رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


يمد لها ببيضته يقربها منها حتى تقشرها له. 
لفظه للكلمات بتلك اللطافة كانت تجعل ابتسامتها تزداد إتساعا بل وتطرب أذنيها.
التقطت منه البيضه تنظر لمكان طرقها ولكنها اختارت الطريقة الأخرى التي اعتادت فعلها ببساطة..
لطمت البيضة بجبهتها تنظر للصغير الذي رمقه في صمت فهل سيكون هذا الصغير مثل بقية طبقته يتبع قوانين الأتيكيت وسرعان ما كان يضحك الصغير بصوت مرتفع يسعى لألتقاط بيضة لم تقشر ليجرب فعلتها.

تراجعت الخادمة عائدة للمطبخ بعدما اطمئنت أن الضيفة نجحت في إطعام الصغير.
اتسعت ابتسامة الصغير بعدما ارتشف كأس اللبن خاصته 
بره في قطه.. قطه حلوه
عادت الابتسامة تشق شفتي بسمة تنظر للصغير الذي يجرها معه للحديقة نحو القطة التي أخبرها عنها بحديثه اللطيف.
ارتفعت ضحكات الصغير وقد جذب صوت ضحكاته انتباه رسلان الذي ترك رابطة عنقه دون عقدها واتجه نحو الشرفة ينظر لصغيرة مندهشا من سماع قهقهته. 
اقتربت ملك منه بعدما غادرت المرحاض تجفف خصلات شعرها بالمنشفة
ده صوت عبدلله.. إزاي طلع لوحده الجنينة
التف إليه رسلان يجتذبها من يدها يريها صغيره الذي يجبر بسمة على الركض خلفه ويشاكسها
شكل بسمة هتعمل معايا معروف حلو اوي الأيام اللي جايه
طالع ملامحها السعيدة وهي تنظر للأسفل 
عبدالله مبيتوعدش على الناس بسهولة.. شكله حب بسمة
عبدالله هيكون علاج بسمة يا رسلان
استدارت إليه تنظر نحو عينيه متسائلة 
وجود بسمة وسطينا هيضايقك يا رسلان
ارتفع حاجبيه في عبث يحرك بكفيه نحو عنقها حيث تلك القطرات المنسابة ولم تجف بعد
ديه بسمة شكلها جات نجده ليا يا حببتي..
ده أنا بدأت أغير من استاذ عبدالله.. دلوع الماما والماما ناسيه ابنها الكبير
انفلتت ضحكتها عالية رغما عنها رسلان اليوم مزاجه في مكان أخر 
أنت فيك حاجة غلط النهاردة يا دكتور.. أنا بقول متروحش المستشفى النهاردة
ومن نظراته العابثة أدركت ما ينوي له لينظر إليها بعدما ابتعدت عنه ماقتا فعلتها

