رواية كامله جديده بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
مالك.. أشكيلى مين اللى ضايقك
قال كلمته الأخيرة ووجد عبراته تقفز هى الأخرى على خديه وبدا صوته يشبه البكاء وهو يرجوها أن تتحدث أن تقول أى شىء خالطت دموعه دموعها ولكن عن بعد لم يراها ولم يسمع الا صوت شهقاتها التى بدأت فى الظهور أخيرا وهى تبكى . ولم تراه ولم تسمع الا نداءاته المختلطة بالبكاء وكأنه يعتذرعن شىء لا يعرفه أو لا يفهمه ...فقط يشعر به...
مهرة بټعيط بصوت عالى يا دكتور صوتها طلع
هتف يحيى بسعادة
بجد يا ماما اتكلمت يعنى
قالت من بين دموعها
لاء بس بټعيط بصوت عالى
أعطت أم يحيى الهاتف إلى بلال وهى تشكره قائلة
متشكره أوى يا دكتور بلال.. الأستاذ فارس أول لما كلمها ابتدت ټعيط وصوتها طلع أخيرا الحمد لله
فتحت الباب فى بطء وهدوء ويديها ترتعش وأوصالها ترتجف خوفا مشت ببطء وحذر إلى الحمام ووضعت اذنها وتنصت بإضطراب شديد سمعت صوت المياه فعلمت أنه يغتسل أغمضت عينيها وكادت أن تزفر بقوة ولكنها وضعت يديها على فمها خشية أن يسمعها عادت تمشى وكأنها تزحف بحذر إلى غرفتها وأغلقتها مرة أخرى عليها.
هنا فقط زفرت زفرة طويلة أخرجت فيها ما كان يجيش بصدرها
من خوف وقلق وړعبا فلو كان ينوى قټلها لما وقف يصلى هكذا
هوت بجسدها على الفراش وهى ټلعن اليوم الذى قابلت فيه باسم وټلعن اليوم الذى صدقت فيه كلماته وعباراته المطمئنة لها كم كانت حمقاء ساذجة كيف لمثلها أن تقع فيما وقعت فيه وبهذه السهولة.
أستيقظت فزعة من نومها على صوت صفق باب الشقة بقوة جلست فى فراشها دقائق وبعد أن تأكدت من مغادرته الشقة فتحت الباب فى هدوء واتجهت للحمام مباشرة اغتسلت وعادت لغرفتها مرة أخرى لتغلقها عليها لتسكت الشعور بالخۏف بداخلها ولكنها لم تستطع أسكات الشعور بالجوع الذى مزق معدتها .
وكمان ليكى نفس تاكلى
أبتلعت ما كان فى جوفها وتجمدت مكانها كالتمثال وهى محدقة به تحاول استكشاف ما بداخله من خلال تعابير وجه وظلت قابعة مكانها تنتظر رد فعله تجاهها جلس أمامها حول المائدة وصوب بصره إليها بصرامة وقال
مش ناوية تقولى الحقيقة
أبتلعت ريقها بصعوبة وشعرت بجفاف حلقها وشحب وجهها و قالت بصوت خاڤت مرتعش
اللى قولتهولك امبارح هو ده الحقيقة كلها
أومأ برأسه بقوة ونظر إليها ببغض قائلا
وأنا مش مصدق حرف واحد منه ..لكن مع ذلك ...
