رواية_كامله بقلم نهال مصطفى

موقع أيام نيوز


المتقطع اخيرا وهى تجوب بانظارها في ارجاء الغرفه باحثه عن ضالتها بقلب منهلع اوشك علي الانخلاع ذكريات
امس كوشم قبع في ذاكرتها حاولت بقدر الاماكن ان تذيبهما بملوحه دموعها ولكن دون جدوى .. استجمعت شتاتها بصعوبة بالغه وهى تنهض من مرقدها مردده بحسرة وندم
كنت كل يوم انام احلم باليوم اللي هصحي فيه الاقيك قدامى حبيتك وحبيتنى بس الدنيا محبتناش سوا يا ولد الهواري ..

اقتربت من مكتبها لتبحث عن شيء بين طيات دفاترها فالتقطت ورقه متوسطه الحجم مثنيه ووضعت الدفتر فوق المكتب وفتحت الورقه لتقرأها بتمهل وهى تقترب من شرفتها المطله علي الاراضي الزراعيه التى تحاوط قصرهم .. فذرفت منها دمعه حاره رغم عنها بمجرد قراءتها اول سطر
باسم ولد الهواري العاشق لاحلى بنت العتامنه مطلعة حبابي عينيه النهارده مشيت وراكى من اول ماخرجتى من باب بيتكم لحد ماوصلتى الجامعه كنت حاسس بخۏفك وانت لسه رايحه للعالم اللي متعرفيش فيه حد غير نضارتك اللي واكله نص وشك وكتبك كان نفسي وقتها اجى اطمنك واخدك وسط الجامعه كلها وانادى بأعلى حس واعرف الخلق كلهم انك من حقى وبس .. كنت مكتفى اراقبك من بعيد لبعيد عشان اشحن عينى وقلبى منك لاجل اقدر اعيش واكمل باقى اليوم لبسك كان حلو قوى خطفتى بيه قلبي مشكلتك عارفه ايه اللي عيعجب سليم وعتلبسيه ولاول مرة تسمعى الكلام وتلمى شعرك من عيون الخلق انا عكتبلك كل دا وانا واقف مستنيكى قصاد باب الجامعه لاجل ماتخلصي محاضراتك قولت اتونس بطيفك هبابه وحشتينى قوى ياوجد .. كل ماعينك تقع علي عتكهربني فبتأكد ان ماس حبى لدغك في قلبك انا بكرة هستناكى تانى .. وهستنى ورقه منك في نفس المكان اللى اتعودى تاخدى منه كل رسايلى .. ااه نسيت اقولك ان سليم الهواري مش عاوز حاجه من الدنيا غيرك .. بحبك ياوجدانة روحى 
اعتصرت الورقه بين اصابع بدموع متساقطه من عينيها قائله 
ووجد بتحبك قوى ياسليم ... يااارب حوش حبه من قلبي لو ماليش نصيب فيه يارب .
ثم اتجهت نحو خزانه ملابسها ودخلت المرحاض الخاص بغرفتها وهى تمسك بملابسها بتكاسل كى تترك للماء مهمة محو اثار چروحها الداخليه الداميه ...
في قصر الهواري 
كام جوز حمام دول يابت ! 
اردفت عفاف جملتها بحماس وهى تتفقد الاناءات المتسعه التى بداخلها الطيور المذبوحه .. اردفت احدى الخادمات 
دول مية جوز حمام ياام عماد .. ولسه هيجيبوا خمسيين كمان .. 
قضبت عفاف حاجبيها بتفكير مردده 
لا قليلين يجيبوا ميه تانى .. دا يادوب ايه الناس هتبص يعنى .. وكمان روحى شوفي عشر تجواز رومى .. عشرين قليلين ..
وه وه وه ياست عفاف .. انت ناويه توكلى اهل البلد كلها اياك .
اسمعى الكلام من غير مناهده يامزغوده .. يلا شهلى .. وشوفى الطباخين وصلو ولا لا ..
رمقتها الخادمه بنظرات تعجب مردده في سرها 
والنعمه احنا سبب الازمه الاقتصادية في ام البلدى !!
استيقظت ثريا وبناتها اللواتي شرعن في تجهيزات الفرح الا صفوة التى تجلس علي مكتبها تستكمل مسيرة ابحاثها .. خرجت عفاف من المطبخ فوجدت ثريا امامها ثم اردفت بضيق 
ماتقومى تشوفى عشا بناتك وتقفي على راس الطباخين واقضى مصلحه اكده بلا قعدتك اللي لا تقدم ولا تاخر ..
اتكأت ثريا بفظاظه مردفه
وانا علي اخر الزمن هاخد اوامرى منك اياك ياثريا !! 
زفرت ثريا بحقنه قائله
هو انتى ماتعرفيش تقصري الشړ واصل !! 
وثبت ثريا قائمه بهيئتها الموقره مردده 
بصي ياعفاف عشان نكون علي نور يابت عمى من اولها .. الجوازه دى انا مش راضيه عنها يعنى مش هقدر ارضي طموحك واعمل فيها ام العروسه !! فرحانه بعيالك قوى اكده اطبخى وزغردى وارقصي كمان .. لكن انا مالكيش دعوة بي .. واوعدك ان حقى اللي مخدتهوش منك بناتى بنات ناصر الهواري هيطلعوه علي عيالك لحد ما اشوفك متحسره عليهم واحد واحد ..
رمقتها عفاف بسخريه مردفه بابتسامه خفيفه 
وهى الواحده عاوزه اي غير راجل يضلل عليها !! وولاد عادل الهواري سباع ويأكلوها نيه فتفتكري بناتك لما يحسوا بالحب والامان هيغدروا !!! هما اه هيغدروا بس بيك انت .. اعقلى واقصري الشړ بناتك عارفين مصلحتهم زين ..._ثم ابتعدت عنها وهى تهلل بالزغاريد وتقترب من محمد ابنها_ لولولولولىىىىىىىىىى يامحمد ياضكتور ايه الحلاوة دى ياقلب امك !!!
فرد محمد كتفيه بثقه وهو يدلف من اسفل 
ياصباح الورد علي احلى ام في الكوكب الحزين ده .. 
حلاوتك وانت عريس ياضكتور احلى عريس لاحلى عروسه والله .. 
رمق محمد ثريا بنظرة معانده مردفا 
ادعيلنا ياما ادعى كاتيير حق في ناس كتير عاوزه تحشر مناخيرها في الجوازه دى .. مع انى رايد بت عمى وبت عمى ريدانى مش عارف مالهم عاد ..
ربتت عفاف علي
كتفه بحنان قائله 
ياولدى الليله
هتبقي مرتك واللي مش عاجبك يشرب من الترعه .. ولا ايه رايك ياثريا !! 
تأفف ثريا في ذعر وهى ترمقهم بنظرات مشتعله بنيران الغل

