ابنه القاضى والفتى الفقير
على غيابك سنوات وأنا في أسوأ حال حتى كدت أيأس من رجوعك
أجابها لن نفترق بعد الآن يا أمي أعدك بذلك ثم فتح جرابه وأخرج لها الهدايا والعطور التي إشتراهامن الهند و العراق وأراها الياقوت فتحيرت من كثرة الخير الذي جاء به من سفره.
وفي الغد أحضر البنائين فوسع الدار وجعلها على ثلاثة طوابق حتى صارت كالقصر وكساها بالزرابي و أفضل الأثاث وجعل فيها الخدم والحشم ثم افتتح له دكانا كبيرا لبيع التوابل واشترى سفينة لتجلب له بضائع الهند وتحسنت حاله حتى أن جيرانهم لم يعرفوه
أجابه أنا الذي خطبتك في ابنتك واشترطت حكاية الذي يبيع الجوز بلطمة على خده لحسن التطواني وقد جئتك بها وبكيس جوز من عنده وما تراه على الإبل هو مهر إبنتك وفيه طرائف من البلدان التي ډخلتها
وأنا أبحث عن تلك الحكاية العجيبة
كان القاضي يستمع وقد أخذته الدهشة ولما أتم الولد الكلام قال إنما طلبت منك هذه الحكاية لأرى حرصك على بنتي فإني حلفت أن لا أسلمها سوى لمن يعرف قدرها
قال الولد إبنتك في قلبي وكلما تطلبه تناله
أجاب القاضي لا أشك في ذلك يا ولدي
في المساء حضر الشيخ وعقد قرانهما وبعد أسبوع أقيمت الأفراح في قصر التاجر الولد الفقير الذي أصبح يلقب بالفضي لكثرة ما عنده من دراهم
وأصبح الناس يقصون حكايته ويقولون أنه وجد كنزا كبيرا في الصحراء بعد أن كان فقيرا معدما لكن ما لا يعرفونه أن الكنز الحقيقي هو الصبر والاعتقاد في النجاح ولأن ذلك الولد الفقير سعى وراء الحلم الذي رآه ذات ليلة
وحاولوا تدبير مکيدة له عند السلطان يتهمونه فيها بالتآمر مع أعډائه
في أحد الأيام بعثوا له تحفة جميلة من العاج في داخلها رسالة لكن جاء لص وسرقها وهرب ولما لاحقه الجنود ړماها فانكسرت وظهر محتواها
وكانوا لا يملون منها وهو أيضا لا يمل من روايتها لأولاده فبفضل حكاية تحول من ولد فقير إلى أغنى تجار وصديق السلطان الذي أعجبته مروءته فسبحان الله الذي رزقه من حيث لا يعلم وجعل له أسبابا ليتم عليه نعمته وفضله.
شكرا على المتابعة وإلى اللقاء في حكاية جديدة