لحن الزعفران بقلم شامية الشعراوى
المحتويات
تتفحصها فقال
لو خلصتى ياهانم ياريت تروحى تحضريلي الفطار
نظرت إليه بضيق قائلة
ممكن تخرج برا وأنا شوية وهاجي أحضرلك الفطار
مرت بضع دقائق
على سفرة الطعام كانت تجلس بجانبه تنظر إليه بأشمئزاز فهى لا تطيقه بتاتا رفعت كأس العصير وأرتشفت منه نظر إليها مقتطبا حاجبيه متعجبا فقال بتسأل وهو يضع الطعام فى فمه
مش بتأكلى ليه شكلك حاطه في الفطار سم علشان تقتليني وتخلصى منى
بينما هو وضع شريحتين من الجبنة الرومى فى عيش التوست وأقترب منها قائلا خدى أطفحى لأحسن تموتى من قلة الاكل وأنا لسه مخلصتش اللى عاوزه منك
دفعت يديه بعيدا عنها بأشمئزاز قائلة ابعد عني مش عايزة أكل أنا
أمسك فكها بقوة ليضع الطعام بداخل فمها ليقول ببرود
نظرت إليه بعدم تصديق لتلعنه بسرها فهو حقا شخص غير عاقل بأفعاله حاولت مضغ الطعام وبلعه لكنها شعرت بالغثيان يقتحمها فجأة فهرولت تركض إلى الحمام بعد ثوان وصل صوته إلى مسمعها يقول
من الأول وأنا شاكك فيكى وقولت أن الأكل ده فيه حاجة
أخذت تسبه وتلعنه بصوت منخفض حتى لا يسمعها رمت المنشفة على الحوض وهى تقول بتعب
ثم وضعت يديها على بطنها تتحسس موضع طفلها فقالت پألم كان نفسي فى طفل بس ميكنش جاي بالطريقة دى مش عارفة أحبك ولا أكرهك مش قادرة أتقبل وجودك لأنك حته من أكتر أنسان بكرهه فى الدنيا يمكن لو كنت جيت فى ظروف أحسن من كدا أو كنت أبن شخص تانى كنت هحبك سامحني يابني لان أمك مش حابه وجودك ولو بأيدي كنت نزلتك لكن مش هقدر أعمل حاجة بشعة زى دى وأقتل روح جوايا ملهاش ذنب مش هستحمل أني أتحاسب عليك قدام ربنا ويسألني ليه قټلتي ابنك علشان كدا مضطرة استحمل وجودك يمكن ربنا يجعلك سبب فى فرحي فى يوم من الأيام
نعم يارائف عايز ايه مني
لمس خدها برفق ليقول بهدوء عايزك تروحى لأبوكى وتخليه يمضى على الأوراق دى مد يديه بملف مليئ بالأوراق أخذته منه وهى تنظر بداخلهم ثم رفعت بصرها
إليه لتقول بأستغراب
دى أوراق الصفقة اللى كنا شغالين عليها بس مش فاهمة أنت عايز ايه منها
تحدث رائف وهو يقول هتلاقى مابينهم أوراق خاصة ومحتاج أمضاء سيادة اللواء عليها ف أنتى زى الشاطرة هتروحيله على الشغل وهتقوليله أن دى أوراق مهمه محتاجة توقيعه عليها
وأنا مش هعمل حاجة غير لما أعرف الأوراق دى عبارة عن ايه
نظر إليها بتفكير ثم قال بحذر تمام أوى كنت عارف أنك هتقولى كدا بس مش مشكلة دى تصريح بسماح مرور شحنة فى الميناء جاية من برا ومحتاج أمضاء من اللواء عليها
فيروزة والشحنة دى فيها ايه
أردف رائف قائلا ببرود أنا مابحبش الأسئلة الكتير وياريت تحطى لسانك جوا بوقك ومسمعش منك أى أعتراض وإلا هتشوفى مني حاجة مش هتعجبك والمرادى مش هتبقى مجرد أصابة لا هيبقى قتل على طول
سار بخطوات إلى الأمام ثم استدار بجسده إليها وقال
بسيطة لو سألك هتقوليله أنك نزلتى الشغل ولاقيتى ملف محتاج توقيعه لانه المالك الأساسي للشركة وبس وهو مش هيركز معاكى فاهمة ويلا علشان أوصلك
بعد ساعة كانت تقف أمام مقر الداخلية حولت بصرها للخلف لتجده ذهب بسيارته وتركها بمفردها تنفست بهدوء وقد عزمت بداخلها بأنها ستقول لوالدها اليوم على كل شئ ولجت للداخل وهى تتلفت يمينا ويسارا فكان المبنى ضخم للغاية