فابتسم محمد قائلا بعناد
صباح الخير عليك ياحماتى .. 
زفرت بضيق ثم تركتهم وغادرت دون اي جواب الټفت محمد الي امه قائلا باستغراب 
حاجتين ھموت وافهمهم عشان ارتاح سر مثلث برمودا وسر ثريا مراة عمى .. 
ضحكت عفاف بصوت عالي قائله
سيبك منها هى كده هتفضل تاكل في روحها لاجل ما تبقي رماد .. افرح انت واتبسط عاد الليله ليلتك . 
قبل محمد رأسها بحب 
طب يمين تلاته انت اجدع ام في الدنيا .
فلاش باك ..
انت مين ياشاطرة !! 
اردف سليم جملته وهو غائصا في بحور عشقها ثم استدارت اليه الطفله صاحبة الخامسة عشر عاما مردفه بسخريه .
انت جاي بيتنا عشان تسالنى انا مين ! انت حمار يابنى 
التوت شفته جنبا بسخريه قائلا 
اي اللماضه دى يابت وانت زي القمر كده .. انا سليم وانت مين !! 
قولتلى بقي الحلو اسمه ايه ! 
دنى سليم منها بهيام قائلا بصوت منخفض 
اسمى سليم .. وسمسم وسوولم وشوف الجميل لو يحب ينادينى بأي حاجه تانيه انا مش همانع .
ابتسمت بخبث قائله 
ااه .. انت كنت بتاخد درس عند مستر سالم جوه .
احم مستر سالم !! وانت تعرفيه دانا بقيت بحب مستر سالم وحصة مستر سالم واي حاجه فيها مستر سالم .. والحلو بقي مين !
اتسعت ابتسامتها الخبيثه مرده 
انا بنت مستر سالم .. 
تبدلت ملامحه بالقلق ويبدو عليه معالم الارتباك 
هاا احم احم !!.. هو انا مش بقول اي حاجه فيها مستر سالم تتحب .. طب عنئذنك انا يادوب الحق اخوكى اصلو ثانويه عامة ومطحون ..
هم سليم بالتحرك من امامها هاربا من مصيره المنتظر ولكن اوقفته كلمات وجد الصارمه بشماته 
اااه وانا هقول لمستر سالم مايدخلش الاشكال دى تانى القصر عندنا اتلم الاول وبطل معاكسات وبعدين قول انك ثانويه عامه .
توقف سليم لبره مستجمعا كل قواه مردفا بمزاح 
طيب ما انت اللي حلوة جوي عتجبري الواحد انه يعاكسك ..
زفرت بنفاذ صبر مستيره خلفها لتنادي علي والدها 
يا باااااابااا ... ياباباااااا ..
وفي لمح البصر كان سليم اختفى من امامها هاربا من ثرثرتها المزعجه الى ان استدارت فلم تجده فزفرت بضيق هاتفه 
اووووف هرب الجبان !!
اتاها صوت والدها من الخلف
مالك ياوجد حوصل اي ياحبيبتى ..
شعرت ابنته بقليل من الارتباك قائله 
لا يا بابا مافيش كنت عاوزه اقولك انى حفظت كل الكتب اللي انت عطتهانى وعاوزه كتب غيرهم ..
خرج سليم من خلف الشجرة الكبيره التى اختتبئ بجدارها قائلا باعجاب 
هى البت دى مالها !! وقعت في حبك ولا ايه ياض يا سليم !! طب والله ما انا سايبك بلماضتك وحلاوتك دى!! 
باااااك
هز سليم رأسه تحت الماء كثيرا ليفيق من سطوها المسلح علي قلبه وذاكرته فتنهد بمرارة وهو يضرب الحائط بجواره مردفا بتوعد 
وحق اللي حط حبك في قلبى ما هتكونى لحد غيري !
