رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
كاد أن ينسحب ولكن صړاخها الذي أزداد جعله يقترب من صديقه
كفاية يا حسن.. الجيران هيسمعوا صوتكم
أزاحه جانبا بعيدا عنها يجذبه بصعوبة خارج المطبخ ألتقطتها عيناه وهي تتكور علي حالها باكية قبل أن يبتعد عن المطبخ
تعالي أقعد هنا يا أخي وأهدي
أبعد عني يا مسعد.. بنت.. بقت تعلي صوتها عليا وتقولي لاء
يا حسن براحه.. كتر ضړبك فيها هيخليها تطفش منك
ما تطفش ولا تغور.. جوازه تسد النفس..ديما حاړقة دمى على المسا
لا لا ده أنت محتاج كوباية ليمون تروق دمك..
وحجة أتخذها ذاهبا للمطبخ.. وجدها كما هي فأقترب منها بعدما ألتف حول نفسه خوفا من إتباع حسن له .. مد لها يده فرفعت عيناها نحو يده الممدودة فجمدها الذعر.. حاولت أن تصرخ ولكن أسرع في تكميم فمها
وأزدرد لعابه عند تلك الكلمة...فما يشعر به نحوها أبعد عن معناها
دفعت يده عنها ناهضة من جلستها وقبل ان تصرخ وتفضحه عاد يكمم فمها
حسن عمره ما هيصدقك وهتكوني ڤضحتي نفسك.. أنت عارفه حسن أكتر مني
أمشي من هنا..
تراجع بخطواته هاربا وزادت ربكته وهو يسمع صوت حسن من الخارج
كل ده بتعمل كوباية ليمون يا مسعد.. مش عايز خلاص وخلينا نروح القهوة
أنغلق الباب ومع سماع صوت أنغلاقه كانت تهوى على ركبتيها تتحسس مواضع الألم في جسدها تغمض عيناها بقوة
فتون ممكن تعمليلي حاجة دافية أشربها
أرتجف جسدها قليلا فمازالت صدمة أمس ترجف أوصالها.. هدأت ضربات قلبها وألتفت إليه
هتفطر يا...
شحوبه أفزعها فهيئته لم تكن تحي إلا بشدة مرضه..أقتربت منه تسأله
أنت لسا تعبان من أمبارح يا بيه
طالعها في صمت متكأ على الجدار خلفه
أروح اجيبلك دكتور.. قولي اعمل ايه طيب
أبتلع لعابه بصعوبة فحلقه يؤلمه كحال سائر جسده.. عاد لغرفته يسترخي على فراشه بإنهاك
دقائق وكانت أمامها بالمشروب الساخن تعطيه له
ديه وصفة ماما إحسان
هتفت أسمها بحنين وترقرقت الدموع في عينيها ولكن سرعان ما رفرفت بأهدابها تطردهما فليس وقت البكاء الآن
طعمه وحش كده ليه
قالها متذمرا يعطيها الكوب فعلي ما يبدو أن الأدوية أفضل منه
طعمه وحش بس مفعوله حلو يا بيه.. متبقاش زي الأطفال يا بيه
حاجبه أرتفع تلقائيا... أنتبهت لجملتها فتراجعت للخلف تطرق عيناها أرضا
مكنتش أقصد.. اعملك حاجة تانية
مدت يدها لتلتقط الكوب منه ولكنه عاد يرتشف منه ببطء يقاوم إستياء طعمه
أعطاها الكوب شاكرا عائدا لأستلقاءه على فراشه
متعمليش منه تاني يافتون
غادرت الغرفة بعدما أبتسمت رغما عنها ف رب عملها يبدو كالأطفال في مرضهم
عادت إليه بكوب أخر بعد ساعتين ولكن قدماها تيبست في مكانهم تنظر إلى ملامح وجهه المتعرقة
مش هكون زيك..مش هكون زيك
تحركت پخوف نحوه بخطوات مضطربة فمن هو الذي يخاطبه رب عملها في أحلامه
هتفت أسمه بصوت هامس مهزوز
سليم بيه.. سليم بيه
ولكنه كان غارق في هذيانه... تعلقت عيناها بقميصه القطني الغارق في عرقه
سليم بيه
هاتفه أخذ يرن فوق الكومود المجاور لفراشه صوت هذيانه يعلو ويداها ترتجف وهي تحمل له ذلك المشروب الذي يتصاعد أبخرته.. عيناها تدور بينهم فأقتربت من هاتفه تنظر لرقم المتصل حازم لقد أصبحت تعلم القليل عن هوية ذلك الشخص فهو شريكه في مؤسسة المحاماة
سليم بيه تليفونك بيرن
نادته لعله يجيب عليها ولكنه مازال في هذيانه... وتلك الصوره التي يرى فيها والده بعد زواجه من زميلاته في الجامعة حتى تلك الفتاة التي أعجب بها في سنوات دراسته نالها وهو معجب بصباه في شيبته
عمري ما هكون زيك مش هكون زيك يا صفوان
يا بيه تليفونك بيرن.. حازم بيه بيتصل
وضعت الهاتف بالقرب منه لعلا صوته يقظه ولكنها كانت بصوتها علي أميال بعيدة منه.. في سنوات مضت.
