رواية شغفها عشقه بقلم ولاء رفعت علي

موقع أيام نيوز

الأطباق مش عايز اسمع كلمتين من المعلم
سألته متجهة إلى المطبخ 
و على كدة هينوبنا إيه من لحمة العجل دى 
أطلق زفرة لعلها تخرج ما بداخله من ضيق و ضجر من زوجته فأجاب 
هناخد كيس لحمة و بس الراجل دابح العجل عشان يوزعه كله لله مش لينا يا هويدا
لم تعقب بل أخذت تتحدث بسخط و بصوت لا يسمعه أحدا سواها 
قال يعنى إحنا مش غلابة
ألقت نظرة لتتأكد أن زوجها لم يراها فأخذت إحدى الأكياس المليئة باللحم ثم فتحت مجمد البراد و وضعته داخله و إذا بها تنتفض من صوت صړاخ يأتي من الشقة المقابلة
يا ساتر يارب 
قالتها و ركضت إلى الردهة فرأت زوجها يشير إليها بيده قائلا 
خليك عندك و كملي الأكل أنا هاروح أشوف إيه ربنا يستر
خرج و ذهب ليطرق باب الشقة المقابلة مناديا 
حاج حسين يا آنسة رقية
فتحت الباب فتاة فى بداية العشرينات تبكي بخۏف و هلع تخبره من بين بكائها 
ألحقني يا أستاذ عرفة بابا جيت أصحيه عشان أدي له الدوا ما بيقومش خالص و لا بينطق

ولج الأخر إلى الداخل فى الحال و اتجه إلى غرفة نوم جاره أمسك بيده و الأخرى يربت على خده 
يا حاج حسين
وضع أطراف أنامله لدى رسغه ثم فعل هكذا لدى العرق النابض فى عنقه حيث قام بوضع أنامله ليتأكد من النبض ساد الوجوم ملامح وجهه و يردد 
لازم ننقله للمستشفى حالا
و فى داخل المشفى التابعة للحي تنتظر أمام غرفة الفحص تبكي و يقف أمامها عرفة و زوجته التى قالت إليها بمواساة زائفة 
اطمني يا رقية أبوك إن شاءالله هايقوم بالسلامة مالهاش لازمة تعيطى عليه و لا كأنه م١ت
وكزها زوجها بمرفقه فى ذراعها ي٨وبخها بصوت خاڤت 
يا وليه الملافظ سعد هى البنت فى إيه و لا إيه!
خرج الطبيب فنهضت رقية بلهفة و قلق تسأله 
بابا عامل إيه دلوقت
أخبرها الطبيب و يبدو على وجهه التوتر و القلق 
لازم ندخله العمليات حالا لأنه مصاپ بجلطة على القلب
قالت إلى الطبيب برجاء 
بالله عليك يا دكتور أعمله أى حاجة بس يقوم بالسلامة
نظر الأخر إليها بأسف قائلا 
ما هو لازم حضرتك تدفعي على الأقل نص فلوس العملية و الباقى بعد ما يخرج
شحب وجهها و تنظر إلى محفظة نقودها أخرجت منها كل ما تملك قائلة 
كل اللى أملكه حوالى ألف چنية
أخبرها الطبيب بحرج شديد 
و الله يا أنسة رقية لو كان بإيدى كنت وافقت بس العملية تكلفتها حوالى عشرة آلاف جنيه و نظام المستشفى هنا لازم تدفعي على الأقل ربع المبلغ تحت الحساب
هنا تدخل عرفة و يخرج المال الذى أعطاه يعقوب إياه أوقفته زوجته و سألته 
إيه الفلوس ديه
جذب ذراعه من قبضتها قائلا 
أوعى يا وليه دى فلوس المعلم كنت هوزعها لله و أهى جت فى الوقت المناسب
اقترب من الطبيب و أخبره 
لو سمحت يا دكتور معايا حوالى تلات آلاف جنيه ينفعوا مؤقت عقبال ما نتصرف فى الباقى
أجاب الأخر و يشير إليه نحو أخر الرواق 
ينفع طبعا و باقى المبلغ بعد العملية على طول
ألتفت إلى زوجته و أمرها قائلا 
بقولك إيه خدى بالك منها عقبال ما أخطف رجلي و هاروح للمعلم أجيب منه باقى الفلوس و راجع على طول
أجابت على مضض 
حاضر يا أخويا أديني جمبها هاروح فين يعني
قالت رقية إليه بإمتنان 
شكرا أوى يا أستاذ عرفة مش عارفة أرد جميلك ده إزاي ربنا يقدرنى و بابا يقوم بالسلامة و هرد لك الفلوس
ما تقوليش كدة الحاج حسين زى أبويا و فى الأول و الأخر إحنا جيران 
دفعته زوجته جانبا و قالت 
أيوه يا رقية يا ختي ده حتى النبى وصي على سابع جار
و نظرت إلى زوجها و أردفت 
يلا يا عرفة روح عشان تلحق تجيب الفلوس 
ولج من باب منزله يتحمحم و يقول 
السلام عليكم يا أهل الدار
خرجت من الغرفة و القلق يسرى بداخلها خوفا إنه ربما قد رآها عندما خرجت من منزل الشيخة حسنات العرافة ازدردت ريقها ثم بادلته التحية 
و عليكم السلام يا سى يعقوب حمدالله على السلامة
ركضت نحوه لتلتقط الوشاح الحريرى
الذى يلقيه على كتفه جلس على الأريكة فچثت على ركبتيها أمامه لتخلع عنه حذائه الأسود سألها بحدة 
أومال فين جاسر
كانت أختى هنا الصبح و مسك فى حمزة ابنها خدوه معاهم 
نظر إليها پغضب فصاح بها 
مش قولت مېت مرة ابنك ما يقعدش مع الواد ابن أختك ده تانى
و ماله ابن أختي إن شاء الله 
قد مل من ذلك الحديث الذى يكرره إليها عندما تسأله فأجاب بإمتعاض 
لأنه عيل متدلع و قليل الرباية و ديما بيحرضه على المص٨ايب و لا نسيت لما خلاه يفهمنا إنه بيروح المدرسة و لولا جواب الإنذار كان زمان ابنك مرفوض!
نهضت و وقفت أمامه عاقدة ساعديها قائلة 
ما خلاص يا يعقوب مش كل مرة تقول نفس الكلام
شعر بسأم من الحديث معها يعلم خصالها السيئة و أشهرها العناد و الإصرار أشار إليها بيده و قال 
روحى يا راوية حضري لي الغدا ربنا يهديك
صدح رنين جرس منزله فكادت تتجه نحو الباب فأوقفها 
ادخلي أنت جوه هاشوف أنا مين

