حوريتى بقلم مارينا عبود

موقع أيام نيوز

وحشتني لياليكي.. دا انا مصدقتش نفسي لما عرفت من صحابي انك رجعتي من تاني.. ربنا يخليلنا خالتي محاسن يارب.
ازداد نفورها منه ومن رائحة التبغ الفائحة من فمه وهو يجول بشفتاه على وجهها وعنقها دون استئذان.. حاولت مجارته كي تكسب بعض الوقت قبل ان تتمكن من الهروب منه.. وقد فهمت مضمون كلماته فلا تستطيع الصړاخ او المقاومة مع رجل كانت تعرفه قديما وتعرف حجم اجرامه و في بيت كهذا ومع امرأة مثل خالتها قبصت الثمن
طب خليني افوق الأول ولا اقوم اغسل وشي.
لا

انتي كدة حلوة اوي.
اردف مابين قبلاته وهي تفكر في حجة اخرى ولكنها انتبهت على صيحات وصرخات تأتي من خارج الغرفة وقبل ان تستوعب تفاجأت باندفاع باب الغرفة بقوة ليدلف امامها لداخل الغرفة رجلين عرفتهم جيدا من هيئتهم فلطمت على وجهها تهتف بجزع 
يانهار اسود بوليس.
...............................
في اليوم التالي 
وهي داخل زنزانة النساء كانت تبكي وتنوح بجوار خالتها وبقية الفتيايات والنزيلات ينظرن لها بحنق من صوتها العالي والمزعج في الندب.
منك لله ياخالتي منك لله.. ضيعتي مستقبلي ولبستنينى مصېبة وانا اللي طول عمري عايشة ورافعة راسي.. منك لله ياخالتي منك لله .
مصمصت محاسن تعوج شفتيها باستنكار
ياختي ماتفضيها بقى.. عمالة تدعي عليا من امبارح .. دا اللي يسمعك كدة يقول انك شريفة بحق
هبت عليها صاړخة
ايوة شريفة ياختي.. ولولا عملتك انت السودة والداء الزفت اللي فيكي ماكنتش هاتحط في المصېبة دي ولا اقعد القعدة دي جمبكم.
لوحت بيدها عليهم فتجاهلتها محاسن تشيح بوجهها عنها.. تابعت پصرخة اكبر 
بس انا اللي عايزة افهموا منك دلوقتي بالظبط ايه اللي دخل اسماعيل سبرتوا عندي ودخل الرجالة مع النسوان في بقية الأوض وانا منبهة عليكي ان مافيش شغل في البيت ماطمرش فيكي الفلوس اللي بديهالك عشان تنبطي وتسمعي كلامي.. دول هما يومين وكنت هاسيبك.. مكنتيش قادرة تصبري
نفخت محاسن من انفها بعمق ثم ضړبت بكفيها وهي ترد بحدة
لا ياختي كنت صابرة وساكتة.. بس اعمل ايه بقى ليلة امبارح لقيت اسماعيل ورجالته دخلوا عليا فجأة وقالي عايز بنات للرجالة وانت كان جايلك مخصوص.. وقبل ما افتح بقي لقيتوا رمى الفلوس في حجري ودخلك .. هاقدر اوقفوا ازاي ده بقى قوليلي وانت عارفاه ولا نسيتي
فغرت فاهها تستوعب فحوى كلماتها ولكنها اجفلت على نداء رجل الأمن بإسمها.. وقبل ان تنهض تذكرت تسأل محاسن وعيناه تجوب جميع النساء حولها
هي البت امينة فين هي مجاتش معانا ولا إيه
امينة ياختى كانت عند الدكتور امبارح بتفك تجبيرة دراعها.
..................................
دفعها رجل الأمن بخشونة وقوة داخل غرفة الظابظ حتى كادت ان تقع غمغمت حانقة ببعض الكلمات النابية نحوه قبل ان ترفع رأسها للدخل فاصطدمت عيناه بعيناه ذات النظرة الصقيرة.. ارتدت للخلف پخوف لتفاجأ بظابط الامن وهو ينهض مغادرا
خد وقتك ياحج بس ياريت ماتتاخرش
اردف الظابط ليخرج على الفور.. تبعته هي بعيناها وكانها تترجاه لعدم الذهاب وتركها معه.. حينما صفق الظابط الباب أجفلها الاخر بندائه 
ايه باعين خالتك مكسوفة ماتبصي في وشي ولا إيه
الټفت اليها منتفضة وهي بجوار الباب.. هتف عليها بامر
اتحركي يابت من جمب الباب وتعالي هنا.
انصاعت مضطرة تتحرك بأقدام مرتعشة حتى وصلت للمكتب أمامه ..وهو يتفحصها مضيقا عيناه.. انتظرت أمامه للحظات مروا عليها كالدهر.. مطرقة رأسها وهو يتلاعب بسبحته بهدوء مريب.. فتحت فاهاها لتقطع الصمت ولكنها انتفضت مرتدة للخلف حينما وجدته ينهض عن مقعده
والنبي ياادهم أنا ماعملت حاجة والتهمة دي متلفاقالي ظلم .
اردفت بها وهي تنتفض من الخۏف أمامه لتفاجأ به متبسما بزواية فمه قائلا
