رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
في معرفة الإجابة حتى تجد عذرا لإستجابة جسدها له هل هو بالفعل صادق فيما أخبرها به
إنها المرأة الوحيدة التي لمسها وما قيل عنه تركه يقال غير عابئ بنعته إنه زير للنساء ولذلك لم يتزوج رغم اقترابه من إتمام سن الأربعين وثرائه
سيطرت عليها الأفكار وقد ازدادت حركة يديه عبثا وجرائة بل همس بكلمات الشوق إليها يخبرها أن تترك نفسها لمشاعرهم
وهل تترك نفسها للأحاسيس التي أذلتها من قبل
اذهلته قوتها وهي تدفعه عنها ناهضة من فوق الفراش ترتب ملابسها
قولتلك وهقولهالك تاني يا ابن النعماني لو كنت زمان ضعفت وسعيت وراك عشان نتجوز لأني كنت عايزاك ومش مكسوفه وأنا بقولها ليك لأني زي ما أنا شايفه دلوقتي أنت كمان عايزني لكن كبريائك بيمنعك إنك تقولها بصراحة بل بالعكس بتراوغ وتستخدم أساليبك المكارة عشان تعرف تسيطر عليا من جديد
صحيح ينطبق عليك لقب الثعلب المكار
ثلعب!
رددها بعقله قبل أن يرددها على لسانه مستنكرا تشبيهها
ثعلب هو الراجل لما يغري مراته ويكون عايزها يبقى ثعلب وكمان مكار
تاني بتقول مراتي
اعتدل من تسطحه يغلق ازرار قميصه ويرتبه متجهم الوجه ماقتا تغيرها اللعېن وعدم قدرته على عودتها كما كانت أمرأة ذائبة بين ذراعيه تمنحه السلام حينا تتعانق أجسادهم و أرواحهم سويا
ضيفة شرف في الحكاية
لم ېكذب حينما أخبرها إنها تمتلك حس الدعابة صدحت ضحكته الرجولية حتى مال قليلا يضع بيده فوق معدته من شدة الضحك
يعجبني فيكي ردك السريع لا وكمان ممتع
احتقنت ملامحها وهي تراه يسخر منها اقتربت منه وقد غادر النعاس عينيها تنوي صفعه بحديث يمس رجولته
تجمدت ملامح كاظم يرى المتعة مرتسمة فوق ملامحها لقد صڤعته في مقټل.. صڤعته بأكثر ما يكرهه
أن يشفق عليه أحد
محدش يعرف يشفق عليا يا جنات
غادر غرفتها بخطوات سريعه بل وغادر الشقة بأكملها إنه بات ضعيف والضعف في قانون حياته يعني الهزيمة
وبتعاسة هوت فوق فراشها تسأل حالها
أنت ليه زعلانه دلوقتي ليه رغم إنك تعمدتي توجعيه
والجواب كان واضح هي لم تشفى بعد من حب هذا الرجل
وهل حينا نحب يكون لدينا أحقية الأختيار في إنتقاء ما يناسبنا
وقفت على مقربة منها تحمل فنجاني القهوة تنظر إليها متحسرة على ما أصبحت تعيشه صديقتها
ميادة صديقتها المفعمة بالحيوية والأحلام الكثيرة من كانت تخبرها دوما أن من لا يدير ظهره للحياة و يضحك لها حينا ټصفعه بمرارتها فلن ينجو من البؤس أمد الدهر
ولكن أين هذه الأشعارات الكثيرة التي أخبرتها بها
لماذا تركت صديقتها نفسها لتنخرط مع أحزانها
لقد جربت من قبلها مرارة الفراق وخذلان عائلة كانت بالاسم وها هي صديقتها تعيش مآساة مشابة لها
انتبهت ميادة على وقفتها تلتف بجسدها إليها مبتسمة بملامح باهتة
فاكرة لما كنت بضحك عليكي كل ما أسألك إيه اللي بتحسي وانتي بتشوفي السما ضلمة وأنت كنتي تقوليلي إنك بتلاقي فيها راحتك النهاردة أقدر اقولك إن فعلا سكون الليل في راحه
صارحتها بحقيقة تقطر مرارة وألما ثم عادت تصب عينيها نحو ظلمة السماء المعبئة بالغيوم
لا ده أنت بقيتي شاعره كمان أنت واخوكي عليا كده كتير
واقتربت منها تضع فنجاني القهوة فوق سور الشرفة تكمل مزاحها لعلها تدمج صديقتها بحديث أخر
خدي فنجان القهوة ده أنا عملاه بمزاج
التقطته ميادة منها تشم رائحة القهوة كعادتها
أمتى هتبطلي العادة ديه
والجواب كانت تمنحه لها ميادة بمزاح مماثل لكن بنبرة مريرة
أنت قولتي عادة والإنسان بطبعه ضعيف قدام الحاجات اللي متعود عليها وبيحبها