صمت قليلا وتعلق بصرها به وخفق قلبها بقوة فقال
مع ذلك هستر عليكى ومش هفضحك ..لكن عمرى ما هسامحك وعمرك ما هتبقى مراتى
قفز قلبها من مكانها وهى تستمع له وقد تيقنت أنه لن يثأر منها ولن ېفضحها فعادت الډماء تضخ إلى مجرى وجهها مرة أخرى وهى تنظر له بترقب فنهض من أمامها واشار إليها قائلا
واعملى حسابك أمى مش هتعرف حاجة عن الموضوع ده
ثم نظر إليها باحتقار وهو يقول
مش عاوزها ټموت بحسرتها عليا
أستدار متوجها للخارج مرة أخرى ولكنها وقفت وقالت برجاء
أستنى يا فارس ارجوك صدقنى
أستدار إليها بنظرة مخيفة جعلتها تجلس مكانها ثانية بلا حراك وقد شعرت أن الهواء تجمد فى رئتيها فلا تستطيع التنفس أو حتى التألم فتح الباب وخرج مرة أخرى وهو يشعر بالأشمئزاز من المكان ومنها ومن نفسه .
خرج يمشى رويدا على الشاطىء ثم وقف واستدار للبحر نظر إلى سطحه محاولا الوصول لأعماقه ومعرفة أسراره متغلغلا بداخله بعقله واجما فى تلك المرأة التى أصبحت زوجته والتى لطخت شرفه وشعر أن مياه البحر تسخر منه وتؤنبه وأعماق البحر تتهكم عليه بل وتحاكمه كيف لم يكتشف شخصيتها من قبل كيف لم يرى جرأتها معه كيف خدع فيها إلى هذه الدرجة ! هل أحبها إلى أن طمست عيناه عن حقيقتها بكل خبرته ودراسته الطويلة واحتكاكه بالبشر لم يعرفها حق المعرفة بل كانت والدته المرأة الغير متعلمة التى لم تخرج من شارعهم مطلقا إلا للضرورة تعرفها أكثر منه ربما ليس بخبرتها ولكن بقلبها وأحساسها تجاه الآخرين فكيف كان يستهين بهذا الأحساس الربانى
دخل بلال غرفته هو وزوجته فوجدها ترتدى ملابسها مستعدة للخروج فنظر لها متأملا ثم قال
الهانم رايحة فين
ألتفتت له وهى تغلق أزار ملابسها وقالت مبتسمة
انت لحقت تنسى ..رايحة مع ماما عند عزة يا سيدى.. الصباحية عقبال ولادك
عقد ذراعيه أمام صدره وقال
وعقبال ولادى ليه متقوليلى عقبالك
رفعت رأسها إليه وعقدت حاجبيها وقالت محذرة
بلال بقولك ايه .. متخاليش دماغى تودى وتجيب
أقترب منها ببطء وقال بابتسامة
مفيش خروج انا بقولك اهو
وضعت يديها حول خصرها وهى تقول متبرمة
يعنى مروحش لاختى صباحيتها يا بلال
زفر بهدوء وهو يجلس على الفراش وقال
يابنتى انا مش عارف أيه حكاية الصباحية دى ومين اللى اخترعها أصلا ..عريس وعروسه نروحلهم تانى يوم ونضايقهم ليه
لوحت بيدها وقالت بتلقائية
وانا مالى.. أنا رايحة معاهم وخلاص يعنى هى جات عليا.. وبعدين يعنى هنضايقهم ليه دى هى نص ساعة ونمشى
لف ذراعه حولها وأسند جبهته إلى جبتهتها وغمز لها بعينه قائلا
أنت اللى بتقولى كده
ضحكت وهى تنهض من جواره ثم التفتت إليه قائلة
بصراحة معاك حق بس لو مروحتش ماما هتزعل مني
أرتدت أسدالها وشرعت فى وضع غطاء وجهها حانت منها التفافة إليه فوجدته شاردا تماما جلست بجانبه وقالت متسائلة
مالك يا بلال أنت مش زى عوايدك
أنتبه إليها وهز رأسه نفيا وهو يقول
لالا متشغليش بالك مفيش حاجة
مسحت على رأسه وهى تقول بنعومة
مالك يا حبيبى فيك ايه
رفع رأسه ينظر إليها وقال فى وجوم
بصراحة يا عبير ..حصلت حاجة النهاردة كده عند ام يحيى ومش
متابعة القراءة