رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
شفتيه
هوجعك يا ملك... هوجعك زي ما وجعتيني... بكره اخليه يطردك وتلاقي نفسك من غير ولا شئ..هخليكي تركعي تحت رجلي
وسرعان ما كان يلقي هاتفه فوق الفراش بكل قوته ..اقترب من المرآة ينظر لحاله يرفع شفتيه متهكما لقد أصبح رجلا آخر رغم استمرار تفوقه في مجاله كطبيب إلا إنه أصبح قاسې عابث
الفصل السابع والعشرون
_ بقلم سهام صادق
ذرفت ما يكفي من الدموع على حلقة اليوم من مسلسلها الكئيب كما تسميه ولكنها كل يوم في موعيده تنتظره.. حقا هي غريبة الأطوار.
ثلث سنوات وأشهر والمشهد لا ينسي
تحمل حقيبتها مغادرة بعدما رفضت ذلك القرار الذي اهانتها به السيدة فاطمة..السيدة فاطمة قبلت عملها حتى تجعلها زوجة مؤقته بعدما أوصلت لها الرساله أنها بلا عائلة ومأوي
عمي عزالدين
الصدمة كانت مرتسمة فوق ملامحها وهي ترى عزالدين يهبط من سيارته.. الټفت خلفها لتتعلق عينيها بعينين السيدة فاطمة التي أماءت برأسها لعزالدين كأنها كانت تنتظره .. الصورة أخذت تتضح لها رويدا رويدا
وهي ترى إشارة السيدة فاطمة بعينيها نحوهم بأنهم يمكنهم الدلوف للمنزل والحديث بحديقته
وتعلقت عينيه بحقيبتها التي تحملها قبل أن يسحب ذراعها برفق لتتقدم أمامه
سارت معه كالمغيبة.. نبضات قلبها أخذت تتسارع وهي تهوى بجسدها فوق احد مقاعد بحديقة المنزل
أنتي أكيد فاهمه سبب وجودي هنا يا ملك
لم يكن لديها سؤال أو جواب هي تنتظر سماع ما يريده وعن المنفى الذي سيخبرها به حتى لا يروا لها أثرا في عالمهم..
انحدرت دموعها على خديها.. فاستطرد بحديثه
رسلان و مها اتجوزوا...
زفر أنفاسه وهو يتمهل في إستكمال حديثه.. يشفق عليها ولكن رحيلها من هنا وزواجها من أخر لا بد أن يحدث و إلا إبنه سيضيع كلما راءها حره.. لعلا ما سيحدث يريحه
وجودك في نفس البلد وظهورك ليهم هيدمر حياتهم... رسلان بقى حلم مستحيل يا ملك
حلم مستحيل ! ...
انسابت دموعها على خديها تفتح عينيها تطالع ظلام الليل تهتف ساخره بعدما فاقت من ذكرياتها التي تعيدها لما تخطته ومضت
حلم مستحيل...
اخذ رنين هاتفها يتعالا برقم ميادة ورغم كل شئ إلا أن صداقتها بميادة استمرت.. نعم ابتعدت عنهم كما نبذوها حتى عندما عادت من إيطاليا مع جسار منذ عام بعد ۏفاة السيدة فاطمة وصراعها مع المړض.. لم ترغب في العيش بالقاهره ومن حسن حظها أن جسار استقر بفرع شركته الأم بمدينة الاسكندرية
يعني لو مسألتش أنا متسأليش عني يا ملك
عادت للداخل بعدما اغلقت الشرفة خلفها تهتف معتذرة
ڠصب عني يا ميادة.. الشغل واخد كل وقتي
يا سلام.. ما انا كمان بشتغل وبدرس وقاعده في الغربه ومش بنساكي يا ست ملك
لم تجد ملك ما تخبرها به.. فقد ازدادت قوقعتها على نفسها واصبحت اكثر انطوائية
رايدن قالي إنه بيحبني يا ملك
هتفت بها حالمة.. فابتسمت ملك وهي تستمع إلى الطريقه التي أجادها رايدن في التعبير عن حبه...البروفيسور العظيم المعقد الذي أرهق صديقتها الطموحه المشاغبه احبها ومن حسن الحظ إنه مسلم الديانة ولكن إختلاف العادات والبلدان كانت العائق ولكن رايدن اتخذ اول خطوه
انا فرحانه ليكي اوي يا ميادة
وبعدما كانت ميادة غارقة في أحلامها وحماسها زفرت أنفاسها خائفه