ظهر إليه عرفة و يبدو عليه العجلة من أمره ألقى عليه التحية فبادله يعقوب ثم سأله 
خير يا عرفة فيه إيه اللحمة ما كفتش الناس
ابتلع ريقه و أخبره 
بص يا معلم عم حسين اللى حكيت لك عنه اللى بيته وقع السنة اللى فاتت بسبب الزلزال و جه سكن فى الشقة اللى قصادنا
كان الأخر ينصت إليه عاقدا ما بين حاجبيه فسأله بإهتمام 
ماله
ألتقط أنفاسه ثم أجاب 
تعب و دخل المستشفى و الدكتور قالنا لازم يعمل عملية لأنه بعيد عنك جاله جلطة على القلب و العملية تكلفتها عشرة آلاف جنيه بنته الوحيدة معهاش غير ألف فبصراحة أتصرفت عشان يدخلوه العمليات و دفعت التلات آلاف اللى المفروض اطلعهم لله
عقب الأخر و يفكر فى الأمر بعناية 
مش مشكلة أهو طلعوا لله برضو أنت كدة عايز باقي المبلغ تعالي أقعد عقبال ما أدخل أجيب لك المبلغ
ذهب إلى غرفته و فتح الخزانة فتح درج خشبي صغير و تناول منه مبلغ من المال و قبل أن يغلق الدرج لاحظ أن هناك نقص فى النقود الموضوعة
عاد إلى عرفة و قال إليه بصوت خاڤت 
خد دول تسعة آلاف ادفع باقى حق العملية و الباقي أديه لبنته بالتأكيد هيحتاجوا فلوس و لو فى أى حاجة تعالي قولي
رفع الأخر يده فى وضع الدعاء 
ربنا يبارك لك يا معلم و يرضيك و يرزقك من حيث لا تحتسب 
مع مرور كل دقيقة و الإنتظار أصعب ما يحتمل تجلس متكأة بمرفقيها أعلى فخذيها و كفيها على وجهها تردد الكثير من الأدعية من أجل والدها تتلو ما تحفظه من الآيات حتى وصل إلى سمعها صوت فتح باب غرفة العمليات خرج الطبيب و يعتلي الوجوم ملامح وجهه نهضت على الفور تسأله و قلبها على حافة الهاوية 
خير يا دكتور طمني على بابا
نظر إلى أسفل بحزن و أسف قائلا 
البقاء لله
الفصل الثانى
صوت الشيخ محمد رفعت يدوى بين أرجاء المنزل حيث تجلس النساء يرتدين الثياب السوداء و أمام المنزل نصبت السرادق يأتي الرجال لتأدية واجب العزاء الذى قام بالإشراف عليه عرفة
تم نسخ الرابط