اقنعتيني بجوابك سيدة ميادة
ضحكت ميادة بخفوت بعدما وكظتها ملك برفق
جاورتها في وقفتها مستمتعين بمذاق القهوة
أنا مبسوطه عشانك وعشان رسلان يا ملك اوعي تضيعوا حبكم تاني مهما كانت الظروف صعب الإنسان يلاقي الحب الحقيقي
نطقتها ميادة وقد عادت الذكريات تغزوها مع الرجل الوحيد الذي احبته ورحل
تعرفي يا ميادة أنا كنت فاكرة حبي لرسلان انتهى وإن عمر ما علاقتنا ما هتتصلح لأننا رجعنا تاني نحارب قدرنا لكن اللي اكتشفته غير كده
وبخفة دفعتها ميادة فوق كتفها تلحن بشفتيها
أخويا العاشق الولهان قدر يزيل الغشاوة وطبعا الشكر ليا مش عارفه أنتوا كنتوا بتعملوا فنفسكم كده ليه
تضرجت وجنتي ملك خجلا وقد عادت ذكرى تلك الليلة ټقتحم عقلها
رمقتها ميادة بعدما طال صمتها وسرعان ما كانت تتسع ابتسامتها وهي تتذكر إلى أين سرحت صديقتها الحبيبه
سرحتي في الليله أياها
انتبهت ملك على حديثها وقد ازدادت ملامحها توردا
بقي وشنا بيقلب بالألوان يا ست ملك
رمقتها ملك بحدة مصطنعة ثم التقطت منها فنجان القهوة
شوفي مين هيعملك قهوة تاني
اتسعت عينين ميادة ذعرا تنظر لفنجان قهوتها الغالي وهو يسحب منها
إلا فنجان القهوة بتاعي
ولم تمر إلا ثواني وكانوا يضحكون بقوة مما جذب أنظار ناهد عليهم وداخلها تتحسر على أبنتها التي فقدتها وبقوا هم يستمتعون بحياتهم
توقفوا عن المزاح وعادوا لوقفتهم الهادئه في صمت لم يطول
ملك عايزه اخد رأيك في حاجة
طالعتها ملك بترقب منتظرة ما ستخبرها به
أنا قررت أعيش في إسكندرية صديق ليا من أيام الجامعه عرض عليا شغل في شركته بمجال الحاسوب وده تخصصي اللي بحبه
بجد يا ميادة ده خبر جميل على الأقل هتخرحي وتشوفي الناس من تاني وتنسي اللي حصل
النسيان صعب يا ملك وأنت عارفه ده كويس بس هحاول اتأقلم غير إني محتاجة أبعد عن هنا.. وأنت شايفه كاميليا هانم كل يوم جيبالي عريس شكل
وبرجاء تابعت تأمل أن تساعدها صديقتها
إحنا محتاجين نقنع رسلان يا ملك رسلان هيقدر يقنع ماما وبابا أنت شايفه إزاي مبقوش عندهم ثقه فيا وديما كلامهم جارح
انسابت دموعها بعدما فقدت القدرة على تمالك حالها لتسرع ملك في ضمھا إليها تطمئنها
فتره وهتعدي يا ميادة صدقيني
ياريت يا ملك
اقترب احد الصغار منهم متعثرا بعض الشيء بخطواته يضع الهاتف فوق أذنه يستمع للطرف الأخر بإنصات
أسرعت ميادة في مسح دموعها تنظر نحو الصغير وتلهف ملك عليه
عبدالله نام ومعاه الأسد
ابتسمت ملك على حديثه المتقطع وقد أدركت هوية من يتحدث معه صغيرها
حاولت أن تلتقط من الصغير الهاتف ولكنه تذمر متشبثا به
طيب خلينا نكلم بابا سوا على فكره ده تليفوني
والصغير يعاندها كما تعانده هي بطفوله
تليفوني أنا رسلان ملك وحشه
نطق الصغير اسمهم مجردا لينفجر رسلان ضاحكا وهو يستمع لضحكات زوجته وشقيقته
خليني أكلم ماما عشان أجبلك حاجة حلوه
والصغير يتسأل دون التخلي عن الهاتف
شيكولاته
نطقها الصغير بحروف متقطعه ليست مفهومه ولكنه فهم ما يقصده صغيره
مع إنها غلط عليك إنك تاكلها كتير وماما هتضربنا سوا لكن حاضر يا حبيبي..
اماء الصغير برأسه وكأن والده يراه
تناولت ملك منه الهاتف بعدما عقد صفقته مع والده ثم تشبث بساقيها حتى تحمله
مش من شويه أنا وحشه
والصغير يمنحها قبلة حنونه ثم يمسح فوق خدها يلاطفها
ملك حلوه
يردد عبارته لمرات
وأنت كمان حلو وجميل يا قلب ماما
تقريبا أنت نستيني على الخط يا ملك
نطقها رسلان حانقا رغم أن السعادة كانت تحتل عينيه من حب أولاده للمرأة الوحيده التي أحبها
التقطت
متابعة القراءة