لحن الزعفران بقلم شامية الشعراوى
المحتويات
أبتعد عنه وأقترب من والدته ليقبل يديها بخفة ثم رفع رأسه ونظر إليها بأبتسامة هادئة وقال صباح الخير ياست الكل
ربتت على كتفه ثم قالت بحنان صباح النور ياحبيبي
شكلك تعبان من الشغل
عمران جدا يا أمي أمبارح كان يوم صعب عليا بس الحمدلله عدى على خير
الأم طب الحمدلله تحب أخليهم يحضرولك حاجة تفطر بيها
تحدث عمران بإرهاق قائلا
أردفت والدته بهدوء قائلة خلاص ياحبيبي زى ما أنت عاوز
الټفت برأسه يمينا ويسارا ثم تسأل أومال فين روفيدة
أجابته هدى قائلة راحت الجامعة من بدرى
تنهد الأخر بهدوء معجزة أنها معملتش زى الأستاذ ده ما أنا عارف عقلها صغير
أبتسم عمران ليقول بمرح مش بقولكم عقلها عقل طفلة على العموم أنا طالع أنام سلام
بعد مرور ساعتين أستفاق على أثر طرقات الباب المزعجة فنزع الغطاء من عليه وقام من على الفراش بخمول ثم أتجه نحو الباب وفتحه للطارق ليجد شقيقته هدى تقول بضيق رامى مستنيك تحت ياريت تنزله وتشوفه عايز ايه وبعدها تمشيه
وأنتى بقا عايزانى أطرد الراجل من بيتي لمجرد مشكلة حصلت ما بينكم
تحدثت مجددا قائلة بعدم أستيعاب
اه وياريت تقوله مش عايزين نشوف وشك هنا تانى مفهوم
نظر إليها پحده ثم قال بحذر هدى خلى بالك من كلامك دا بيكون جوزك وأبو عيالك ومينفعش كلامك دا يتقال فاهمة ياهانم
أردفت هدى بعيون دامعة قائلة
لانت معالم وجهه ليقول بهدوء
أنا مش باجي عليكى ولو هو فعلا غلطان هجبلك حقك بس بردو مينفعش لما يكون فى بيتنا نعمله وحش أو نطرده فى الأول والأخر هو بيكون أبو بناتك صح يبقى مينفعش أوجه له أى أساءة فى حقه علشان خاطر البنات وبعدين الأمور متتحلش بطريقتك دى لازم تحكمى عقلك وتوازى بين الأمور وأوعدك أن أنا ياستي هجبلك حقك وهخليه كمان يبوس رأسك وايدك ويعتذر بس كله بالهدوء والعقل تمام
اسبقيني على تحت وأنا جاي وراكي ياهدهد وبلاش تعملي مشاكل ولسانك يفضل جوا بوقك بلاش فضايح مش هكرر كلامي تاني
هدى حاضر
بعد مرور بضع دقائق هبط عمران إلى أسفل وتقدم بخطوات ثابتة نحو مكتبه ثم دخل وأغلق الباب خلفه أقترب من مقعده وجلس عليه مقابل زوج شقيقته أستند بيديه على المكتب وهو يقول بهدوء
مد رامى يديه بملف فأخذه الأخر منه ليتفحصه بدقة
فأتاه صوت الأخر يقول
اه و قدرت أوصل لواحد أسمه عزوز وده بيكون الدراع اليمين لرائف هنا فى البلد وهو اللى بيقوم بكل التحركات اللى بيؤمره بيها سواء من خطڤ أو قتل أو سړقة أو تهريب ممنوعات كل حاجة ممكن تتخيلها هو بيعملها
رفع عمران رأسه نحوه ليقول بتسأل
عرفت مكانه ولا لسه أنا مش عايز أى أستهتار فى القضية دى أحنا مش بنلعب مع شوية عيال بيبيعوا ممنوعات فى الشوارع وخلاص لا أحنا دلوقتى بنتعامل من منظمة كبيرة ورائف هو الرأس هناك
تحدث رامى بجدية قائلا
متقلقش أنا ورجالتي وصلنا للزفت عزوز وحبسناه فى مكان محدش يعرفه لأن لو وديته السچن الخونة هيقدروا يهربوه
تنفس الأخر بأرتياح وهو يغلق الملف بعد ما حصل على تلك المعلومات التى كان يبحث عنها ليقول بغموض
وأخيرا هنقدر نمسك الحيوان رائف بكل سهولة هو فاكر نفسه باللى عمله أنه هينجوا شكله ميعرفش هو بيلعب مع مين والله لأخلص عليه بأيدي وأخد حقها وحق كل اللى أذاهم
نظر إليه رامى بعدم فهم ليقول