أوقفها صوت شخص متسائلا أستنى عندك أنتى مين وازاى دخلتى هنا
التفتت إليها فيروزة الذى قالت بأرتباك
أنا كنت محتاجة أعرف فين مكتب اللواء عامر الراشد
تحدث الظابط پحده وأنتى عايز ايه
منه
أرجعت خصلة من شعرها خلف أذنيها وقالت
أنا بكون بنته وعايزة أقابله فلو سمحت تقولى مكتبه فين
أجابها الظابط بأحترام للأسف والد حضرتك بيمر على السجون ومش هتعرفى تقابليه دلوقتى
تحدثت بصوت خاڤت لا يصل إلى مسمعه
هو ده وقته الله يحرقك يارائف بجاز ۏسخ
الظابط بتقولى حاجة حضرتك
نظرت إليه فيروزة لتقول لا طب هو الرائد أدم هنا
الظابط أدم مجاش النهاردة
تحدثت فيروزة بضيق قائلة بهمس نحس أنا عارفة أني نحس من يومي
ثم وجهت بصرها إليه لتقول شكرا لحضرتك
جاءت أن تذهب لكن أوقفها عمران الذى قال بسعادة
بجد أنتى هنا ولا أنا بحلم لا شكلي بحلم
ضحكت بخفة وهى تقول عمران أخبارك ايه
سار بخطوات واثقة أتجاهها وهو ينظر لها بحب فخفق قلبها ينبض پعنف فقد ذابت فى طلته المشرقة التى تسعدها فهى تشعر بشعور لطيف يسكن روحها عند رؤيتة
أردف عمران بأبتسامة هادئة الحمدلله بأفضل حال
نظرت إليه بعيون لامعه فأبتسمت بحياء لتقول يارب دايما تبقى بخير ياعمران
اتسعت ابتسامته فهو يشعر بسعادة غامرة فى قربها يارب بتعملى ايه هنا فى حاجة حصلت معاكى ولا حاجة وجاية تقدمي شكوي أو عايزة تطلقى وتخلصي من قرف جوزك مثلا صدقيني أنا معاك وهعملك كل اللى يريحك جربيني مش هتخسرى
ضحكت على حديثه ثم إجابته فيروزة قائلة جاية أشوف بابا بس فى حد منكم قال أنه عنده مرور
عمران هو قدامه نص ساعة ويخلص ممكن تيجي تقعدى فى المكتب بتاعى لحد مايخلص واهو نشرب مع بعض قهوة ايه رأيك
فيروزة تمام مفيش مشكلة لو مش هتقل عليك
أبتسم بخفه ليقول بحب أبدا ياريت لو تتقلى علي كل يوم دى هتبقى احلى حاجة بتحصلي فى يومي
أخفضت رأسها بخجل قائلة برقة عمران
نظر إليها بهيام ليقول قلبه ثم تدارك نفسه ليعدل من وقفته وقال بتوتر المكتب قصدي هو المكتب من هنا تعالى ورايا ليسير بخطوات سريعة فنظرت إليه بدهشة لتتجه خلفه وهى تشعر بأن الهواء يقل من حولها مع تزايد خفقان قلبها
فى المكتب قدم لها كوب من العصير المثلج ليقول بمرح
أهو ياستي عصير
البرتقال اللى طلبتيه بس أعملى حسابك المرة الجاية هتشربى قهوة معايا اه ما أنا مش هشربها لوحدي زى النهاردة كدا تمام
نظرت إليه بعيون لامعه وقالت بسعادة تمام
جلس على المقعد أمامها ليحتسى فنجان قهوته ثم قال
بجد والله شرفتينا بزيارتك الجميلة دى متعرفيش شوفتك فرحتني قد ايه أبقى تعالى زورينا هنا على طول ولا اقولك نبقى نتقابل برا أحسن من هنا
نظرت إليه مستعجبة حديثه ومن عيناه البنية الساحرة التى تشبه حبات القهوة جعلتها تتوه بداخلهم فكان بريق لونهما يلمع بشدة وكأنه عاشق لها أو كأنه رأى كنز ثمين أمامه تسألت بداخلها هل هو
حقا كما قال رويتها أسعدته لكن نظراته إليها جعلتها ترتبك وتفكر كثيرا ف تلك النظرة التى لم ترى أحد ينظر إليها هكذا من قبل
فمن يرى عمران الان يظن أنه حقا يحبها
لكنها لا تعلم بأنه فعلا يعشقها بكل كيانه
أشار بيديه إليها قائلا فيروزة مالك سرحتى فى ايه
تحدثت الأخرى بهدوء ولا حاجة هو بابا هيتأخر
أجابها عمران قائلا
متابعة القراءة