تربصت بي اعين قاټلة بقلم سارة نبيل

موقع أيام نيوز

أستحق كدا .. أنا إنسانة مش كويسة إنت متعرفش أنا عملت أيه..
دا إللي يستحقه أمثالي..
بقلب مرتجف حتى وقف أمامها ثم أردف بيسمة عذبة
مهما الإنسان عمل مش ليه الحق أبدا يعمل في نفسه كدا..!
كان يتابعها بدقة ويتأمل كل شبر فيها لحاجة في نفسه..
أعينها الزائغة التائهة ... جسدها المرتجف پجنون .. وملامح وجهها الذي يتغير ويتربد بشتى التعابير بين الحين والآخر..
قال بحسم
إحنا مكملناش كلامنا يا غفران .. هربتي قبل ما أكمل كلامي..
تعجبت مما يقول فواصل تميم حديثه يتسائل بتركيز
قوليلي يا غفران .. إنت عمرك ما خرجتي براا المكان ده ولا عمرك قابلتي حد واتكلمني معاه..
زاد عجبها لكن أجابته بهدوء والحزن يسيطر على نبرتها
لا .. أنا طول عمري إللي معرفش عدده وحيده .. معرفش ألا الغابة والشجر وملار وبو .. هما أصحابي..
حتى لما كنت بروح القرية الصغيرة إللي على أطراف الغابة لا كان حد بيكلمني ولا كنت بكلم حد..
شعر بۏجع يتربص بقلبه لكن صمد ليكمل ما بدأ
طب ملكيش أي بطاقة أو هوية ولا حتى شهادة ميلاد.
رفعت كتفيها بلامبالاة وأجابت بمرار
أكيد لأ .. مش دي أوراق بتثبت أنا مين..
أكيد مش موجودة لأن أنا ولا حاجة..
تجاوز حديثها الملطخ بالألم والحسړة ثم قال بغموض
إحنا لازم نمشي من هنا يا غفران .. جه الوقت إللي تخرجي براا الغابة دي.. لازم تخرجي للعالم..
ابتسمت بسخرية وقالت
دي أحلام مستحيلة الحدوث .. أحسنلك أمشي من هنا من غير ما تبص وراك .. اسمع كلامي وامشي يا تميم..
هتف بإصرار
مش همشي ألا بيك يا غفران..
مش هيحصل .. مش هيسبوك..
هيحصل..
إزاي..!
هنتجوز يا غفران..
يتبع...
تربصت_بي_أعين_قاتلة.
سارة_نيل.
تربصت بي أعين قاټلة
الفصل الثامن ٨
توسعت أعينها پصدمة مما سمعت ولا تنكر السعادة التي تملكتها وهناك إشراقة أمل تسطع بروحها المنهكة..
تسائلت بصوت خرج متلعثم
إنت .. قصدك أيه .. مش فاهمة..! إزاي..!!
ابتسم تميم بهدوء ثم قال يوضح لها
هقولك كل حاجة بعدين يا غفران بس لازم ننجز مفيش وقت .. مش هعرف أخرجك من هنا ولا أخدك معايا ألا وإنت مراتي وليا الحق فيك..
تواثبت دقات قلبها تشعر أن تكاد أن تحلق .. هل هو يحبها لذلك سيتزوجها كما تعلم..
هتفت ببراءة تذيب القلوب
يعني إنت كدا بتحب غفران صح..
هدر قلبه پعنف من مجرد نطقها لتلك الجملة حدجها بنظرة غامضة ثم تنهد مطولا وقال
بعد ما نتجوز هقولك وهتعرفي كل حاجة.
ودلوقتي لازم نمشي .. يلا بينا..
غمغمت بتسائل وهي تسير خلفه
طب هنروح فين!! وإزاي هنتجوز..
اتسعت إبتسامته ثم أردف
هنكتب الكتاب .. في قرية ورا الغابة أكيد فيها مأذون أو شيخ يقدر يكتب الكتاب وبعد كدا نبقى نوثقه بما إن مفيش أي إثبات شخصية لك..
ثم أشار لسيارته وقال
يلا اركبي .. لازم نرجع قبل ما حد يلاحظ غيابنا..
فتح لها باب السيارة برفق لتركب بتعجب بعدما أدخلت ملار معها وهي تقول
مش هينفع أسيب ملار يرجع الفندق لواحدة .. مأمنش عليه..
حرك رأسه بهدوء وهو يستدير للجهة الأخرى ثم انطلق نحو تلك القرية التي مر عليها خلال رحلته لهنا..
أخفضت رأسها وهي تفكر في الأحداث المنصرمة ليرتعش بدنها .. هل تستطيع الخروج من هذه البؤرة!!
هل لأمثالها أن يحيا بسعادة بعد ما فعلته..
بالتأكيد لن يتركها والدها .. كما قتل والدتها سيقتلها..
لاحظ تميم شرودها فتنهد بحزن ... يقدر ما تمر به لقد دمروها .. إنهم شياطين انتزعت الرحمة من قلوبهم..
همس بحنان
كل حاجة هتبقى تمام .. وهنبدأ من جديد..
رفعت رأسها وتلاحقت الدموع من بين جفونها قائلة
إنت متعرفش حاجة .. هما مش هيسبوني أبدا..
قتلوا أمي .. وخلوني وحش..
حرك تميم رأسه نافيا واسترسل يقول وإزالة تلك الدموع الحارة..
عندما يصبح له الحق 
ربنا ليه حكمة في كل حاجة يا غفران..
قدرك إنك تبقي هنا وتنعزلي عن العالم علشان تبقي بنقاءك وروحك الطفوليه..
إنت قلبك لسه ببراءة قلب الأطفال .. جواك نضيف خالي من الغل والحقد والسواد..
أوعي تفتكري إن العالم إللي اتعزلتي عنه ده حاجة مثالية..
دا الحياة بقت ملطخة بكل أنواع الأثآم ومليانه بحاجات لا تخطر على عقلك البريء..
الغابة إللي عيشتي فيها صدقيني أرحم من العالم إللي اتعزلتي عنه..
وملار وبو .. لو لفيتي العالم كله مش هتلاقي أوفى منهم يا غفران..
كانت تستمع له بعدم فهم وتعجب لكن جل ما أدركته أن العالم الخارجي لا يختلف عن ۏحشية والدها وطاقمه..
هل سيسامحها الله على ما ارتكبته.
هناك الكثير أمامها لتتعلمه من تميم..
تميم الذي كان بمثابة قبس أنقذها من الضياع والظلام الأبدي الذي كانت منغمسة به..
قال تميم بهدوء
لما نرجع الفندق هتبقي طبيعية جدا محدش هيعرف بإللي حصل وخليك حذره لأن أي غلطة هتكون بضياعنا..
كادت أن توافقه لكن تراجعت بزعر وهي تحرك رأسها نافية قائلة باڼهيار وخوف
بس هيعطوني الحقنة .. ولو أخدتها هسمع كلامهم .. ووو .. وو .. وھقتلك..
وتابعت باڼهيار أكثر وتشنج باك
تم نسخ الرابط