انه تهمة بالظبط يانرمينخطڤ شروق ولا خېانتك واستغفالك ليا مع سعد ولا تهمة امبارح لما العساكر جرجروكي من حضڼ حبيبك القديم اسماعيل اسبرتوا 
فغرت فاهاها پصدمة وانفاسها تتلاحق بحدة لا تقوى على الدفاع عن نفسها أمامه والخۏف شل تفكيرها.
امال برأسه نحوها وعيناه تطلق شررا عليها
مكنتيش متوقعة صح 
صمت قليلا واصبح ينتفس بخشونة من انفه يحارب للسيطرة غضبه 
بقى انا.. ادهم المصري اللي يتهزلوا شنبات تيجي واحدة زيك وتعمل معايا كدة تعرفي يابت لولا بس اني عامل حساب سمعة عيالي لكنت دفنتك حية مع الكل.... اللي اسمه سعد.. احمدي ربنا بقى انك هنا اهو تكفري شوية عن ذنوبك.
هم ليتحرك ولكنه استوقفته تتكلم بتلعثم
هو انت.. عرفت اسماعيل منين
قال بسخرية 
تاريخك يامحترمة هو اللي دلني عليه.. و من خلاله عرفت بحكاية خالتك اللي اول مااسماعيل رمى في حجرها الفلوس.. كان هاين عليها هي نفسها تخدمه .
بس انا مراتك وسمعتي من سمعتك.
اردفت بتحدي فحرك رأسه هو بسأم 
هو انت فاكراني اهبل يابت انت مطلقة غيابي من ساعة مامشيتي.. يعني ماتخصنيس بشئ دلوقت من قريب ولا من بعيد.. والمهم بقى قبل ما انسى وامشي.
على حين غرة تفاجات بصغعة قوية منه على وجنتها كادت ان تسقطها أرضا لولا أنها تماسكت..
دي بقى عشان شروق مرات ابني ستك وتاج راسك. 
اردف بها قبل ان يخرج ويتركها تشهق باكية الم الخسارة لكل شئ .
............ ........................
في نفس مكان الأمس كان جالسا عصام حول الطاولة الخشبية ولكن هذه المرة كان بجانبه علاء الذي كان ېدخن بشراهة وفي الناحية الأخرى فجر وهي كالتائهة تنظر امامها بشرود في اننظار القادم .
قطع الصمت عصام 
ايه الحكاية ياجماعة هو انتوا واكلين سد الحنك انهاردة ولا إيه
في ايه عصام مالك بس
قالها علاء بسأم فرد الاخر
يابني ماانا عمال ارغي وماحدش معبرني خالص لا انت ولا الست فجر.. اللي كانت بتجري ورا العيال امبارح وكأنها زيهم.
رمقت علاء بنظرة ذات مغزى قبل ان تجيب 
معلش ياعصام.. ماهو امبارح كان شئ والنهاردة شئ تاني.. ويعالم بكرة هايبقى آيه
تجاهل علاء نبرتها المتهكمة ورد عصام وكأنه يريد طمأنتها
ان شاء الله خير يافجر.. ربنا ما بيجبش غير الخير.
السلام عليكم .
ارتفعت رؤس الثلاثة فجاة نحوها بعد أن أتت بطفلها كالعادة.. 
ردد عصام وفجر التحية اما علاء فتصلب مكانه مسهما بها وكأنه لايصدق وقوفها امامه .
اتأكدت بقى انها عايشة.
قالتها فجر بنبرة على وشك البكاء وهي ترى نظراته المركزة عليها .. وتابعت .
اقعدي يافاتن هو انت هاتفضلي واقفة ولا إيه
خلعت نظارتها فظهر كامل وجهها وهي تجلس امامهم وسألته
عامل ايه ياعلاء.
اومأ برأسه نحو الصغير
ماشاء الله.. ابنك ده
تدخل عصام بدعابة
امال يعني هايكون ابن الجيران مثلا في آيه علاء انت مش شايف الشبه 
اومأ بشبه ابتسامة قائلا
معلش ياعصام ممكن تقوم انت وفجر خمس دقايق بعيد عن هنا.
تفاجأ الثلاثة بمطلبه وكان الرد سريعا من فجر التي قامت منتفضة 
يالا بينا ياعصام .. خدوا راحتكم 
قالت فلم تنتظر عصام فقد تحركت مسرعة ذاهبة ما أمامهم.. اسرع عصام خلفها 
استني يافجر.. هو انت مركبة قطر في رجليكي
تتبعتهم فاتن بعيناها ثم اللتفتت اليه سائلة
هو في إيه بالظبط وانت مشيتهم ليه
تجاهل الرد وسألها 
انت عاملة إيه يافاتن 
..................................
على طاولة أخرى بعيدة عنهم بمسافة كافية جلست مع عصام على مضض بعد أن كانت مصممة على المغادرة من النادي.. تقضم على اطراف اظافرها وتهز بأقدامها تحت الطاولة دون ان تشعر بنفسها
براحة يافجر على نفسك.. هو إيه اللي حصل بس عشان تتعصبي كدة 
قال عصام وكان ردها بتشنج
لهوا انت مش واخد بالك دا
تم نسخ الرابط