رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


تدفعه عنها.
 هو أنت مافيش في دماغك غير ده أنا خلاص زهقت..
تجمدت ملامحه وهو يراها تبتعد عنه نافره من تلامسهم هل هو بات بالنسبة لها هكذا رجلا لا يبحث إلا عن ملاذته. 
احتقنت عيناه وبرزت عروقه لا يستوعب ما قذفته به.
 أنتي شيفاني بالصورة ديه يا جنات
ثارت ثورتها رغما عنها فقد طعنها حديث شقيقه يخبرها دون قصد بتلك الحقيقة التي تعلمها كاظم لا يصدق مشاعره لأنه لم يذق معنى الحب.. 

الجميع يعلم بداية قصتهم الجميع يعلم إنها من ساومته على تلك الزيجة 
زيجة كانت كالصفقة فأين سيكون الحب 
 أنت مبتحبنيش يا كاظم التغير الفظيع اللي حصل في حياتنا عشان الطفل ده أولا وعشان اللي ديما كنت بتقول عليه كيميا الجسد... أو يمكن بقيت شئ في حياتك اتعودت عليه
احتقنت ملامحه مع إنتفاخ أوداجه إنها تضع تفسيرات حمقاء
 ولما ابطل ألمسك هتتأكدي من الحقايق ديه يا جنات.. حاضر هنفذلك اللي أنت عايزاه لاني مش الراجل اللي في دماغك..
تحرك من أمامها حتى لا يخرج منه حديث لن يعجبها بعدما شبهته بتلك الصوره ولكن شئ خفي كان يدفعه ليتوقف ويخبرها بجواب سؤالها لعلها تستريح ويحرقها من نفس وهج النيران التي اشعلتها 
 مش كنت عايزه تعرفي لو مكنش جوازنا تم بالطريقة اللي اجبرتيني بيها عشان اتجوزك ايوه يا جنات مكنتش فعلا هبصلك ولا هفكر فيكي لأني راجل عملي كنت هتجوز بالعقل ارتاحتي
غادر الغرفة بعدما صفعها صڤعة قوية بحديثه ازدردت لعابها بصعوبه تطرق رأسها نحو الاسفل فقد قال الحقيقه التي بات يحاول تجميلها حتى لا يجرح كبريائها. 
......
وضعت السيدة سعاد فنجان القهوة أمامه تنطر له وقد صار الإرهاق واضح أسفل عينيه وقد انشغلت كفه اليمني في تدليك جبهته
 شكلك منمتش يا بني اطلع ريح كام ساعه الشغل مش هيطير وانت عندك ناس تسد بدالك بلاش ترهق نفسك
 أنا كويس يا داده
توقفت السيدة سعاد عن الحديث تشعر بقلة حيلتها في منحه ما تتمناه له وكيف لها أن تتحمل فكرة تركه والعيش في تلك الشقة القريبة التي اشتراها حتى تعيش فيها بسمه بعد مغادرتها المنزل ورغبتها المفاجأه بالعيش بعيدا عنهم
اشياء كثيرة لم تعد تفهمها ولكن بالتأكيد بسمه ستخبرها بكل شئ
هكذا كانت تخبر نفسها كلما عجز عقلها عن التفسير في تلك الأحداث التي حدثت مؤخرا
انسحبت السيدة سعاد من أمامه ولكن سرعان ما كانت تلتف إليه وقد ضاقت حدقتاها في تساؤل
 داده بسمه فوق في أوضتي ياريت تطلعي ليها الفطار وتاخدي بالك منها
..... 
 جنات أنت مجمعانا هنا من الصبح عشان نحط الخطه اللي هتوديني في داهيه مع سليم وقاعده سرحانه ده غير المفروض اروح أجهز
دلف احمس بأكواب الشاي يقلب بالمعلقه السكر ويطرق فوق حافة الكوب بطريقة درامية وكأنه يقدم المشاريب بالقهوة
 احلى شاي من احلى صباح في الدنيا أنا مش عارف ليه حاسس كل واحده فيكم هترجعلي بشنطة هدومها
خرجت شهقت الخاله صباح بقوة تبصق ما بفمها عما نطقها ولدها
 بعيد الشړ عنهم تف من بؤك خدوا يا حبايبي السندوتشات أهي عشان تبلعوا الشاي وانت تف من بؤك لأحسن لواحده فيهم جات غضبانه هنيمك ليله على السلم
ضحكت فتون بقوة تنظر نحو احمس الذي بالفعل قد بصق ما بفمه
انفرجت شفتي جنات بابتسامة خفيفه تنظر هى الأخرى نحو احمس والخاله صباح
 أنا مش عارف أنت أمي ولا أمهم
 أمهم هما أنت لقيتك جانب صندوق الزباله
غادرت الخاله صباح الغرفة وتركتهم يخططون لأمر مشروعهم الذي لا يتم فهذا ما كانت تظنهم مجتمعين من أجله
