رواية لمن القرار بقلم سهام صادق
المحتويات
شابه وكانت حامل ف ابن اخويا... اخواتها بعد ما ولدت وعدت سنه حاولوا يجوزوها وراجل كل يوم بيتقدم.. لحد ما واحد من أخواتها قالي بطريقه تهكمية ما تتجوزها انت وتربى ابن أخوك واه من لحمك و دمك بدل ما أنت معترض أوي على جواز حد من رجالة العيله منها ولا ستات بره بقوا عجبينك..
ولمعت عينيه وهو يتذكر تلك اللحظه التي أصبحت فيها زوجته
ربيت ابن اخوك
اعتدل الرجل في رقدته مبتسم بفخر
حضرت الظابط عمر ده ابني البكري... وسند اخواته وأمه من بعد ربنا وبعدي
وانقطع الحديث مع دلوف إحدى الممرضات تخبره بضروره وجوده في مكتبه
عاد لمتابعة مرضاه وها هو اليوم ينقضي وحديث الرجل عالق في أذنيه وسؤال واحد كان يسأله لنفسه اليوم
قطع أفكاره رنين هاتفه ينظر لرقم المتصل متعجبا فوالده لا يتصل به إلا إذا كان هناك أمرا متعجلا
لازم تنزل مصر بسرعه... ابنك تعبان يا حضرت الجراح العظيم... ابنك محتاج عمليه قلب مفتوح
.............
منذ أسبوع يأتي لهنا... يأتي ليطالعها في مطعمها الصغير من خلف زجاج سيارته... يطالع إحباطها ويأسها من قلة الزبائن ومحاولتها هي وصديقتها في أن تجعل وجهت المطعم جذب للزبائن
تعالا رنين هاتفه فهتف بالمتصل متسائلا
عملت اللي قولتلك عليه
ايوه يا فندم... كل مدراء فروعنا وحفلاتنا هيتم التعاقد مع المطعم... غير معارفنا يا فندم
اتسعت ابتسامته وخفق قلبه يتمتم لحاله دون وعي
المرادي هتدخلي عالم سليم النجار مراته مش خدامه يا فتون
الفصل الثامن والعشرون
_ بقلم سهام صادق
مسح حبات العرق من فوق جبينه بعد ان ازال قفازه الطبي وعقم يديه.. إسترد أنفاسه اخيرا وقد عاد يشعر بخافقه ينبض من جديد
خرج من الغرفه ينظر إلى والدته التي سرعان ما التقت عينيها به وهرولت إليه تضم جسدها نحوه ودموعها ټغرق خديها
ضمھا نحوه بعدما تلاشت كل المشاعر الحاقده داخل قلبه... نعم كان حاقد على عائلته على نفسه على كل شئ جعله كاللعبه
والدته لم ترحمه وضعت امومتها وحبها أمام زواجه من ابنة شقيقتها الخائڼة... زواج يعد باطل وأطفال كرههم رغم عنه لأنهم منها
دائرة الحقد كانت أقوى منه... رسلان الذي تعلم دوما أن يكون رجلا حقيقيا لا تهزمه الرياح هزم مع أول تجربة وضع فيها وكان كباقية البشر... قانط نحو كل شئ
ابعد والدته عن ذراعيه.. فنظرت إليه بندم
أنا اسفه يا حبيبي... أسفه إني....
وضع كفه فوق شفتيها يحثها على عدم إكمال حديثها.. أطرقت كاميليا عينيها بخزي... فلم تجد أي حديث تخبره به وعادت ترفع عينيها نحوه تسأله
عبدالله هيكون كويس مش كده
محتاج رعاية وإهتمام خاص...
هجيبله كل اللي يحتاجه... ممرضه وداده وكل حاجه يحتاجها
واردفت متحمسه تتمنى أن تنال الإجابه التي ستطرب قلبها
هتيجي تعيش معانا في الفيلا
والبهجة التي كانت ستعود لترتسم فوق ملامحها قد تلاشت وهو يخبرها صراحة بقراره
لا يا ماما انا اشتريت شقه وهعيش فيها أنا و ولادي... أنا خلاص قررت أستقر تاني في مصر
..............
