حوريتى بقلم مارينا عبود
المحتويات
انك زعلان مني وليك حق.. رغم اني ماكنتش اعرف بالمصاېب اللي عملها الكل... ده غير دلوقتي.. عارف اني غلطت زمان معاك بس ربنا العالم انا حاولت قد ايه اكفر عن غلطي.. بدليل اني لما حسيت بس بميل حسين لشروق بنت شاكر وميلك انت لفجر.. جريت بسرعة وطلبتهم من غير انتظار.. رغم معرفتي القديمة بصلة قرابتهم مع بدر الصعيدي ومراته وبنته..
بقولك ايه ياحج.. قفل على كلامك ده عشان ما انا ماعنديش مرارة اسمع .. تمام.. وعن اذنك بقى عشان ماشى .
نهض ليغادر سريعا ولكن نداء ادهم بإسمه اوقفه ليردف قائلا برجاء
كدة على طول خارج ياعلاء! دا انا مصدقت اشوفك يابني وماصدقتش فرحتي لما حكالي الواض حوكشة على اللي عملته في سعد.. عشان تاخد بتارك منه
وانت بقى افتكرت اني طفيت ڼاري بضربه فاهصفالك انت بعد كدة لا أصحى ياحج ..انا دخلت المحل هنا عشان بس مكسفكش قدام الرجالة.. لكن اللي في قلبي ناحيتك مازال موجود وماتغيرش.. فاهم ياوالدي .. موجود وماتغيرش .
بصق كلماته الاخيرة وخرج مغادرا على الفور.. تاركا أدهم يعض اصابع الندم من خلفه
سيبته! ېخرب بيتك .
صاحت بها مجفلة نحو صديقتها الجالسة أمامها بجمود تتلاعب بيدها مكان خاتم خطبتها.. وقالت
هو دا اللي كان لازم يحصل من الاول.. اساسا احنا مكناش لايقين على بعض .
ردت مستنكرة
مش لايقين ليه بقى ياغبية هو انتي يابت اټجننتي ولا عقلك طار منك بقى اغيب عنك يومين ياسحر الاقيك تنيلي الدنيا
مكانش نافع يافجر.. انا حاولت لكن مافيش فايدة.. هو من عالم وانا من عالم تاني.. هو منفتح وانا مقفلة هو شكله وسيم ومهتم بنفسه وانا ابلة عجوزة في نفسي .
لكزتها بقبضتها على كتفها قائلة بحزم
بس يابت اسكتي وبلاش عبط.. انتي مشيتي ورا كلام الناس اللي استكترته عليكي وهزوا ثقتك في نفسك.. قولتلك من الاول.. فوقي لنفسك ياسحر.. رمزي بيحبك .
ماعدتش له فايدة خلاص .. ببحبني بقى ولا بيكرهني.. اهو كل واحد راح لحال سبيله .
هزت رأسها برفص
انا مش مصدقة كلامك ده ومش متخيلة ابدا ان دي تكون النهاية.. اكيد في حل.. فاهمة .
مطت شفتيها بعدم اقتناع فلكزتها مرة أخرى على ذراعها بغيظ
والنبي الله يخليكي بلاش الامبالاة دي انا مش ناقصة.. هو انا هاخلص من المصاېب دي بس امتى ياربي.
ليه هو الأستاذ علاء لساه برضوا زعلان من والده
زفرت بتعب
والنبي ياختي ماتجيبي سيرته ولا تفكريني بيه.. دا خرج......
قطع جملتها اتصاله.. فضحكت سحر ساخرة
مش عايزاني افكرك بيه طب اهو اتصل ياختي يفكرك بنفسه.
تحمحت تقول بإحراج وهي تتناول الهاتف
رغم اني متغاظة منه بس ماينفعش اسيبه يرن صح.
ردت سحر ساخرة
عندك حق فعلا... عيب !
ضړبتها بقدمها وهي تنهض على ساقها.. فتاوهت الأخرى.. اشارت لها لتخفض صوتها قبل أن ترد بجمود تحول للهفة وقلق
الووو...... اهلا بيك ياعلاء............انت بتقول إيه ياحبيبي ........... لا طبعا انا هستأذن واجيلك حالا.......بلا مدرسة بلازفت .
اغلقت المكالمة وهي ترفع اشيائها على عجالة .. طب احنا نكمل كلامنا بعدين ياسحر.. عشان
معايا مشوار مهم ...ماشي ...
نظرت في أثرها وهي تردد بمرح
ماشي ياختي ماشي.... اه ياجبانة.
........... ................. ...
ااااه... براحة يابت.
صړخ بها نحوها وهي تضغط بالقطنة والمطهر على خدوش وجهه والكدامات ..تمتمت ترد بتركيز
اصبر شوية واتحمل ياسعد.. دا لسة باقي كتير.
جز على أسنانه من الألم يقول
لسة إيه تاني انا تعبت وماعدتش متحمل .
