رواية كامله جديده بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
تمر بينهم زهرة يافعه فى مقتبل العمر اذا نظرت فى عينيها ترى الامل والسعادة والتفاؤل والحب ..
تصفق وتنشد معهم كالاطفال .. أما فارس فى قاعة الرجال فكان يشعر للمرة الأولى أنه فى حفل زفافه كانت السعادة بادية على وجهه وبين الحين والاخر يقترب من عمرو قائلا
ما تنهى بقى يا عم أنت مش مسافر الفجر ولا ايه
اقترب بلال منهما وسمع عمرو وهو يقول ل فارس مداعبا
ضحك بلال ضحكات رنانة بينما دفعه فارس من كتفه وهو يقول
اسبوع مين يا عم أنا هروح اخد مراتى وأمشى واقعد انت بقى الاسبوع ده براحتك
وضع بلال ذراعيه على كتفيهما وهو يقول مشاكسا
لا يا عمر حرام اسبوع كتير مشيها تلات تيام بس
نظر له فارس بحنق بينما صفق عمرو وهو يقول بمرح
تضاحكا وهما يدفعان بعضهما البعض فى نشوة ومرح كبير والناس ينظرون إليهم ما بين سعيد ومندهش وبالفعل المندهش كان متعجبا هل الملتحون يضحكون مثلنا !!!!!!!! ..
هل هم من كوكبنا أم هجموا علينا من كوكب آخر !!!!!!!!!
كل ثنائى فى شقتة الخاصة المؤجرة خصيصا لهذه الاجازه باستثناء شقة عمرو التى كانت مؤجرة بشكل دائم نظرا لعمله الذى جعله ينتقل للاسكندرية للاقامة الكاملة فيها ...
وضع فارس الطعام على المائدة ثم توجه إلى غرفة نومها وطرق الباب بخفة وقال
هتفت من الداخل
اوعى تدخل لسه مخلصتش
تنهد بسعادة وهو يتجول فى اركان الشقة ينتظرها .. خرجت بعد قليل بعد أن بدلت ملابسها وارتدت بجامة قطنية باللون الوردى وعليها بعض الرسوم الكرتونيه المضحكة ...
نظر فارس إليها متعجبا ثم قال
ايه يا مهرة ده انتى رايحه النادى ولا ايه
رفعت كتفيها وهى تقول
ضړب كفا بكف متعجبا وهو يقول
انا قلت هدوم تقعدى بيها معايا مش هدوم تقعدي بيها مع أخواتك
قالت بمكر
طب مفهمتنيش ليه معلش بقى المره اللى جايه
زفر بضيق ثم اشار لها على المائدة وهو يقول
اتفضلى حضرتك العشا جاهز
رفعت حاجبيها وهى تنظر إليه بترفع وخطت خطوات قليلة امامه تتهادى فأوقفها قائلا
أومأت برأسها مؤكده فقال
وقلنا الدعاء وعملنا السنن كلها
أومأت برأسها مرة اخرى موافقة وقالت متسائلة
اه بتسأل ليه
فقال بهدوء
يبقى نأجل الاكل دلوقتى أصل انا افتكرت حدوته مهمه أوى عاوز أحكيهالك قبل الاكل
صفقت بيدها وهى تتجه معه نحو غرفة النوم وقالت
بجد يا فارس هتحكيلى حدوته
أوما برأسه وهو يقول مداعبا
لاء وهتعجبك أنا متاكد من كده
تركته وعادت إلى المائدة وهى تقول
طب استنى لما آكل اصلى جعانه اوى
تنهد بعمق ثم توجه إليها وجلس بجوارها وبدأ يطعمها فى فمها بعض اللقيمات الصغيرة وهى تأكلها منه بمرح
وبعد ان انتهى أخذت يده فى يدها ولعقت اصابعه بمرح وهى مبتسمة له فنظر لها وقد خارت قواه تماما وقال بخفوت
أوعى تقولى عبير علمتك دى كمان
أومات براسها وهى تقول
أه عبير هى علمتهالى
أمسد يدها بحنان قائلا
خلصتى أكل ولا لسه
شعر بها ارتجفت فجأة وانتفض جسدها وتقلصت عضلات وجهها خوفا فعقد جبينه وقال بقلق
مالك خاېفه كده ليه
تلعثمت وهى تقول
لا ابدا مفيش
شعر بخۏفها وسمع طرقات قلبها وكأنه رأى خفقانه وقفزاته پجنون وامتقع وجهها واصفر لونه .. شعر بالشفقة تجاهها ومسح على شعرها وهو يجذبها إلى صدره قائلا
من امتى وانتى بتخافى مني .. فاكره اليوم اللى قلتيلى فيه احمينى منك يا فارس ..
