رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


أنفاسها تتسأل بملامح جامدة 
 سليم عمره ما هيديها اكتر من قيمتها 
صدحت ضحكة دينا بصخب وهي تتحرك بسيارتها وترفع من صوت المسجل 
 يبقى شكل الخدامه قيمتها كبيرة أوي عنده يا شهيرة حتى أكتر منك أنت 
............ 
وبهيمنة كان يجلس ويضع أمامها بنود عقدهم كانت تسمعه وهو يخبرها بكل بند ببطئ ويتابع تعبيرات ملامحها وجنات كانت بارعة في إخفاء ما يجول بداخلها

 أسهر اعرف ستات غيرك أعمل أي حاجة في حياتي.. أنت مجرد كرسي في بيتي
انتظر ردها ولكنها ظلت صامته تسمعه فارت دماؤه وتابع حديثه پغضب يرغب بسحقها به
 وقلة قليلة بس اللي هتعرف بجوازنا ما أصل أنا عارف صنفكم في كل مكان لازم التباهي بتاعكم
وازداد غضبه اكثر وهو ينتظر إجابة منها ولكنها ظلت صامته تسمعه
 حقي الشرعي هاخده في الوقت اللي أنا عايزاه
ومال ناحيتها يخبرها بميوله العڼيفة بعض الشئ ارتجف قلبها لوهلة فابتسم براحه فاخيرا قد ظهر الخۏف فوق ملامحها
 قصدك إيه يعني إنك ساډي
همست عبارتها بتعلثم فصدحت ضحكته عاليا
 والله لو عايزه نلغي الاتفاق وتاخدي الفلوس وتمضي تنازل عن الأرض اللي هي ملكي ونداله والدي وساذجة والدك اللي أنا ماليش دخل فيها لكن من كرمي هديكي فلوس لكن نقول إيه 
وقبل أن يستطرد بحديثه 
 طماعه مش كده فعلا أنا طماعه.. وبكره تكتشف هدفي من الطمع يا كاظم باشا
تجهمت ملامح كاظموهو يدرك مدى طمعها في ماله لټنتقم من والده ولكنها اختارت الشخص الخطأ لتتلاعب معه طالعها وهي تنهض فضاقت عيناه بوعيد
 الجواز بعد يومين حضري نفسك يا عروسه 
................
دلفت لداخل الغرفة بتوتر تنظر حولها هنا وهناك تتواري عن الأعين حتى لا يراها أحدا
 فتون كل ده بتوصلي لاوضة المكتب بتاعتي مش معقول
اغلقت الباب خلفها تزفر أنفاسها فلا احد هنا اكتشف إلى الأن إنها زوجته فهي لا تريد تلك الحماية التي ستجعل الجميع يخافها لقد اعتادت على إنها فردا عاديا يتباسط الكثير معها في الحديث دون النظر لهويتها
 فتون أنت معايا
لقد طال صمتها حقا وهو بدء يتسأل.. دارت بعينيها في المكان
 اصل الأوضة كبيرة اوي وجميلة
ابتسم رغما عنه وهو ينقل الهاتف لأذنه الأخري
 طيب يا سرحانه في جمال الأوضة نبدء ندور على الكتاب عشان هيفيدك يا فتون في مذاكرتك
لمعت عيناها بالسعادة وهي تستمع لعبارته وهتفت بحماس لا تعرف كيف ومتى أصبح من سماتها
 هبدء اه أول ما تقفل 
 ومين قالك إني هقفل الخط ولما اقفل الخط مين هيدلك على مكانه
حكت رأسها بطفولة تخبره وهي تطالع المكان حولها 
 عندك حق 
وتسألت وهي تبحث بين الأرفف 
 هو عمك كان محامي كبير أوي 
ضحك وهو يستمع إليها 
 اسألتك بقت كتيره وده مش من طبعك يا فتون
 اسفه 
تمتمتها بخجل فتنهد وهو يستمع لنبرتها 
 عايز فتون اللي بتكلمني كده وبتسأل مش في التليفون لا عايزاها وهي في حضني..
ثم اردف بمكر ووقاحة تليق به 
 عشان أخد المقابل يا حببتي 
وبعبارات صريحة كان يخبرها بالمكان الذي يجب أن تسأله فيه شهقة خجلة خرجت من بين شفتيها 
 سليم 
 خلاص سليم سكت يلا ابدأي دوري على الكتاب عشان تاخديه معاكي البيت وتذاكريه كويس.. عشان في اختبار مني ليكي
عادت للبحث عن الكتاب وهي تستمع إليه يسألها عن يومها وكيف يعاملها حازم والبعض هنا.. واه لو علم إنها جعلت حازم لا يخبر الجميع إنها زوجته فقلة قليلة من أهتمت بزيجته الجديدة بل الكثير رأي أن الزيجة الجديدة لن تطيل وسيعود لأم أبنته
 لقيته يا سليم
هتفت عبارتها بعدما ضجرت من البحث عن الكتاب.. لتفتح أول صفحاته وتنظر فيها.. لم تشعر بتلك التي وقفت أمام الغرفة بعد أن فتحتها ببطئ ووقفت تطالعها بملامح جامده
