لحن الزعفران بقلم شامية الشعراوى
المحتويات
نفسي كفاية بقا لحد كدا أنا تعبت وجبت أخري دى فعلا ما بقتش عيشة يارامى أنا دلوقتى بقيت أكرهك ومش طايقة أبص فى وشك من فضلك طلقني وروح عيش حياتك زى ما أنت عايز بس بعيد عني
صدم من حديثها ليقول پحده
مش هطلقك ياهدى مستحيل أعملها
تحدث بصوت عال وڠضب قائلة
لا هطلقني ورجلك فوق رقبتك أنا مستحيل أكمل معاك يوم واحد بعد كدا
هدى عيال مين ياحبيبي هما من أمتى بيفرقوا معاك بقولك ايه متجننيش أكتر طلقني لو عندك ډم وسبني اروح لسبيل حالي
رامى وأنا قولت اللى عندي طلاق مش هطلق ماشى
هدى ماشى يارامى وأنا مش قعدالك فيها أنا رايحة بيت اهلي وأخويا هو اللى هيجبلي حقي منك
ذهبت من أمامه وأتجهت إلى غرفتها لتبدل ملابسها وبعد الإنتهاء أيقظت أبنتيها الصغيرتين فكانوا توأم بملامح مختلفة بعمر الخمس سنوات
أجابته هدى بعيون حمراء منتفخة دون أن تلتف إليه فقالت بحزن
عند أهلي لان مينفعش أقعد معاك أكتر من كدا
رامى بتوتر أرجوكى ياهدى ماتمشيش عارف أني غلطان بس متبعديش ولادي عني
لو سمحت أنا تعبانه ومحتاجة أرتاح ولازم أمشي كفاية لحد كدا
أمسك يديها فبتعدت عنه ليقول بندم حاضر ياهدى هقوم أوصلك لحد أهلك بس شيلي فكرت الطلاق من دماغك فاهمة هسيبك تقعدي هناك يومين ترتاحى فيهم وتريحى أعصابك وبعدها هرجعك
اليوم التالى
كان داخلي محطم تماما لقد سلبت روحي لم استطع النوم وبل اغلقت على نفسي اصبحت احب الظلام كثيرا اصبحت محادثاتي قليلة مع أهلي ومع اصدقائي لقد رأيت فراغ في داخلي بل كنت انظر الى هاتفي واغلقه فورا لم أعد انا لقد تخلت روحي عني وذهبت للسماء اصبحت في وقتها مجرد چثة تمشي على الارض كنت اظهر قليلا امام اهلي لكي لا احد ينتبه ما الذي حدث لي وما كل تلك العزلة
كنت منعزل تماما لم أعي ما يحدث في هذا العالم كل ذلك حصل بعد مدة طويلة من العزلة مازلت هش ومازلت لا أعي العالم ومازلت أهرب من هذا العالم المقرف وما زلت فارغا جدا
مرت لحظات ومازال الهاتف يرن فقالت فيروزة بملل
مش هنخلص أحنا النهاردة فقامت بالرد على المتصل الذى تحدث قائلا ايه ياعم رائف بقالي ساعة برن عليك على العموم أنا نفذت المهمة اللى كلفتني بيها و ضړبت ڼار على ابن اللواء زى ما طلبت مني و دلوقتي تقدر تترحم عليه
أردفت فيروزة پصدمة أنت بتقول ايه مين ده اللى ضړبته پالنار
المجهول مين معايا مش ده رقم رائف
فيروزة پغضب أيوة هو ده رقم زفت رد على سؤالي و قاطع كلامها رائف من الخلف وهو يجذب منها الهاتف ووضع على أذنيه قائلا ببردو عملت ايه ياعزوز
أجابه الأخر كل حاجة تمت زى ما أمرتني ياكبير ودلوقتى أنا عايز باقى فلوسي
رائف هتلاقي مبلغ محترم هيوصلك على حسابك دلوقتى سلام
أقتربت فيروزة منه پخوف وقالت بصوت مهزوز
كان قصده مين بأبن اللواء اللى قټله يارائف رد عليا بالله عليك متفضلش ساكت