تلاشت ملامح السعاده من فوق ملامحها واصبحت الصدمه وحدها المرسومة.. هزت رأسها لا تستوعب ما سمعته هل يضعها شقيقها بين اختيارين هكذا
انت بتقول إيه يا حامد... عايزني اطلق واسيب بنتي واجي اقعد معاك في القصر مقابل إن امسكي إدارة الشركات كلها واتولي مكانك في إدارة المجموعة... انت اكيد حصلك حاجه
والله يا شهيرة ده المقابل وافقتي اتنازل ليكي عن المنصب موافقتيش خلاص نفضل زي ما إحنا بنحارب بعض
طالعته بعينين مازالت الصدمة تغشاهما تهتف دون تصديق
انت سامع اللي بتقوله كويس
تمام يا شهيرة كده أنا عرفت إن العرض مرفوض.. اعتبري إن مسمعتيش حاجة
رمقته پحقد لا تصدق أن شقيقها وصل لتلك البشاعة
أنت عايزني اكون زيك وحيده محدش يهتم بيا.. معنديش عيلة
تجلجلت ضحكته تصدح في ارجاء المكان.. فالتقطت حقيبتها تنظر نحوه بتقزز ومقت.
تجمدت عينيه نحو الفراغ الذي تركته خلفها يزفر أنفاسه ببطء
متأكد إنك مش هترفضي يا شهيره..
وعاد يضحك پجنون ينتظر جوابها الذي لن يطيل
...............
واصبحت عادته يوميا يأتي صباحا عندما تفتح المطعم وفي موعد غلقه.. غامت عينيه بالحنين وهو يراها كيف تضحك مع صديقتها
تحرك بسيارته بعدما انعطفت نحو الطريق الأخر..
وفي المكان الذي كان يجمعه برفيق دربه كان يقف بسيارته ويخرج منها ينظر نحو رسلان الذي وقف جوار سيارته يتكئ عليها ويعقد ساعديه أمام صدره
بقالك كتير
رمقه رسلان بنظرة خاطفه ثم عاد ينظر نحو ظلام الليل
متعود ديما استناك
جاوره سليم في وقفته مبتسما
تعرف إني مش مصدق لحد دلوقتي رجوعك... كفايه هروب بقى يا رسلان
جيهان خرجت من حياة جسار
تعلقت عينين سليم به ينتظر أن يستطرد في حديثه اكثر
مش هدمر حياتها ولا حياة حد... هبص لولادي ومستقبلي
التقط سليم أنفاسه بعدما شعر بالراحه من قرار صديقه وما فعله
تعالا رنين هاتفه فابتلع الحديث الذي في جوفه وأخرج هاتفه.. هتف بقلق في مربية أبنته
مالها خديجة يا مدام ألفت
أنتبه رسلان على صوت صديقه القلق وقد ابتعد عنه ينصت للسيدة ألفت
مدام شهيرة مبتردش على التليفون... والبنت سخنه جامد.. مكنش قدامي حل غير إني اتصل بيك يا بيه
أغلق هاتفه وأسرع في تشغيل سيارته تحت نظرات رسلان القلقه
مالها خديجة يا سليم
حرارتها مش راضيه تنزل والأم العظيمه كالعاده مشغوله عن بنتها
انطلق سليم بسيارته وخلفه رسلان الذي اتبعه... مر الوقت وها هي الصغيره تفتح عينيها تنظر نحو والدها تهتف اسمه
بابي
ضمھا لحضنه يلثم جبينها الذي لم تنخفض حرارته إلا قليلا
كده يا ديدا تقلقي بابي عليكي
وقف رسلان يطالعهم ودون شعور منه كان يبتسم... خفق قلبه وهو يري ابوة صديقه.. وكيف تتمسح الصغيره بوالدها
حاله من الإنتشاء المحب للقلب كانت تغمره
أندفعت شهيرة نحو الغرفه تنظر نحوهم
مالها خديجة يا سليم
ابتعد سليم عن صغيرته يسحبها خلفه حتى لا تري الصغيره شيجارهم
المربية رنت عليكي كام مره... ردي يا هانم
نفضت يده عنها تدلك ذراعها
كان عندي عشاء عمل مهم والتليفون كان صامت
عشاء عمل.. اجتماع.. سفر... ندوة... حفله.. إيه مافيش في حياتنا غير كده.. بنتك فين من كل ده
بنتي هتكون فخوره بأمها وهي شيفاها واصله لأعلى المناصب
دار حول نفسه قبل أن يفقد صوابه
بنتك عايزه ام مش عايزه سيدة أعمال
واردف متهكما
وقال إيه عايزه نخلف طفل تاني
تعلقت عينيها برسلان الذي أراد الإنصراف دون رؤيته حتى لا يشعرهم بالحرج من وجوده... انسحبت من المكان تتمتم بكلمات حانقه مما جعل رسلان يزداد حرجا
مكنش ليه لازم لكل ده يا سليم
رمقه سليم ساخرا يربت فوق كتفه
ده العادي في حياتنا انا وشهيره يا رسلان
............
طرق على سطح مكتبه بقوة
متابعة القراءة