....
اسرع في تحريك الوسادة خلف ظهرها يطالعها بلهفة وقلق لم يغادروا ملامحه حتى بعدما أخبرهم الطبيب بالمشفى أن الجنين بخير ولكنها بحاجة للراحة
لسا تعبانه..
حركت رأسها نافية تعبها فطالع الغرفة حوله يحرك بيده فوق خصلاته ثم عاد ينظر إليها 
أكيد محتاجه تفطري..
ودون أن يضيف كلمة أخرى أسرع في مغادرة الغرفة يبحث عن المطبخ.
اغمضت خديجة عينيها براحه افتقدتها..ستكون كاذبة لو أنكرت سعادتها بوجوده. 
لهفته اليوم عليها وعلى جنينهم أكدت لها حقيقة واحده إنها دون هذا الرجل ستكون ناقصة هي وطفلها..فأين كان عقلها وهي تخوض معه علاقة تعرف نهايتها وعواقبها
انسابت دموعها في ضعف خديجة النجار عادت تبكي كما كانت شابه في العشرين من عمرها .. لا شئ تفعله إلا رثاء نفسها والهرب فأين ذهبت قوتها 
غفت دون شعور منها.. لتشعر بأنامله تتحرك فوق خديها وقد جفت دموعها. 
طالعها بنظرات لائمة فهل وجوده معها يسبب لها هذا
قوليها للمرة الأخيرة واوعدك يا خديجة هحررك مني.. بصي في عيني وقولي عايزني أبعد عنك..قولي حررني منك..
عادت دموعها لسقوطها تنظر إليه في صمت ترفع كفها تضعه أمام شفتيه تحرك رأسها رافضة
الحب من غير كرامة بېموت يا خديجة..
متبعدش يا أمير ولو قولتلك أبعد متبعدش
هتفت بها تندفع نحوه تضم جسدها له.. هي تريده..مهما قاومت وهربت فلم يعد هناك مفر لها إلا العودة إليه 
ابتعدت عنه بعدما شعرت بجموده تنظر إليها راجية حبه لمرة أخيرة 
 كرهتني يا أمير
كان يصارع مرارة ما عاشه معها من خذلان.
كادت أن تبتعد عنه تخبر حالها إنه لم يعد يحبها.
سقطت صنية الطعام الموضوعة فوق الفراش.. بعدما تحول الأمر لجنون عاصف يخبرها وسط عاصفة حبهم إنها المرة الأخيرة للغفران ولكنه كان كاذب.. فسيظل يغفر لها حتى يزول الحب. 
.....
توقف مكانه مدهوشا مما يراه.. ينظر إليها وهي تلهو مع ذلك الصغير. 
تعلقت عينين ملك به بعدما غادرت من باب المنزل المفتوح..
لولا تهليل الصغير لرؤيته لملك.. لظل هو واقف مكانه يطالع ابتسامتها.
عيناه ڠرقت في تفاصيل ملامحها يتسأل داخله..
أكان منزله حقا سجنا لها وعندما تحررت من جدرانه عادت كما كانت.
تركت القطة تشرب اللبن بمفردها بعدما تركها الصغير.
ابتسمت بسمة وهي ترى تعلقه بين ذراعي ملك التي ظلت تنظر إليها في صمت.
نظراتها جعلتها تلتف خلفها.. فتلاقت عيناها به وسرعان ما كانت تفر من أمامه.. هي لا تريد العودة معه.. تريد البدء من جديد وكأنها لم تهرب في سيارته وكأن هذا الفصل من حياتها صار محذوف. 
تجمدت ملامح جسار ولم تكن ملك أقل صدمة عنه كحال رسلان الذي خرج للتو من المنزل.
.... 
فتحت فرحة عيناها تنظر حولها عقلها أخذ يسترجع أحداث الليلة الماضية تهز رأسها رافضة ما رأت.. فما رأته لم يكن إلا كابوسا. 
تحركت يداها فوق الفراش ثم دارت عيناها بأرجاء الغرفة وسرعان ما كانت تخرج صړختها 
أنا مقتلتهوش.. مقتلتهوش
ارتجفت حدقتاها وهي ترى الباب يفتح ويدلف منه أحدهم ولم يكن إلا ذلك الملثم الذي من سوء حظها رأت وجهه أمس. 
....
اسرع سليم في هبوط الدرج يستعجب قدوم حازم إليه المزرعة يحدق بساعة يده فالساعه الحادية عشر ونصف 
وقبل أن يتسأل سليم عن سبب قدومه رغم شعوره بحدوث شئ 
حامد أتقتل يا سليم..
الفصل الرابع والسبعون
_ بقلم سهام صادق
مقټل حامد هكذا ردد سليم بعدما تعلقت عيناه بحازم..الخبر لم يكن بالنسبة له صدمة فنهاية حامد الأسيوطي كانت معروفه
سليم أنت ليك يد في مۏت حامد
تجهمت ملامح سليم ينظر نحوه بنظرة ضائقة فاسرع حازم بالاقتراب منه مستطردا
هتكون ضمن المتهمين بقټله يا سليم
تعلقت نظرات حازم به يتعجب من صمته.. نظراته ازدادت تعمقا له وهو يراه يشعل سيجارته ثم يزفر أنفاسه ببطء واتجه نحو احد المقاعد وقد عاد الاسترخاء يحتل ملامحه.
زفر حازم أنفاسه ضجرا فهل قطع هذه المسافة ليتحلى بالصبر حتى يقرر ابن النجار اخباره بنواياه
تصدق إنك بارد.. أنا قاطع المسافه ديه كلها من قلقي لتكون اتهورت وقټلته بعد ما عرفت إن هو اللي دبر حاډثة موتك وأنت قاعد ولا همك
اتجه حازم نحوه حانقا من هدوئه ولكنه صار متأكد أخيرا أنه لا دخل له بمقټل حامد
أنت كنت عارف بقرب نهايته
استمر سليم في نفث دخان سيجارته يحدق بتلك النقطة البعيدة
تقدر تقول إني كنت متنبأ بكده.. حامد غلطاته كترت ودفاتره كلها بدأت تنكشف مع إن كل حاجة واضحه من زمان بس كان لسا دوره
استرخى حازم في جلسته يحرك رابطه عنقه قليلا
أنا مش عارف ليه حظك في النسب سئ اوي يا سليم.. شهيرة واخيرهم.. ولا بلاش بتزعل من تعليقي
 

تم نسخ الرابط