متوقعش إن عزالدين بيه وكاميليا هانم هيوفقوا ولا حتى رسلان
وعلى ذكر اسمه الذي لم تكن تقصده... خفق قلبها.. عضت ميادة على شفتيها بعدما أدركت ما تفوهت به
عزالدين و عبدالله عاملين ايه.. بقالك كتير مبعتيش ليا صورهم
ومشاعر الخالة كانت أكبر وأقوى من أي مرارة ډفنها الزمن
هبعتلك صورهم حالا.. بقوا شبه رسلان مخدوش اي حاجة من مها الله يرحمها
والمزيد من الكلمات كانت تفتح چروح ولكنها فور أن وقعت عينيها على الصغيرين اتسعت ابتسامتها
ذنبهم ايه يحرمهم رسلان من حنانه.. رسلان بقى صعب قوي وقاسې
واستطردت في حديثها بعدما زفرت أنفاسها
استحاله تكون قسۏة رسلان عليهم بسبب مۏت مها.. في حاجة حصلت غيرته اوي كده
اخذت تفضفض ميادة بما تشعر به واسترسلت في حديثها دون شعور ولكن ملك كانت غارقه في ابتسامة الصغار.. إنهم أبناء شقيقتها مهما حدث.. مها شقيقتها من والدها تلك الحقيقه التي لم ينكرها أحدا بعد أن تخلي عبدالله عن صمته قبل ۏفاته وصړخ بها
وبقلب محب لشقيقتها التي كانت تنساق خلف ناهد هانم كما أصبحت تنطق اسمها بعدما فاقت على الحقيقة التي تقبلتها هتفت بأعين دامعه
ربنا يرحمك يا مها..
..............
طالعت وقفتها المرتكبة فتركت ما تفعله واقتربت منها تضم كفيها
اتقبلتي في الوظيفه مش كده
اماءت جنات برأسها وهي تشعر بالخجل منها.. فكيف لها أن تعمل ضمن موظفين ذلك الدنئ وهي تعلم حقيقته
جنات ده مستقبلك.. أنا بسمع إن شركاتهم حاجة واصله يعني فرصه متتعوضش.. وانتي شايفه حال البلد..
صدقيني يا فتون لولا فعلا قلة الفرص في البلد مكنتش قبلت اشتغل عنده
أطرقت عينيها تخبرها بمرارة بما أخفته رغما عنها
الجمعية اللي اتولت مشكلتي وساعدتني اكمل حلمي ومشواري ومتولية مشروع المطعم وهتدعمني خديجة النجار هي اللي مأسساها
رمقتها جنات مندهشة فالأول مرة تصرح لها فتون عن ذلك الأمر
إزاي يا فتون.. الجمعية مموله من رجال الأعمال ومدام سحر هي اللي بتديرها
وسرعان ما اتسعت عينين جنات تربط الأحداث ببعضها.. مقتطفات قد مرت زيارة السيدة سحر لها بعدما ټوفي والديها في إنهيار إحدى المباني السكنية منذ أشهر لم أحد يتحرك لدعمها ولكن كل الدعم أتى إليها بعدما وجدت فتون في ذلك الطريق الزراعي تسير حافية هاونة الجسد بهيئة كانت لا تفسر إلا شيئا واحدا
محاولة إغتصاب
يعني مساعدتهم ليا كانت إشارة من خديجة النجار
واردفت وقد فهمت سبب رفضها للتبليغ عن ذلك الحاډث وخاصة عائلتها وكيف أصر والد فتون على رفضه
إحنا ناس غلابة يا بنتي.. خلينا متدارين جانب الحيط
ليه محكتيش ليا يا فتون... ليه خبتي كل ده
اشاحت عينيها تمسح دموعها التي أخذت تنساب على خديها
أنتي كنتي محتاجه مساعدتهم زي يا جنات... كنتي هتفضلي عايشه مع عمتك اللي جوزها مش طايقك ولا ابنها اللي بيحاول يتحرش بيكي... انتي وانا كنا محتاجين مساعدة خديجة النجار.
وعبارة خديجة تتردد في أذنيها عندما التقت بها لأول مره في الجمعية
الفرصه مبتجيش غير مرة واحده يا فتون..مكنتيش هتخدي حاجة لو كنتي بلغتي عن سليم... في الأول والأخر أنتي خدامه عنده.. أنا اسفه أني بقولك كده بس ديه الحقيقه وأنا
متابعة القراءة