رواية لمن القرار بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


حلوة

وكاظم النعماني في حد ذاته كان غارق في أفكارة وخاصة تلك النصيحة التي يخبره بها رفيقه وشريكة للتو أثناء سهرتهم 
ما تتجوزها يا كاظم واه منها هتاخد الأرض وتبقى بتاعتك من غير شوشرة ومنها هتستمتع شوية وتعيشلك كام يوم حلوين والبت بنت بنوت يعني انت اول راجل هتلمسها
وغمز له صديقه بوقاحة ينتظر جوابه 

أنا اتجوز ديه أنت اكيد اټجننت يا جلال
لو فكرت فيها بهدوء هتسمع كلامي اولا أنت مش ناقص شوشرة الفترة ديه لا اقتصاديا ولا سياسيا فالحل إنك تتجوزها
طالعه كاظم ماقتا إقتراحه الذي لم يعجبه ولم يدخل عقله بتاتا
بقى على اخر الزمن هعرض على واحده زي ديه الجواز وتفتكر نفسها ست وتفضل تتشرط وتتنطط 
نصيبها في الأرض يا كاظم يجبرك انك تعمل ده
نهض كاظم من مقعده حانقا 
ملهاش حاجة عندي ولو عشان سليم واقف معاها متلزمنيش الشراكة بينا
أسرع صديقه في التقاط ذراعه متمتما 
اسمعني كويس يا صاحبي احنا محتاجين شراكة ابن النجار وكمان فكر فيها ليه دلوقتي عايزه حقها منكم اشمعنا في الوقت ده
تذكر حديثها مستنكرا
افتكرت حقها عشان الهانم بتشتغل عند سليم النجار شايفه طبعا احنا فين والعز اللي بقينا فيه فطبعا طمعانه ده شغل طمع 
يبقى تسمع نصيحتي وتتجوزها وتعلمها ازاي تقف قدام
كاظم النعماني وتشوف ازاي طمعها وصلها إيه 
لم يقتنع كاظم بحديث صديقه مهما حاول اقناعه فحك جلال رأسه يكمل رسم الدور لصديقه 
بنت عايشه لوحدها وتقريبا قربت على التلاتين سنه اول ما هترمي الطعم ليها صدقني هتقولك انا بين ايديك ومع كام يوم حلوين تعيشهم معاك هتتنازل ليك عن نصيبها بخط ايديها وهوب مع السلامه
وابتسم جلال بخبث وهو يتمنى قبول صديقه لخطته حتى يستمتعوا 
أنت قولتلي اسمها إيه صحيح
طالعه كاظم بنظرة جامدة يرفع الباقي من فنجان قهوته التي بردت ويرتشفه دفعة واحدة 
جنات 

