قصة جارى وصندوق القمامه
المحتويات
رأيت رجلاً من جيراننا يوماً بعد صلاة العصر يقف عند صندوق القمامة ثم مدّ يده وأخذ شيئاً وأدخله بيته،
قال : ففزعت لما رأيت بجاري وقلت لعله محتاج وأنا لا أعلم،
فعزمت على زيارته والتعرف على حاله وسؤاله عما رأيت منه.
ولما زرته رحب بي ورأيت منه حالاً حسنة وغنى ظاهراً
فسألته عما شاهدته،
فقال : لقد رأيت طعاماً في القمامة صالحاً للأكل فتأثرت لرميه وآثرت أن آخذه وأكرمه عن أن يوضع في هذا المكان المهين.
، وأن لا أترفع على طعام مهما كان حاله، واسمع قصتي:
مرت بي سنة وأنا بمكة أصابني فيها فقر عظيم ولم يكن عندي حينها عمل وكانت لي زوجة وابنة،
وكنت أخرج من الصباح أبحث عمن يؤجرني أو يستعملني أو يعطيني شيئاً فلا أجد فآوي إلى بيتي وليس بيدي شيء
ومرت بنا ثلاثة أيام لم يدخل أجوافنا شيء، ففكرت في أمري فانقدح في ذهني أمر لا يخطر ببال حر ألبتة
، ثم لم ألبث أن فاتحت به زوجتي،
قلت لها: حتى متى نبقى ونحن ننتظر الم.وت !!. والجوع قد أقضّ مضاجعنا وأرهق أبداننا وهذه ابنتنا أقلّ منا صبراً،
فأنكرت عليّ وخوفتني بالله، فما زلت بها أجادلها حتى رضخت ورضيت،
وجهزتها لي فأخذتها وذهبت بها إلى السوق.
فمر بنا رجل من البادية فنظر إليها فأعجبته واسترخص ثمنها ،
عندما أخذت الدراهم عدوت مسرعاً إلى سوق التمور أشتري زنبيلاً من التمر نملأ به بطوننا
، فاشتريت زنبيلاً بدرهمين،
وطلبت من الحمّال أن يتبعني به فليس بي طاقة على حمله من شدة الجهد وألم الجوع، فسبقته،
فلما وصلت بيتي الټفت فلم أجد الحمّال خلفي فرجعت أبحث عنه فلم أجده،
متابعة القراءة