انغلق الباب ببطء كما فتح فتغمض عينيها لعلها تستطيع إلتقاط أنفاسها.. ألم طفيف كانت تشعر به بل ليس طفيف إنه ألم يجعلها لأول مرة تريد الصړاخ بكل قوتها وسؤال واحد كان يخترق فؤادها
 لماذا لم تكن علاقتهما هكذا
وسؤال جديد أقتحم عقلها دون رحمة
 هل كانت فقط زوجة للفراش في البداية ام زواجهم المعلن كان من أجل ابنتهما
نيران وغيرة وڠضب ومشاعر لا تعرف مهيتها.. إنه يتحدث معها دون ملل يعطيها من وقته وهو الذي كان دوما يخبرها أن وقتهم ثمين وهي كانت تقتنع فعالمهم يحتاجهم جائعين دون شبع فلو شبعوا وتهاونوا ستضيع سلطتهم وهم في حرب المال والأعمال.
ودمعة خائڼة انسابت من عينيها لعلها تريحها وتطفئ تلك النيران المشټعلة داخلها ولكن شهيرة امرأة قوية والنساء كحالها لا يبكون بل يصبحون أكثر صلابة.
القت نظرة أخيرة نحو الغرفة وقد ازدادت عيناها قتامة سارت راحلة وهي تزفر أنفاسها بهدوء لعلها تعود لتوازنها ولكنها سكنت في مكانها تستمع لصوت حازم
 شهيرة 
اغمضت عينيها وزفرت أنفاسها ثم التفتت إليه ببطء وعلى وجهها ابتسامة هادئه
 مش معقول كنت جاية لسليم هنا 
ومازحها بلطف 
 أكيد جيالي أنا طبعا
ضحكت مرغمة ثم رفعت يدها نحو خصلاتها تصففهم باصابعها 
 لا أنا عارفه إن سليم مسافر أنت عارف علاقتي بسليم مش بيغيرها حاجة
فهم حازم مقصدها وهو مقتنع به..صديقه سيفيق من غفوته ويدرك خطأه في زيجته الأخيرة وهتف متسائلا عن معرفتها بعدما القى بنظرة خاطفة حوله
 فتون بتشتغل هنا!
تظاهرت شهيرة بعدم اهتمامها للأمر ثم أعادت يدها نحو خصلاتها المنسدلة على كتفيها
 ما انا قولتلك سليم معرفني حاجات كتير عن حياته الجديدة
اعتلت الدهشة ملامح حازم فعلى ما يبدو أن صديقه يرتب للعودة لشهيرة ثانية ولكن لماذا أصبحت فتون هنا بل ويهتم بمستقبلها لأول مرة كان حازم يشعر بالتشوش.
أدركت شهيرة أن وقفتها قد طالت ويجب عليها المغادرة قبل أن يسألها حازم عن السبب الذي أتى بها لهنا وكأنه كان يقرء أفكارها فتسأل بعدما طرد أفكاره عن حياة صديقه
 مدام مش جايه عشان سليم يبقى اكيد في استشارة قانونية محتاجاها يا شهيره
ابتسمت بتوتر بعدما حاصرها بسؤاله بحثت عن شئ تخبره به فهتفت تؤكد حديثه 
 أكيد طبعا محتاجه استشارة قانونيه منك يا حازم
 طيب اتفضلي معايا المكتب
ازداد توترها وحازم يشير إليها أن تتقدم معه نحو غرفته تنفست الصعداء بعدما تعالا رنين هاتفها برسالة ما قد بعثتها إليها دينا
 الشغل مش بيخلص للأسف عندي اجتماع مهم والسكرتيرة لسا بعتالي رساله تبلغني بالميعاد
واردفت بعدما بسطت كفها تصافحه قبل أن تغادر 
 مرة تانيه يا حازم اعذرني
أسرعت بخطواتها راحلة فوقف يطالعها وقد رفع كفه يحك به لحيته 
 سليم والنساء في حياته طول عمرك جايب لنفسك ۏجع الدماغ يا صديقي 
صعدت سيارتها والغيرة تكاد ټقتلها لم تهتم برسالة دينا كل ما كانت تريده هو إلاختلاء بحالها لتفكر قليلا
لقد اخذت صغيرتهم منه ولكنها تعلم تماما حينا يعود ويطالب بها ستعطيها له ليس خوفا منه ولكنها تدرك أن صغيرتها أمانها ونشأتها أفضل بجواره هو وليست هي وحامد شقيقها الذي يعامل الصغيرة وكأنه يري خديجة الكبيرة أمامه ترى نظراته ولمساته وهوسه لأمرأة لم تكره رجل مثله بل وكرهتها هي أيضا.
وضعت رأسها فوق عجلة القيادة تزفر أنفاسها ببطء ولكن سرعان ما أدركت إنها بحاجة لشئ اخر تخرج به زفراتها التقطت علبة السچائر وهي تمقت إدمانها بها وقت الحاجة ومع كل زفرة معبئة برائحة النيكوتين كانت الأفكار ټقتحم عقلها.
أسرعت في التقاط هاتفها تبحث عن رقم ما تحتاجه كلما أرادت إعطاء احد منافسيها درسا
 عايزاك تنفذ اللي هقولك عليه بالظبط 
..........
 أنت يا جنات تعملي
 

تم نسخ الرابط