 بتضحكوا طيب هقوم أفضح سركم وقالي إيه هى فكراكم بتخططوا لمشروع جديد متعرفيش إنكم بتجمعوا عصفورين كناريه في العيش السعيد وكله هيجي على دماغكم انتوا الاتنين
 سليم عامل حصار على خديجة وكل ما يلين في الحكاية ديه يرجع تاني يرفض
 كاظم نفس الحكايه الاتنين انانيين يا فتون
انتقلت عينين احمس بينهم
 النهاردة كان بيسأل خديجة لو عايزه تكمل حياتها معاه وهو من جواه مستني تقول لاء اول ما قالتله إنها اخدت قرارها خلاص وهتعيش تربي الطفل لو انكتب ليه يعيش.. ملامحه اتغيرت وبقى سعيد من قرارها 
 مش بقولك أنانيين وكاظم بقى مقتنع أن الجوازه ديه لا تصلح خاصه بعد ما ظهرت نوايا مرات أبوه
زفر أحمس أنفاسه بضجر يلتطم فوق الطاولة الصغيرة
 دوري هيكون إيه في الليله ديه بدل ما احلف ما أنا مشترك معاكم في جاحه
حملقت به جنات تعيد رسم الخطه مجددا حتى يدلف أمير الفيلا دون علم سليم
 فتون بلاش تسمعي كلام المجنونه ديه عمة جوزك ست ليها مركزها وتقدر تاخد قرارها بنفسها وتقف لابن أخوها لو هى متمسكه بجوزها
رغم قناعة فتون بحديثه إلا أنها تراهم يحتاجون لهذا اللقاء العمة تستحق أن تفعل ذلك من أجلها.. هى ترى تخبطها وشوقها كلما فتحت معها حديثا عنه ولكن هناك شئ يمنعها وشئ ليس بهين
 فتون أنت وسليم لازم تقضوا النهارده ليله بره الفيلا..
......
رفعت رأسها المدفونه بين ركبتيها وقد اخترق صوت صياحه بالأسفل مسمعها
 بسمه أختي حببتي أنت فين وحشتي أخوكي 
وضعت كفيها فوق أذنيها فهو أخر من تريد سماع صوته هو من كان سبب لما عاشته وتعيشه
ترك الذئاب تنهش بلحمها تركها قليلة الحيله تبحث عن الحنان في أعين العزباء
بسببه حرمت من كل حلم جميل تشبثت به لن تلوم إلا هو
تعالت الأصوات داخلها تزيد من ضغط كفيها فوق أذنيها
بصعوبه تحركت من فوق الفراش تردد بشفتي مرتجفتين
 هو السبب حرمني من كل حاجه.. سابهم ينهشوا فيا
دلفت السيدة سعاد المطبخ حانقة من قدومه فما الذي أتى به اليوم وفي ذلك التوقيت
 انا لازم اكلم جسار بيه قال أختي حببتي قال.. أكيد عايز فلوس
اختفت السيدة سعاد داخل المطبخ فعاد الخواء يحتل عيناها الذابلتين وكل شئ عاد يسير أمامها كأنه شريط سينمائي والصوت يتردد داخلها
 هو من القى بيك في هذا المصير 
لم تشعر بحالها إلا وهى تندفع نحوه بقوة لا تعرف كيف أتتها تنهال عليه ضړب وقد صډمته فعلتها فهو وقف يفتح لها ذراعيه 
 يا بنت المجنونه وأنا اللي جاي أشوفك واطمن عليكي 
دفعها عنه بقوة بعدما تمكنت من وجهه وخدشته بأظافرها 
 أنت السبب كل اللي أنا فيه بسببك 
انتفخت أوداج فتحي من شدة الڠضب ينفضها عنه يمسح فوق وجهه 
 أنا السبب في إيه ما أنت عايشه في عز مكنتيش تحلمي بي أنا مش عارف بص ليكي على إيه عشان يتجوزك 
تحجرت مقلتيها تشعر وكأن قبضة قوية تعصر قلبها 
رمقها بنظرة ماقته ينظر لقميصه الذي انفلتت منه بضعة أزرار وقد بات وجهه يحرقه منه شدة الألم 
نظراتها صارت خاوية تنظر نحو ظهره وسرعان ما كانت عيناها تلتقط تلك المدية التي تلازمه
ارتعشت يديها ولمعت عيناها بالشړ ستقتله.. هو السبب هو من أجبرها أن تفر هاربة 
لم يعد يفصلها نحو هدفها إلا خطوه وما زال هو مشغول في النظر إلى قميصه الذي بات لا يصلح
عيناها علقت بيدها الفارغه تلتف في ذعر وشفتين مرتجفتين نحو الواقف خلفها
الفصل السادس والستون
_ بقلم سهام صادق
ازدادت رجفة جسدها هذه المرة وقد علقت عيناها بالمدية وهو يخفيه في سترته لما ينزع منها ما سيخلصها من حياة صارت ترفضها. 
خرجت زفراته في راحه فلو تأخر دقيقة واحدة
 

تم نسخ الرابط