رفعت رأسها إليه قائلا
محدش فى الدنيا دى ېخاف عليكى قدى صح ولا لاء
أومات برأسها وقد شعرت ببعض الهدوء النفسى يغلفها على اثر كلماته الرقيقة وووضعت رأسها على صدره بهدوء
فمسح على ذراعها بهدوء وهو يقول
لازم تتأكدى من كده كويس أوى أنا هفضل طول عمرى حمايتك وأمانك حتى من نفسى أنتى يا مهرة مش حببيتى وبس ومش مراتى وبس أنتى بنتى وأختى قبل اى حاجه تانيه وزى ما كنت بخاف عليكى وانتى لسه بيبى بين ايديا
هفضل برضه اخاڤ عليكى وانتى مراتى وحبيبتى وبين ايديا ...
اتسعت ابتسامتها ورفعت رأسها إليه
فنظر إليها بشغف قائلا
انتى صدقتى ولا ايه ده انتى عبيطة اوى ......
لم تكن تلك الليلة هى ليلة عاديه فى عمرهما كانت بداية جديدة لعمر آخر ...
فارس آخر ومهرة اخرى يطوفان حدائق حبهما فى سكون وصمت يهدى كل منهما رحيقه طواعية وحب أصبح الاخذ هو العطاء والعطاء هو الاخذ اختلفت المقاييس توحدت الأنفس اصبحت كيانا واحدا يتنفس برئة واحدة يبتسم بثغر واحد روحا واحدة جسدا واحدا ... وقلبان ينتفضان عشقا ...
لامست مياه البحر أقدامهما وهما يجلسان على شاطئه ويتأملان شروق الشمس فأسندت رأسها على صدره
وقالت
أنا جسمى قشعر من جمال وروعة المنظر الخلاب ده .. شفت عظمة ربنا فى ابداعه ..
أجابها فارس بعد أن قبل كفها بحنان
اومال لو شفتى الاجمل والاروع من المنظر ده هتقولى ايه
رفعت رأسها تنظر إليه فى فضول كبير قائلة
فين ده
قال وهو ينظر إلى عينيها الواسعتين
عنيكى
أحمرت وجنتيها خجلا وقالت بخجل
بطل يا فارس
قال بحب
انا بتكلم جد ..أنا لما بشوف عنيكى بنسى الدنيا كلها وبحس أنى فى الجنة ...
أنا معرفتش طعم الحب الا وأنا معاكى .. عشت حياتى قبلك فى وهم وانا فاكر أنى بحب غيرك ..
عشت أكبر كدبة فى حياتى .. لكن لما عرفت أنى بحبك دوقت ساعتها طعم الحب الحقيقى ...
أنتى عارفه يا مهرة أنا عشت حياتى كلها كل ما أدخل محكمة واسمع حكم وراه جملة مع وقف التنفيذ كنت بفتكر حياتى اللى عشتها حقيقى الجمله دى هى تلخيص حياتى كلها ....
من ساعة ما أتخرجت من الجامعه وأنا بحلم ابقى وكيل نيابة وكنت بذاكر وأطلع الاول وكنت عايش دور وكيل النيابه بس مع وقف التنفيذ ...
لحد ما أتجوزت وكنت فاكر أنى بحبها وهى بتحبنى وبعد ما عرفتها على حقيقتها والناس فاكرانا متجوزين ومتفاهمين وبنحب بعض ميعرفوش اننا متجوزين مع وقف التنفيذ ...
حتى لما دخلت المعټقل كنت فاكر أنى ھموت ومحضر نفسى للمۏت لكن كنت بمۏت كل يوم من الانتظار لكن برضه مع وقف التنفيذ ...
ولما اتجوزتك وابوكى كان هيفرق بينا ومكنتش عارف اشوفك كنتى مراتى مع وقف التنفيذ ..
حتى لما فكرت واتحمست أنى أطهر البلد دى من الفساد والسرقه اللى بيحصل فيها عرفت ساعتها اننا كلنا شايفين السړقة والفساد لكن مش قادرين نعمل حاجه وفاكرين نفسنا أبطال بس ... بس كلنا ابطال مع وقف التنفيذ ...
كانت تنظر إليه تسمعه بتركيز وأهتمام
فقالت
تفتكر يا فارس فى أمل بلدنا تتغير
قال بشرود
انا متاكد ان ده هيحصل ... بس عشان ده يحصل لازم نكون كلنا إيد واحدة لازم الشعب ده يفوق من الغفلة اللي عايش فيها من سنين طويلة... إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم... ده مهما كان حجم الظلم والطغيان اللي موجود في البلد
متابعة القراءة