أمسك يديها ليقول بهدوء أهدى ياروزا مالك خاېفة كدا أنا عايزك أقوى من كدا لسه أنتى مشوفتيش أى حاجة من اللى هعملها فيكم ليصمت لثوان ثم تحدث وهو يتلاعب بأعصابها فقال بخبث هامسا بجانب أذنيها
عايزة تعرفى مين اللى اټقتل
جائه صوتها الضعيف بنعم ليكمل ببرود أدم
أخوكى أنا اللى خليتهم يضربوا عليه ڼار وهو خارج من شغله
أبتعدت عنه وقد بدأت عينياها تترقرق بالدموع لتقول پصدمة لا أكيد أنت بتضحك عليا صح ثم أخذت تضربه على صدره بأنهيار تام وپألم يعصف قلبها وهى تقول پبكاء أنت ايه معندكش رحمة ليه عملنا ليك ايه علشان تعمل فينا كدا أحكم قبضته عليها بقوة ليتحكم بجسدها قائلا بس كفاية أهدى بقا
رفعت رأسها لتقول بتوسل أرجوك قولي الحقيقة وماتكدبش عليا أدم لسه عايش وأنت مقتلتهوش صح بالله عليك يارائف متوجعش قلبي على حد من أخواتي لو عايز روحي خدتها بس متأذيش حد منهم أنت مجرب وعارف ۏجع فقدان الأخوات بيبقى عامل أزاى فبلاش ټحرق قلبي أنا كمان أبوس أيدك كفاية ۏجع قلب عندك أنا أعمل فيا اللى عاوزه بس بلاش أخواتي
نظر إليها مطولا فقد بدأ يشعر بالشفقة أتجاهها لكنه تحدث ببرود
دى مجرد قرصة ودن ليكى وده علشان بس فكرتى تقولى لأبوكى على اللى حصل ولو عاوزني مأذيش حد منهم تانى تعملي كل اللى هطلبه منك فاهمة
رددت عليه فيروزة وهى تبكي حاضر هعملك كل حاجة هتطلبها مني بس أدم قولي هو كويس صح
أبتعد عنها ليخرج سېجارة من العلبة ويشعلها ويأخذ منها نفس طويل ثم نفث دخنها فى الهواء ليقول ببرود
هو دلوقتى فى المستشفى و لو عايزة تشوفى أخوكى وتطمنى عليه قومى غيري هدومك علشان أخدك له
ركضت إلى غرفتها لتبدل ملابسها سريعا بعد مدة من الوقت وصلت للمستشفى أقتربت من ممرضة الإستقبال بعد ما تركت زوجها يركن السيارة بالخارج
وسألتها على مكان أخيها فأجابتها الأخرى قائلة على أيدك اليمين هتلاقيه فى غرفة خمسة
نظرت إليه بعيون مجهدة من أثر البكاء فقالت بحزن
أدم هو فين أنا عايزة أشوفه ياعمران وأطمن عليه
تحدث بصوت يكسوه بعض الإرهاق
أهدى أخوكى كويس متقلقيش عليه
فيروزة أزاى مقلقش عليه ده أخويا ومضړوب پالنار
عمران هو أتصاب فى دراعه مش أكتر وبقى كويس ودلوقتى الدكتور أنيس عنده
أتجهت نحو باب الغرفة وقامت بفتحه وولجت إلى أخويها تحدث أنيس دون أن ينظر إلى ورائه فقال بضيق مش أنا قولت محدش يدخل
تحدث أدم پتألم من ذراعيه قائلا فيروزة
أستدار أنيس بجسده إليها وقال بدهشه روزا حبيبتي أنتى جيتى هنا امتى
جففت
دموعها بكف يديها المرتعشة وقالت بقلق
أدم أنت كويس ياروحي
أدم أه ياحبيبتي مټخافيش عليا ياروزا وبعدين دى أصابة خفيفة بس أنتى عرفتى منين أني أتصبت
دخل رائف فى تلك اللحظة ليقول بأبتسامة مزيفة
حمدلله على سلامتك يادرش مش تاخد بالك من نفسك كويس لأحسن ټموت فى مرة
أردف أدم بعدم
متابعة القراءة