تنهدت قانطة وهي تلتف للجهة الأخرى تتناول قطنة أخرى وتضع عليها المطهر
يعني اعملك ايه ما انا بحاول اخلصك اهو.. بس انت وشك متبهدل خالص ومافيهوش مكان سليم .
وشي بس!
قالها وارتجف وجسده يستعيد هجوم علاء عليه وهو يزأر كالۏحش. يكيل له بالضربات واللكمات على جميع جسده..دون رأفة ورحمة بجسده الصغير .. بمقارنة بجسده الضخم .. لقد مرت هذه اللحظات المريرة لتذكره بمأساته وهو صغير قبل أن يحظى بحمايته.. لينقلب عليه الوضع الان وهو كبير .. وينال من كرامته وكبرياءه الذي صنعه لنفسه طوال السنوات الماضية.. الإهانة في ضربه وهو ېصرخ لكي يهب أهل الحارة في نجدته لعدم استطاعته صد ضړبة واحدة منه.. هو الذل بعينه.
هو انت پتبكي ولا إيه ياسعد
أجفل من شروده ليمسح بطرف قميصه دمعة هاربة من عينه.. تحمحم يتكلم بخشونة
دي بس من الۏجع الشديد في كف إيدي.
ردت مستنكرة
يابن الناس ما انا قولتلك من الأول روح المستشفى وانت اللي مردتش .
صاح عليها رافضا
ومش هاروح يانرمين.. مش عايز حد يشوفني ولا الاقي شفقة من حد.. من هنا للصبح لو ماتحسنتش هاروح لدكتور براني اطمن واشوفها .
اومأت برأسها تتابع ماتفعله لتتجنب غضبه .. فسألها
هي البت دي لساها برضوا مرجعتش ولا في عنها خبر
قصدك أمينة.. لا مارجعتش ياسعد بس انا خليت خالتي تتصل بيها.. ردت عليها لكن ماقالتش برضوا عن مكانها .
اخرج سبة من فمه زافرا قبل ان يرد
مسيرها توقع تحت إيدي بت ال...... وان ماكنت ادفعها التمن غالي هي والزفت حسين مابقاش انا .. مدام كدة كدة خرابانة يبقى انتقم لنفسي صح بقى قبل ما اهج واهرب من هنا خالص.
أوقفت ماتفعله لتسأله برجاء
وانا كمان هاتلاقيلي متوى اهرب ليه ياسعد .
اومأ برأسه
هالاقيلك يانيرمين.. مدام انت شاطرة وبتسمعي الكلام
...... .
ترجلت من سيارة الأجرة أمام البناية التي تقطنها والدتها.. وهي تتحامل على الام جسدها وذراعها معلق برباط طبي.. لفتت اليها انظار البشر الفضولية في منطقتهم من رجال ونساء اعتادت على نظراتهم المزدرئة لها ولوالدتها المعروفة لديهم مهنتها ولكن لا يجرؤ أحد على مواجهتها ولا الإحتكاك بها لسلاطة لسانها ودنو اخلاقها في الرد.. بصعوبة تمكنت من اعتلاء الدرج الأسمنتي حتى وصلت لشقتهم وقبل أن تمتد يدها نحو جرس المنزل.. تفاجأت بفتح الباب وخروج إحدى الفتيات الغريبة عنها تتفوه لمحدثتها في الداخل
من عنيا ياأبلتي.. اتصلي انت بس في المصلحة وانا تحت أمرك.
رمقت أمينة بنظرة مندهشة قبل أن تتخطاها لتخرج وتردف بصوتها العالي ساخرة
دا باين جايلك وارد جديد يا ابلتي.. بس دي متكسرة خالص ياعيني ههههه
نظرت في أثر الفتاة أمينة بقرف وهي تغادر وتنزل الدرج.. قبل أن تلتف لداخل منزلهم فوجدت والدتها أمامها اتت لترى ماتقصده الفتاة هتفت متفاجأة بإسمها.. قبل أن تشهق وټضرب على صدرها بجزع
يانهار اسود.. إيه اللي حصلك يابت
ردت بسأم وهي تلوح بيدها لمساعدتها
والنبي ياما دخليني الأول وبعدين اسألي.
اقتربت محاسن تلف ذراعيها حول ابنتها لتساعدها وهي تتمتم بتأنيب
تغيبي تغيبي وترجعيلي بمصېبة.. نفسي في مرة واحدة بس تفرحيني بدخلتلك عليا.
تأوهت پألم قائلة
والنبي دخليني الأول ياما.. هو حرام تدخليني من غير ما تأنبي ولا تقطمي فيا.. طب راعي حتى تعبي.
مصمصمت تلوك بفمها وهي تغمغم
خشي ياختي خشي.. وانتي من امتى بس الكلام كان بيجيب فايدة معاكي!
..................................
بداخل غرفتها كانت تتحدث في الهاتف حينما سمعت جلبة في الخارج.. اتجهت بخطوات خفيفة حتى وصلت الى الباب تفتحه بمواربة.. لتتبين صدق ظنها حينما رأتها تدلف مع والدتها.. همست لمحدثها
متابعة القراءة