الهاتف مستمر في الرنين وهي مازالت واقفة تنظر له وللهاتف إلى أن حسمت أمرها
انا فتون.. فتون الخدامة يا بيه
خرج حازم برفقة الطبيب يلتقط منه تلك الروشتة الطبية .. عاد إليها بعدما أنصرف الطبيب
هو فين حسن..
كادت ان تتحدث فحسن زوجها لا يأتي إلا عندما يستدعيه السيد سليم كما أصبحت تفهم عن طبيعة عمله الذي لا يعد عملا.. أنشغل حازم في محادثته عبر هاتفه ولكن سرعان ما تذكر أمر الدواء
هتعرفي تروحي تجيبي العلاج
اه يا بيه.. في صيدلية على أول الشارع
رمقها فاحصا لها بعينيه متعجبا من صغر سنها فصديقه لم يكن يوما يفضل الخادمات الصغيرات.. أعطاها المال يخبرها بنبرة أعتادت عليها
روحي هاتي العلاج بسرعة وبلاش لكاعة
سعل سليم بشدة محاولا النهوض من فوق فراشه
من أمبارح وأنت شكلك تعبان بس لازم تفضل تعند كتير
اعتدل في رقدته بعدما عدل له حازم موضع وسادته
كنت بتصل بيك عشان أوراق القضية الخدامة ردت عليا
فتون
نطق أسمها بهدوء وقد أرخي رأسه للخلف يطالع صديقه
ايوة ياسيدي فتون..
وطالع ساعته حانقا من تأخيرها
مع اني قولتلها هاتي الدوا بسرعه لكن أقول أيه على الخدامين لازم يتلكعوا
حاول أن يعتدل من فراشه بعدما ألقى صديقه عليه عبارته الأخيرة فهو خير من يعلم أن فتون مازالت تجهل الأماكن هنا ولا تعرف كيف تتصرف وحدها
مبعتش حسن ليه
هو حسن فاكر نفسه سواق عندك... ده فاكر نفسه باشا حتى المؤسسة مش بيجيها غير لما نطلبه.. انا مش عارف يا سليم أنت ليه متمسك بي لحد دلوقتي
عشان أبوه الله يرحمه
أزداد في سعاله فأقترب منه قلقا يناوله كأس الماء
مش لو كنت متجوز دلوقتي كان زمان واحده قاعده جانبك بتراعيك..
وأردف مستنكرا ذلك الزواج الذي لا يعترف به ولا يراه زواج
بدل ما أنت مقضيها جواز وقتي وكام ليلة حلوه
مش كل الستات زي مراتك يا حازم... وخد بعضك وأمشي
ما أنا همشي يا أستاذ بس الخدامة بتاعتك تيجي بالدوا... أنا غلطان إني أعتمدت عليها
رمقه ممتعضا يغمض عيناه
بدل ما أنت واقف كده بتديني نصايح.. كنت روحت أنت جبت العلاج مش ودتها هي
وهي شغلتها أيه
أكتر حاجة نفسي تبطلها النفخة الكذابة... اللي ورثتها عن فريال هانم
الدوا يا سليم بيه
التقطت أنفاسها بصعوبة تنظر إليهما وقد لمعت عيناها فرحا وهي تراه مستيقظا
باقي الفلوس يا حازم بيه
خليهم ليكي
لم تكن نية حازم أن يشعرها بوضعها ولكنه كان معتاد علي أسلوبه هذا.. تعلقت عيناها بالمال وقبل أن تخبره أنها ليست بحاجة إليه
ياريت كوباية ماية ولا هتفضلي واقفة كده كتير
تعلقت عيناها بكأس الماء الفارغ الذي يعطيه لها.. أسرعت تجلب دورق الماء وكأس أخر ممتليء
ناوله علاجه ملتفا نحوها
روحي أعملي شربة يشربها.. بدل وقفتك هنا
لم يكن سليم بحالة تساعده أن يردع صفاقة حازم التي لا يغفل عنها.. عادت بأدراجها للمطبخ تشعر وكأن شيء يلتف حول عنقها ېخنقها
بدأت تطهو له الشربة تخبر حالها أن السيد سليم مريض ولا ذنب له في بؤسها
أعمليلي فنجان قهوة مظبوط وهتهولي على مكتب سليم
هتف بها حازم وهو يقف على أعتاب المطبخ.. أرتجف جسدها على أثر صوته ولكنها تمالكت
متابعة القراءة