ودونى علي بيت حبيبي نعيش مع بعض فيها دا بقا لنا مده طوبه طوبه بالحب بنبنيه 
تراقص يسر على اوتار فرحتها حاضنه فستانها الابيض بدلال وانسيابيه كمن ملك مفاتيح ابواب الفرح للتو رمقتها صفوة التى رفعت عينيها عن الاوراق المبعثرة امامها مردفه بسخريه 
اصبري بس لو ما جيتى تصوتى بكرة وتلعنى في الجواز ابقي قولى صفوة قالت !! 
رمقتها بنظرة اشمئزاز ثم قالت بلا اهتمام 
مش هاجى اشكيلك هابقي اروح اشكى لاي حد غيرك خليكى ف حالك بس ..
القت صفوة القلم من كفها ثم عقدت ذراعيه مستنده علي سطح المكتب قائله 
تعرفي انا للتو اتوصلت لسبب سذاجتك دى !! انك مش لابسه نضارة ماهو انتى لو لابسه نضارة هتشوفى حقيقة الدنيا باربع عيون ..
ياستى انا موافقه ابقي عميه .. وطالما معارضة الجواز كده متتجوزيش .. قولى لا وبناقص عروسة يعنى .
ابتسمت صفوة بمكر ثم قالت بهمس
لا هتجوز عشان اعرف كل واحد غلطه ويفكر ألف مرة قبل ما يقف قصاد صفوة الهواري !!
انت بتكلمى نفسك ياصفوة !!
فاقت
صفوة من شرودها سريعا 
هااا لا معاكى .. حلو الفستان بتاعك يا رورو ياحبيبتى ..
يا ولاد بلدنا يوم الخميس .. هكتب كتابى وابقي عريس 
ظل مجدى يردد جملته بفرحه عارمه وهو يصفف شعره المرفوع عن جبهته بحرفيه ويتراقص امامه مرآته قفل عماد الكتاب الذي بين راحته نازعا نظارته الطبيه قائلا 
ياخى انت غريب قوى !! مالك ملهوف على الجواز كده اومال لو كنت بتحبها !! 
وجه مجدى انظاره نحوه في المرآه بعيون ضيقة وحاجبين منعقدين قائلا 
ومين قال انى ما بحبهاش !! 
مط عماد شفته لاسفل قائلا بحكمه 
انت طول عمرك عايش مع خالك بين القاهره واسكندريه وصفوه واخواتها طول الوقت عايشين فى القاهرة وملهمش علاقه بحد .. مافيش غير سليم اللى كان يسافر لهم دايما عشان يدى عمك فلوس ارضهم .. وطبيعى محمد بيحب يسر عشان قعد عندهم طول فترة الدراسه انت بقي طاير من الفرح ليه !! ماتقولش بتحبها ..
اتسعت
ابتسامة مجدى وهو يستدير ليقترب منه قائلا بهدوء 
شوف ياخى ممكن كل كلامك يكون صح بس انا كبرت على كلمة جدك مجدى لصفوة برغم

انى ما بشوفش صفوة دى غير فالمناسبات بس اتعلقت بيها وبصراحه اكتر هى من النوع اللي مكيفنى ويملى الدماغ ويسلى الوقت .. دخلتلى من حته التحدى والعند وانا بمۏت في تحديات البنات اللي ملهاش وجود من الاصل .. فمبسوط انى هبدا معاها حياة كلها مغامرات وساسبنس كده .
رفع عماد حاجبه مرددا بسخريه 
مچنون !!
وخدنا ايه من العقل !! قولى بقي انت ناوى علي ايه!
فكر عماد لبرهه ثم اردف قائلا بثبات وثقه 
هتفق معاها ان دا وضع مؤقت لحد ما كل واحد فينا يروح لحاله .. انا مسئول عن حمايتها وهى مسئوله انها ملهاش دعوة بيا خالص وبس .. اظن ان كده احسن .
ابتسم مجدى ابتسامه ماكرة مرددا في
 

تم نسخ الرابط