هى مين دى اللى هتاخد حقها منه
أجابه عمران وهو يتذكر هيئة فيروزة التى ألمته فقال بحزن أنسانة غالية عليا ولازم أجيب حقها من الحقېر رائف هخليه يتمنى المۏت وميطلهوش هعذبه زى ما عذبها وبعدها هبقى أنهى روحه بس لما أفش غليلي منه الأول
فى الجامعة وتحديدا كلية الهندسة وأمام مدرج ٣ كانت تجلس روفيدة على السلالم تشرح إحدى المسائل المستصعبة ل لارين و سهر الذين كانوا ينصتون إليها بشدة أنهت حديثها بأغلاق تلك الملزمة ثم قالت
فهمتوا حاجة ولا أرجع أعيدها
من تانى
نظرت إليها سهر قائلة بذهول
لا دا كدا تمام أوى مكنتش أعرف أنك بالشطارة دى ياروفيدة بجد أبهرتيني
تحدثت لارين بأبتسامة هادئة فقالت
ماشاءالله عليكي يافوفة جايبة الشطاردة دى كلها منين شكلك كدا بتاخدى كورسات برا
ضحكت روفيدة بخفة وهى تجمع شعرها على جانب ثم قالت ببعض من الغرور وهى تشير بأصبعها عن نفسها
جيبها من العبد لله وبعدين ياست لارين هو فى أصلا كورسات للمواد بتاعتنا دى ده لولا شرح الدكتور كنا اتسوحنا
ظهرت أبتسامة واسعة على ثغر سهر لتقول بمرح
أنا كدا خلاص ضمنت أني هنجح السنادى وبتقدير كمان
قطبت لارين حاجبيها قائلة
وايه اللى خلاكي ضامة نجاحك بتقدير للدرجاتي
أقتربت سهر من روفيدة وهى تضع ذراعيها على كتفها لتقول مش أحنا معانا روفيدة يبقى خلاص اطمني أننا هننجح أنتى مش شايفة شطارتها وذكائها يابنتي
نظرت إليها روفيدة بطرف عينيها ثم قالت بهدوء
ياخوفي يافواز ياخويا من ثقتك الزايدة دى لأحسن نسقط كلنا
أردفت سهر بكل ثقة ووقار الثقة فى
الله نجاح
بعد ثوان أقترب منهما صديقاتهم إحدهم تدعى ياسمين والأخرى تدعى هند كانتا يرتديان ملابس خادشة لا تليق بفتاة جامعية همست سهر بأذن روفيدة قائلة بضيق
استغفرالله هما ايه اللى حدفهم علينا الساعة دى هى ناقصة تناحتهم
أجابتها روفيدة بهدوء بالله عليك لتسكتي لأحسن يسمعوكى
مدت هند يديها لتلقى السلام عليهن ثم دنت من روفيدة وهى تقول بأبتسامة مصطنعه
ايه الشياكة والأناقة دى يافوفة دول شباب وبنات الجامعة معندهمش كلام غير على لبسك الحلو والقيم
رددت عليها روفيدة بكل هدوء
وليه يتكلموا على لابسي أنا على فكرة اللبس بتاعي شكله عادى جدا وكمان مناسب للكلية ف مش محتاج كل الهيصه اللى بتقولي عنها
رمقتها الأخرى من مقدمة رأسها إلى أسفل قدميها ثم قالت بغيرة الصراحة هو يستاهل أن يتعمل عليه ضجة لأن شكله غالي أوى ومخلى ليكى قيمة
تحدثت هذة المرة سهر وقالت بضيق
والله ياهند روفيدة هى اللى محليه اللبس وبعدين أنتى مركزة أوى مع لبسها ليه !
صمتت دون أن تجيبها فتحدثت صديقتهم الثانية ياسمين وتسألت بكل سماجة
وياترى بقا أنتى بتجيبي هدومك منين ومين اللى بيدفعلك أصل اللى أعرفه أن باباكى مېت مش كدا
نظرت إليها روفيدة لتجيبها بضيق من حديثها
صحيح أن
بابا مېت بس ربنا عوضني بأحسن أخ فى الدنيا وهو اللى بيصرف عليا ومش مخليني محتاجة أى حاجة وبعدين أحنا مش فقراء للدرجاتي أحنا الحمدلله ربنا كرمنا من وسعه
تحدثت ياسمين بأستهزاء ومدام أنتو مرتاحين أوى كدا ليه بتدرسى فى جامعة حكومية
أجابتها سهر قائلة پحده والله دى حاجة متخصكيش وبعدين ياأستاذة مش شرط أن كل اللى معاه فلوس وغني يدخل جامعات خاصة وده كمان لأن الجامعات الحكومية
متابعة القراءة