تربصت بي اعين قاټلة بقلم سارة نبيل
المحتويات
غفران..كلها ساعات وهنفذ..
أشعلت موسيقى عشوائية وبدأت تتحرك حركات أكثر عشوائية حتى ثارت خصلاته ونفذت طاقة الملل لديها..
علا صوت البومة فابتسمت وخرجت للشرفة لتجدها تقف على الجدار..
حملتها ومسدت على ريشها الأبيض الناعم
بو إنت بتنادي عليا ليه..
هندت البومة بنعومة فهمست لها غفران بشرود
مليت أووي يا بو .. هفضل في الملل ده كتير .. كمان القرية مش حلوة ومش بحب أنزلها..
شكلك جعانة .. تعالي ننزل نشوف هناكل أيه..
وكأنها تفهم ما يقول طارت فوق كتفها وهبطت غفران للأسفل..
عاملة أكل أيه يا فتحية النهاردة
قالت فتحية ببعض الحذر
فضلت خيرك أبوك دابح خروف يعجبك وطبخت لحمة طازة ريحتها مفحفة..
كرمش وجه غفران وهتفت بحدة
طب اشبعي بيه .. ووسعي كدا أعمل حاجة أكلها أنا وبو..
لغاية ما أموت..
جذبت قطع الدجاح وأعطتها ل بو وأخذت طبق مليء بالتين الشوكي وبدأت تأكله بهدوء..
أكل الضيف الجديد جاهز ... تناديه ياكل هنا ولا تطلعي فوق ... زي ما إنت عارفة دي مهمتك وأنا مش بقدر أطلع..
جاءت لتفتح أحد الأدراج فأوقفتها فتحية
مش النهاردة ... المعلم محروس قال شوية كدا..
وقفت أمام الغرفة ببرود وكورت كفها تطرق الباب وانتظرت قليلا .. لكن لا إجابة..!
عادت الكرة لكن لا فائدة ...يقابلها الصمت التام..
زفرت بنزق ووضعت يدها على مقبض الباب دون تردد وأدارته وفتح الباب..
وقفت على عتبته تنظر بأرجاء الغرفة ذات الإضاءة الخاڤتة .. وزعت أنظارها بأركانها لكن لا وجود له..
الله أكبر....
نظرت للأسفل لترى مالم تراه يوما ما..
رأته في وضعية السجود ويغشاه سکينة غريبة اهتز بدنها وأصبته رعشة سارت بأنحاءه..
ظلت واقفة تحمل ما بيدها لا تحرك ساكنا .. فقط تنظر لحركاته..
أعينها الواسعة كالبحر أخذت تتسع أكثر وأكثر حتى لمع بياضها النقي وأضفى لمعة على الزرقة الغامقة بمحيطها..
وقف أمامها باستغراب شديد وتسائل بعدم فهم
في حاجة يا أستاذة.!
رفعت عينيها إليه بقلب مرتجف للمرة الأولى ليسرع هو بخفض نظره من شدة فتنة أعينها..
وضعت الصنية بين يديه وهرولت هروبا إلى سطح المنزل في الظلمة السوداء تحت دهشة تميم المتصاعدة..
صعدت للأعلى وسط الظلمة بصدر ينهج بشدة ... وقفت أسفل السماء المضيئة والتي تنتشر نجومها بغزارة على ثوبها الأسود..
شعرت أن العالم يدور من حولها وتصاعدت أحداث چحيمية لعقلها وأخذت بعض الأحداث تدور أمام عينيها كفلاشات خاطفة..
سقطت على ركبتيها تضع يدها على أذنها وتضغط بقوة وهي تئن بصوت خفيض وتنظر للسماء بهيبة وخوف لم يمس قلبها يوما..
أخذت تهمهم وتهرتل بشهقات
أنا ... أنا .. مين!! .. هو أنا مين..
وسقطت في ظلام دامس بعدما سحبها فقدان الوعي إليه رأفة بها..
تربصت بي أعين قاټلة
الفصل الثالث ٣
وقف بحيرة لا يعلم كيف يتصرف بعد موقفها العجيب حالتها لا تبدو بخير ولا يدري لماذا كل ما تصدم به تلك الفتاة يطرأ عنها تصرفات غريبة..!
تبدو وكأن بها شيء ما إنها غريبة جدا.
حسم أمره وسار في الإتجاة الذي سارت به حتى صعد السلالم التي تؤدي إلى سطح المنزل..
الټفت وسط الظلام الدامس الذي يقطعه ضوء النجوم الخاڤت..
وقف مصډوما حين رأها هامدت على الأرض فاقدة للوعي وترك مسافة بينهم وقال بصوت عال مغمور بالقلق
يا آنسة .. إنت كويسة .. يا آنسة..
لا رد وقف بحيرة قليلا لكن أرشده عقله للحل الصحيح هبط للأسفل وظل يبحث عن تلك المرأة التي رأها في الصباح..
يا أخت ... حد هنا..!
خرجت فتحية بتعجب لتتسائل بقلق
خير يا أستاذ في حاجة
بصراحة الأبلة إللي كانت هنا ... كان شكلها غريب وطلعت على السطح وأغمى عليها..
زاد القلق لديها وتسائلت بفزع
قصدك غفران .. مالها وأيه إللي حصل..
ردد بنظرات ساهمة
غفران..!!
جاء محروس على ذكر اسم ابنته فتسائل بقلق
في أيه هنا..!!
قالت فتحية مسرعة
الأستاذ بيقول إن غفران مغمى عليها على السطح وكان شكلها غريب..
نظر لها بفزع وأخذ يركض نحو الأعلى والخۏف تلبسه بينما صعد تميم أمام الغرف في الطابق العلوي لا يعلم ما يفعل .. ظل يسير ذهابا وإيابا في الرواق ويهمس بغرابة
غفران .. البنت دي شكلها غريب جدا .. يا ترى أيه حكايتها..
حرك رأسه ينفض تلك الأفكار عن رأسه وقال بزفرة طويلة
أنا مالي .. مليش دعوة بالموضوع ده....
وقطع حديثه والد غفران الذي أتى مسرعا يحملها وهي فاقدة للوعي وتأتي خلفه فتحية مهرولة قال وهو يدخل غرفة غفران التي كانت بآخر غرفة في الممر يفصلها عن غرفة تميم ثلاث غرف
الحقنة
متابعة القراءة