رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


هو يخسر مجددا
انهمرت دموعها من شدة الذعر فيكفيها ما عاشته منذ أن ماټ والدها وفرت من بطش شقيقها
 أنا مش عايزة أموت أنت لو عايز ټموت ماليش دعوه..
هدأت سرعة السيارة رويدا رويدا حتى وقف بها في المكان المنشود 
عيناها جالت بالمكان الذي يبدو قريبا من البحر فقد اخترقت قوة الأمواج أذنيها
 أنا خلصتك من وجودي.. سيبني في حالي بقى

هتفت بها بعدما بدأت تهدء أنفاسها تستدير بجسدها حتى تجد لها مخرجا
 لو سيبتك تمشي هتروحي فين الشقة اللي مأجره فيها أوضة ومتعرفيش سلوك الناس اللي بقيتي عايشه معاهم تعرفي إنهم طردوا البنت اللي قبلك بڤضيحة
ارتجف قلبها لوهلة إنه يغلق لها الأبواب كما حاول من قبل مع عنتر ولكنها اتخذت قرارها ستكمل حياتها بعيدا عن أسواره 
 مبقاش عندي حاجه أخاف عليها الحاجة الوحيدة اللي كانت عندي أنت اخدتها.. لا فتحي هيعرف يستفيد مني ولا حتى قلبي هيعرف يضعف لحد تاني 
تصعقه بكلماتها تشعره بجرم لم يكن يظنه جرما يتسأل داخله هل لهذه الدرجة أذاها
ازدرد لعابه وهو يراها تحاول فتح الباب پجنون تطرق فوق زجاج السيارة
 خليني أرجع مكان ما جبتني أنا فرضت نفسي على حياتك واه بخرج منها بأرادتي
 بسمه..
تسارعت أنفاسه بهياج ينظر إليها وهو لا يعرف ما سيخبرها به
علقت عيناه بدموعها العالقة بأهدابها إنه عاجز عن فهم مشاعره.. عاجز ليجد جواب حقيقته واضحه 
 بسمه أخت فتحي رد السجون يا باشا بنت الحاره اللي كانت بلوة اتحطت على راسك.. بسمه البنت اللي عيشتها في بيتك إكراما لملك بسمه اللي خليتها وجها لحملتك الدعائية عشان تكسب ثقة عملائك من تاني بسمه اللي لولا فلوسك اللي نضفتها واخدت بيها دورات مكنتش عرفت تتكلم كلمتين على بعض زي الناس المثقفة بس اللي دارت نفسها في مجتمعك.. بسمه اللي بقت تبص لنفسها في المراية متعرفش نفسها.. 
وسرعان ما كانت تنظر نحو الثوب الذي ترتديه
 بسمه الحقيقيه أهي قدامك بهدومها البسيطه اللي لو مشيت بيها معاك قدام الناس هتخجل منها بسمه اللي بتحفظها الكلام قبل ما تقابل معارفك عشان متفضحكش.. بسمه اللي أنت شوفتها زيهم يا باشا
 بسمه أنا...
علقت الكلمات في حلقه فعن ماذا سيخبرها وهى تخبره بحقيقة ما عاشته معه
عادت لقوتها تهتف به ضجره من إحتجازه لها في سيارته
 جسار بيه ممكن تروحني مكان ما جبتني وتنسى في يوم إننا اتقابلنا ومتخافش أنا مش عايزه منك مقابل لحاجه..
 كان لازم أعرف حاجة واحده يا بسمه وعرفتها
......
توسعت عينين شهيرة من الصدمة تستمع لما يلقيه شقيقها من حقيقه ډفنها الزمن بعدما دلف غرفة مكتبها يسألها عما سمعه
 هى ليا انا وبس حرمتني من ابني زمان.. هى اللى خلتني أعمل كده فيها
ظلت الصدمة مرتسمة فوق ملامح شهيرة وشقيقها يهذي بحديث حقيقته كارثه
علقت عيناها بعينين ماهر الذي وقف هو الأخر في صدمة لا يستوعب ما سمعه
ازدردت شهيرة لعابها وهي ترى نظرات ماهر لها وقد تحولت نظرات الصدمة إلى إستحقار
 انت بتقول إيه يا حامد
اقتربت منه شهيرة تحاوطها الصدمة بالتأكيد شقيقها يهذي بشئ نسجه عقله فهو أصابه الخرف واصبحت ذاكرته ضعيفه
 لمسها راجل غيري هي ليا أنا وبس..اقسمت مخليهاش غير ليا
 حامد أنت اكيد تعبان ومش واعي أنت بتقول إيه
طالعها ماهر بنظرة مستهزءة يضع الأوراق التي كان يحملها ويناقشها فيها قبل دلوف حامد على سطح مكتبها مغادرا المكان الذي يسمع فيه حقيقة مخزية
 حامد فوق وكلمني أنت عارف معنى كلام ده إيه
خرجت شهقتها في صدمة تبتر بقية حديثها تتخيل نيران الأنتقام التي ستتولد بين العائلتين..
سليم لن يرحمها سيأخذ أبنتها منها سيوقف دعمه لها.. سيثأر لعمته