انفتحت بوابة المزرعة الضخمه لتشق السيارة طريقها نحو المكان الذي جمعهم يوما وقلوبهم كانت تتوق للاعتراف بحبهم وقد كانت شرارات تبلغ العنان 
طالعت المكان حولها فلم يتغير شئ كثير بالمزرعة إلا بعض الترميمات والطلاءات التي أحدثها سليم
انعش الجو وجهها كحال جسدها وقلبها وسرعان ما كنت السيارة تتوقف وينظر نحوها بلهفة وشوق
اخيرا يا ملك
التقط كفها يلثمه فارتجف قلبها قليلا ولكنها أسرعت في إخفاء مشاعرها فما زالت مشاعرها بتول لم تقطف ورغم إنها نضجت واصبحت في الثامنه والعشرون وتزوجت من قبل جسار زواج جمعه التفاهم والمساندة ولكن جسار لم يمسها يوما بطريقه تجعلها تشعر كما تشعر كلما لمسها رسلان
ترجل من سيارته اولا واقترب من بابها يفتح لها الباب منحنيا قليلا حتى يفرد لها فستانها ويعاونها على الخروج 
أنا هعرف أنزل لوحدي يا رسلان
طالعها باصرار وهو يراها تتحاشاه وقد ظن ذلك خجلا منها وليس نفورا منه و مقاومه لمشاعرها نحوه
ملك النهاردة مافيش حاجة لاا النهاردة هنعمل كل حاجة حلمنا بيها
طالعت إصراره وتركته يفعل ما يريده ضمھا إليه يخبرها بصدق
متعرفيش اد إيه أنا اسعد راجل النهاردة بحبك يا ملك فوق ما تتصوري وهعوضك يا حببتي على كل لحظة ۏجع وجعتها ليك
ورغم السعادة والألم ومشاعرها المتناقضه نحوه إلا إنها أصرت أن تستمر في منحه تلك الجرعة المؤقته ستجعله يفقد صوابه ستنال حقها منه وحق غيرها إذا صدقت بالفعل جيهان بحديثها عنه ورغم رفض عقلها حديث جيهان إلا أن عقلها كان يريد التصديق حتى تكون العقۏبة دون الشعور بالذنب
إنها لعڼة الحب وإما يرفعك الحب عاليا أو يهزمك بمشقاته وهكذا كانت تتوج حكايتهم
توقف قليلا بعدما دلف بها للداخل ليمنحها بعض الوقت حتى تنظر نحو بتلات الورد المفروشة والشموع المرتصة على الجانبين ثم الدرج إلى حيث غرفتهما المعدة ابتسم وهو يري ذهولها نحو صنيعه الذي على مايبدو أنه أعجبها 
عجبك
أرادت البكاء وهو يسألها فمهما حاولت أن تجعل قلبها قاسېا إلا إنه يجعلها تعيش كل شئ حلمت به وسؤال واحد كانت تسأله لحالها لما يفعل كل هذا رغم أن كل منهما تزوج من قبل 
صعد بها نحو غرفتهما فطالعت الغرفة الفسيحة وذلك القلب الكبير المرسوم بالورود الحمراء وموضوع داخله صورتهما 
والصوره كانت قديمه صوره جمعتهما في تلك الرحله التي ذهبت فيها معه هو وميادة ذات يوم وقد اقلبت عليها ناهد سعادتها واتهمتها في سلوكها وهي وقفت تبرر لما كانت تظنها والدتها 
وتلك المرة لم تستطع محاربة دموعها فحررتها لتنساب فوق خديها 
حببتي أنت بټعيطي ملك ديه اسعد ذكرى لينا يوم ما اخدنا الصوره ديه
اسرع في وضعها على الأرض وهو يهتف عبارته ثم مد انامله إليها يمسح عنها دموعها 
يومها ناهد هانم اتهمتني في شرفي كنت فاكره ده خوف لكن بعدها فهمت إن عمرها ما خاڤت عليا
ضمھا إليه بقوة يتمنى أن يمحي الماضي من حياتهم 
انسى يا ملك انسى عشان نعرف نعيش 
مش قادرة انسى يا رسلان
ابتعدت عنه تخبره بالحقيقة فكيف ستنسي أنه تزوج شقيقتها وانجب منها كيف ستني ما فعله بها والده حينما طلب منها عدم الظهور بحياتهم حتى يستطيع أبنه نسيانها وكيف ستنسي موافقتها على زواجها من جسار حتى يكون لها مكان تعيش فيه بعيدا عنهم وكيف ستنسي ذلك اليوم الذي شاهدت فيه صوره لمها وبطنها منتفخة بالصغيرين وهو يقف جوارها 
مشاهد عدة كانت تعيش داخلها لو ظن إنها لم تكن تتابعه وتتابع اخباره سيكون مغفلا هي بالفعل لم تترك معلومه إلا وعرفتها عنه حتى جاء اليوم الذي اوصلت إليها ناهد رسالتها
أن تعيش بعيدا عنهم ولا تدمر حياة شقيقتها إذا كانت تحبها
لم تشعر بتلك القبلات التي اخذ يلتقط بها دموعها ولا بيديه التي تتحرك فوق فستانها لم تكن تشعر إلا بالخواء والألم 
ولكن تلك القبلة المتعطشة المتلهفة
التي اطبق بها فوق شفتيها جعلتها تدرك ما تعيشه وستعيشه إذا أعطته الفرصه وتركته يستمر بالمزيد 
حاولت دفعه ولكنه كان بالفعل كالعطش يريد الأرتواء وبصعوبة سمح لها بالابتعاد عنه يلهث أنفاسه ويضع جبينه فوق جبينها
بحبك يا ملك 

وضعت السيدة كاميليا مرطبها الليلي فوق جلد بشرتها طالعها عزالدين المتكأ على الوسادة خلفه
تعرفي يا كاميليا النهاردة حسيت اوي بالندم لما شوفت سعادة رسلان ليه وقفنا في طريق سعادته من البدايه
تنهدت كاميليا بارهاق واقتربت منه تتوسد صدره 
رسلان مش هيسامحني تاني يا عزالدين ابني بقى يكرهني
سقطت دموعها فاسرع في مسحها
أنت نقطة ضعف رسلان يا كاميليا مبيقدرش على زعلك ده أنا من شدة تعلقه بيكي وهو صغير كنت مسمى ابن امه
ضحكت وسط دموعها وهي تتذكر تعلق رسلان الشديد بها وهو صغير 
فاكر يا عزالدين مكنتش بيرضي ينام غير وسطنا وفي حضني وانت ديما كنت تقوله ولد مش كبرت خلاص على الكلام ده
عابثها عزالدين بحديثه وهو يعانق عينيها بعينيه 
كنت بغير منه مكنتش بعرف استفرد بيك
تعالت ضحكاتهم وقد
 

تم نسخ الرابط