الجده والحفيد
له
يا حداد يا خبير..
يا نافخ الكير أعطني فأسا.
وقف الحداد مسح عرقه بقفا كفه
ثم قال أمعك نقود
أدخل الحفيد كفيه في جيبيه وأخرجهما فارغتين. وقال
لا.. أنا لا أملك نقودا.
رد الحداد متعجبا
إذا.. كيف سأعطيك الفأس!
دمعت عيناه واستدار راجعا..
فناداه الحداد
يا فتى.. تعال احك لي ماهي قصتك.. ولماذا تريد الفأس
مسح الصبي دموعه بطرف كمه ونشق قائلا جدتي ڠضبت مني.
ذهبت إلى التنور فطلب حطبا والحطب في الجبل والجبل بحاجة إلى فأس والفأس موجودة عندك.
ابتسم الحداد اقترب من الصبي مربتا على كتفيه قائلا
ما دمت تريد إرضاء جدتك فأنا سأعطيك الفأس لكن.. بشرط.
سأل الصبي متلهفا
ما هو
قال له الحداد
أن تساعدني بصنعه.
هز الصبي رأسه بحماس وقال
أنا موافق.
وعندما انتهيا من صنع الفأس حملها الحفيد شاكرا.
ركض إلى الجبل احتطب.. وضع حزمة الحطب والفأس على ظهره ومشى صوب التنور.
أوقد التنور وعجن العجين ثم رقه. ولكن عبثا حاول صنع رغيف.
فمرة.. يصنعه ممطوطا ومرة.. مثقوبا وأحيانا كثيرة يحرقه فيصبح أشبه بقطعة فحم.
ما أغباني..حسبت الأمر سهلا. والأن ما العمل كيف سأرضي جدتي
شعر فجأة بيد تمسح على شعره..
الټفت.. فرأى جدته مبتسمة وتقول
أظنك قد تعلمت درسا مفيدا ولقد رضيت عنك وسامحتك.
تعال ساعدني لأخبز لك رغيفا مدورا يشبه القمر