 لازم اموته ھموت اللي أخدها مني...
تمتم بها حامد بوعيد وقد غامت عيناه بنيران الحقد
نهض يستند على عكازه لا يرى أمامه إلا الماضي.. يقسم داخله إنه لن يتركها تحيا مع رجلا غيره فالتعيش بدون رجلا طيلة العمر 
.....
التمعت عينين الجالسة بمكر تحيك تلك القطعة الصوفيه بإسترخاء وملامح مبتسمة سيأتي إليها حفيد وليس أي حفيد حفيد من عائلة النجار.. 
ابنها الغالي ينصفها أخيرا ولن تعيش على أموال ابن تلك المخبولة التي ماټت وأراحتهم وليتها ترتاح من ابنها 
 هى فين 
صدح صوت كاظم بصړاخ تلحقه الخادمة بعدما أخبرته بمكان سيدتها 
اندفع لتلك الغرفة ينظر إليها وهي جالسة فوق الأريكة مسترخية وحولها العديد من كرات الصوف 
 كاظم
ارتسمت الدهشة فوق ملامح منال رغم علمها بقدومه
 أكيد طبعا جاي تشوف أبوك جودة تعبان اوي مهما كان ده أبوك يا كاظم 
 هدفك إيه من كل اللي اتنشر يا منال هانم
 إيه هو اللي اتنشر يا كاظم ما أنت عارفني يا بني مبقتش اتابع حاجه
واتجهت بعينيها نحو خادمتها تسألها عما نشر ولم تسمع عنه تمد لها يديها حتى تساعدها في الجلوس وفرد ساقيها
 هو في حاجة اتنشرت يا بت يا حسنية
ابتلعت الخادمة لعابها تتحاشا النظر إليهم
 اكيد الباشا قصده خبر جواز أمير بيه يا ستي
اتسعت ابتسامة منال تلقي بنظرة خاطفة نحو القطعة الصوفيه التي احاكتها
 شايف يا كاظم عملت إيه لابن أمير وهعمل لابنك كمان ما انت زي ابني.. هو صحيح ولد ولا بنت
تجهمت ملامح كاظم مقتربا منها يلتقط تلك الكرات يقذفها بعيدا ينظر إليها بعينين قاتمتين
 بلاش تلعبي معايا يا منال وأنت عارفه ده كويس
 أنت جاي تهددني في بيتي يا كاظم
انفرجت شفتي كاظم بابتسامة ماكره ينظر لعينيها المذعورتين
 قصدك بيت وبسهوله ممكن اطردكم منه
 بكره أعيش في خير ابني يا ابن...
اقتمت عيناه ينتظرها أن تنطق اسم والدته 
 إياك تنطقي اسمها عاشت ست نضيفه وماټت نضيفه لكن أنت هتفضلي تلهثي ورا الفلوس لحد أخر يوم في عمرك
ابتلعت ريقها وهي تراه يبتعد عنها يعتدل في وقفته يرمقها بنظرات ماقته تحمل الكره فما زالت امرأة طامعة متمسكة بالحياة بضراوة
....
اغمض عيناه بأرهاق يدفع تلك الأوراق التي أمامه دون رغبة في عمل شئ 
داعبت ابتسامة صغيرة شفتيه يتذكر مكالمته مع صغيرته هذا الصباح وذلك السلام الذي شعر به بعد مكالمتهم
 سليم 
هتفت اسمه بعدما باتت قريبة منه تتعجب من ابتسامته وهو مسترخي هكذا تتسأل عن السبب الذي يفكر فيه فيجعله مبتسما
 إيه اللي بتفكر فيه مخليك مبتسم كده
 بفكر في خديجة يا فتون
اخترقت العبارة فؤادها تتسأل داخلها هل لو كان يفكر بها.. سيكون هكذا تداعب شفتيه ابتسامة هادئه
 لو فكرت فيا هتبتسم كده يا سليم
تسألت وقد ارتسم الخۏف فوق ملامحها تخشى جوابه فحياتهم باتت مؤخرا فاترة..كل منهم أنشأ له حياة منفردة
 عايزه الحقيقة يا فتون
اماءت برأسها تزدرد لعابها وقد وضح الجواب بالنسبه لها 
علقت عيناه بها..يرى حاجتها لسماع كلمه تشعرها إن قلبه مازال عاشق لها
 تعرفي إن فتون وحشتني بضفايرها
لم ينتظر أن تستوعب ما نطقه فجذبها إليه راغبا في شئ واحد أن يعقد لها ضفائرها
 سليم أنت بتعمل إيه
 عايز اشوف فتون القديمة مش عايز فتون اللي أنا بحاول اصنعها جوه العالم بتاعي
لم يمهلها وقت لتتسأل أو تفهم ما نطقه تركها تنظر إليه تتعجب حالته المزاجية اليوم
 جنات طلعت مظلومه يا فتون اعزميها على حفلة الشركة بكره وأنا هعتذر ليها بنفسي
اتسعت حدقتاها في دهشة وسرعان ما كانت تخرج شهقة خافته منها وهى ترى نفسها تطيح لأعلى يحملها بين يديه متجها بها لغرفتهما
 سليم أنت طبيعي... ضفاير إيه اللي
 

تم نسخ الرابط