،،، كانوا له عُكّازاً ثاني ،،  كل شئ لم يُسعفني الحظ في شرحه له وكيف يبدو هم فعلوا ذلك ،،
كانت مواعيد أدويته هي مواعيد مُقدٍسه بالنسبه لهم ،، وفي مره زارني أخي الكبير ولم تكن عادته تلك ،، جلس معنا حتي جاء موعد الغداء وأراد الذهاب ولكني أصررت عليه ليبقي ليتناول غدائه معنا...  جهّزت كل شئ وعندما ناديت عليهم ،، خرج ثلاثتهم حيث يجلس والدهم مسرعين كل منهم يريد إحضاره إلي السفره تنظر لهم فلا تمتلك إلا أن تبتسم من منظر ثلاثة رجال يحيطون بكفيف ضعيف يتسابقون أيهم يحظي بمسكه.....  عندها لاحظت لمسة حزن علي وجه أخي ،، فزوجي لم يكن بحاجه إليهم فهو يعرف طريقه إلي السفره جيداً ،، بينما أبوه لم يكن يستطيع دخول الحمام وحده.....  مفارقه عجيبه.... 
وعندما انتهينا من الغداء كعادته أحمد شكرني علي الأكل وقبّل أبنائي يدي وقالوا لي : سلمتِ ملكة بيتنا... وزوجة أميرنا..  كانوا يدللونا كثيراً..... فعلاً عوضني الله أكثر مما تمنيت يوماً.... 
وعندما هم أخي بالمغادره ربت علي يدي وقال : لقد دعي لكِ أبيكِ كثيراً وها هي ثمرة دعائه ،، أربعة رجال يحتوكي وكأنكِ آخر إمرأه بالعالم.... بينما أولادي أكاد أشحت زيارتهم... فنظرت له وهمست لنفسي كما تُدين تُدان أخي ،، فدعائي لك لن يمنع قدراً من أن ينتقم..... 
وعدتِ لأجد رجال بيتي يبتسمون لي فاندسست وسط جمعهم وأخبرتهم ما أجمل رائحتكم فهي تشبه رائحة أبي....

تم نسخ الرابط